الأسلحة التي تؤدي إلى جمود الحرب في أوكرانيا

[إعلان 1]

لقد أدى انتشار الطائرات بدون طيار القاتلة على خطوط المواجهة إلى ركود الحرب في أوكرانيا، حيث وجد الجنود على كلا الجانبين أنفسهم في وضع "من السهل الدفاع عنه، ومن الصعب مهاجمته".

حشد الجيش الروسي مؤخرًا عشرات الآلاف من جنوده لمهاجمة كوبيانسك، وهي مدينة نقل استراتيجية تربط شبكات السكك الحديدية والطرق في شمال شرق أوكرانيا. استولت روسيا على المدينة في بداية الحرب، لكنها اضطرت للانسحاب منها خلال هجوم مضاد أوكراني خاطف في سبتمبر/أيلول 2022.

القتال هنا شرس، إذ تشن القوات الروسية غارات كل بضعة أيام لاختراق خطوط العدو.

وقال جليب مولتشانوف، أحد أفراد وحدة الطائرات بدون طيار الأوكرانية على جبهة كوبيانسك في مقاطعة خاركوف، إن "الوضع هنا سيئ للغاية".

حقق الجيش الروسي بعض النجاحات التكتيكية، إذ طرد القوات الأوكرانية من عدة قرى وغابات، لكنه لم يتمكن من السيطرة على كوبيانسك. نشر مولتشانوف مقطع فيديو صوّره في 4 يناير/كانون الثاني، يُظهر نحو 10 دبابات ومركبات مدرعة روسية تنفجر بعد تعرضها لهجوم من طائرات مسيرة أوكرانية قرب قرية سينكوفكا، على بُعد حوالي 6 كيلومترات شمال شرق مدينة كوبيانسك.

وفقًا لمولتشانوف، ستواجه القوات الروسية صعوبة في تحقيق اختراق كبير في كوبيانسك وغيرها من الجبهات بسبب تهديد الطائرات المسيرة، وهو نوع من الأسلحة الرخيصة لكنه قد يُسبب أضرارًا جسيمة. وقد تخلت أوكرانيا سابقًا عن حملة الهجوم المضاد وانتقلت إلى استراتيجية "الدفاع النشط"، لذا من المرجح أن تستمر الحرب في أوكرانيا في الفترة المقبلة في حالتها "المجمدة" الحالية.

وقال مولتشانوف: "لم يكن أي من الجانبين يعرف ما يجب فعله لشن هجوم. كل ما تعرض للهجوم تم تدميره بطائرات بدون طيار أو قذائف مدفعية".

تُعدّ الطائرات بدون طيار، وخاصةً تلك التي تُصوّر من منظور الشخص الأول (FPV)، من الأسلحة الرئيسية في ساحة المعركة الأوكرانية. يتم التحكم في هذه الطائرات عن بُعد بواسطة جهاز تحكم وجهاز يُثبّت على الرأس، مما يمنح المستخدم رؤية واقعية كما لو كان جالسًا في قمرة القيادة. يبلغ مدى تشغيلها حوالي 15 كيلومترًا، حسب الحمولة.

الميزة الأكبر لهذا النوع من المعدات هي الكمية، فهي رخيصة الثمن، وسهلة الإنتاج، ويمكن تجميعها مباشرةً في ساحة المعركة. صرّح مولتشانوف بأن فريقه يستطيع بسهولة شراء طائرات بدون طيار FPV من منصات البيع عبر الإنترنت، بسعر حوالي 400 دولار للطائرة.

طيار الطائرات بدون طيار الأوكراني جليب مولتشانوف في صورة نُشرت في 25 يناير. الصورة: الغارديان — طيار الطائرات بدون طيار الأوكراني جليب مولتشانوف في صورة نُشرت في 25 يناير. الصورة: *الغارديان*

على الرغم من تكلفتها المنخفضة، يمكن لطائرات FPV بدون طيار أداء مهام متنوعة، مثل تتبع تحركات العدو، وتوجيه نيران المدفعية، أو استخدامها كأسلحة انتحارية لمهاجمة المشاة والمعدات الثقيلة التي تكلف آلاف المرات. كما يمكن استخدامها لإسقاط المتفجرات، ولكن هذه الطريقة أقل انتشارًا.

وقال مولتشانوف إن "ظهور الطائرات بدون طيار جعل عقيدة الحرب التقليدية لحلف شمال الأطلسي عتيقة".

وفقًا لتكتيكات حلف شمال الأطلسي، يتم تنفيذ الهجمات في شكل عمليات أسلحة مشتركة، باستخدام القدرة على الحركة والقوة النارية للدبابات الحديثة والمركبات المدرعة لاختراق دفاعات العدو، وبالتالي تطوير هجمات أعمق.

وقد استخدم الجيش الأوكراني هذا التكتيك في المراحل الأولى من الحملة الهجومية المضادة، لكنه فشل بسبب مواجهة خطوط الدفاع الروسية المحصنة والمليئة بالألغام، مما أجبر كييف على التحول إلى القتال التقليدي، وتنظيم معارك صغيرة للحد من الخسائر.

القوات الأوكرانية أثناء القتال في هذه الصورة المنشورة في 25 يناير. الصورة: الجيش الأوكراني — القوات الأوكرانية أثناء القتال في هذه الصورة المنشورة في 25 يناير. الصورة: *الجيش الأوكراني*

وقد أدى ظهور الطائرات بدون طيار FPV، وهو السلاح الذي يعتبر "العدو اللدود للدبابات" لأنه قادر على إسقاطها بهجوم انتحاري واحد على المواقع الأكثر ضعفاً، إلى زيادة التغاضي عن دور المركبات القتالية الثقيلة في أوكرانيا.

إن حقيقة أن المركبات التي تعمل كقوات صدم ودعم للمشاة تصبح أكثر "عرضة" للقوة التدميرية للطائرات المسيرة، تضع كلا الجانبين في موقف "سهل الدفاع، صعب الهجوم"، وفقًا لمولتشانوف. وأضاف: "هذه معركة بين الدروع والرصاص. الرصاص هو الطرف الرابح حاليًا".

وقال مولتشانوف إن روسيا لن تكون قادرة على اختراق خط الدفاع في كوبيانسك حتى تجد حلا لمواجهة الطائرات بدون طيار.

قال: "نحن في مأزق تكنولوجي. لا أعتقد أنهم سيسيطرون على كوبيانسك. لا يمكن لأيٍّ من الطرفين الفوز ما لم يجد تكتيكات جديدة أو يُحرز تقدمًا تكنولوجيًا".

نموذج طائرة بدون طيار أوكرانية FPV. الصورة: الغارديان — نموذج طائرة بدون طيار أوكرانية FPV. الصورة: *الغارديان*

يمكن لطقس الشتاء البارد أيضًا أن يحدّ من أداء طائرات FPV بدون طيار، إذ تُسرّع درجات الحرارة المنخفضة استنزاف بطارياتها. ويُعتقد أن أوكرانيا أكثر تأثرًا بهذه الظاهرة، إذ تعتمد كييف على طائرات بدون طيار منخفضة التكلفة تعمل بالبطاريات أكثر من منافسيها.