لوحات خشبية من عهد أسرة نجوين محفوظة في مركز الأرشيف الوطني الرابع (دا لات). الصورة: وكالة الأنباء الفيتنامية |
مع مرور الوقت، وبسبب آثار المناخ الحار والرطب، والنمل الأبيض، والعفن، وخاصةً العفن، تُصبح العديد من الكتل الخشبية معرضة لخطر التلف إذا لم تُعالج على الفور. من بين ما يقرب من 3000 كتلة خشبية مخزنة حاليًا في مركز الأرشيف الوطني الرابع (مقاطعة لام دونغ )، تتعرض المئات منها لأضرار جسيمة، مما يُهدد سلامة هذا التراث الثمين.
في ظل هذا الوضع، نفّذ الدكتور نجوين دوك ثانه، برفقة مجموعة من خبراء الأبحاث، منهم الدكتور بوي دوي نغوك، والدكتور نجوين باو نغوك، والدكتور نجوين فان دينه، والأستاذ هوانغ ترونغ هيو من معهد أبحاث صناعة الغابات (معهد علوم الغابات الفيتنامي)، مشروع "البحث والاختبار واقتراح حلول لمعالجة قطع الخشب المتعفنة من سلالة نجوين". وقد أمضى الفريق وقتًا طويلًا في البحث والمسح الميداني واختبار أساليب المعالجة للحفاظ على قيمة قطع الخشب بأقصى درجة ممكنة مع ضمان سلامتها وعمرها الافتراضي.
قال الدكتور نجوين دوك ثانه، مدير المشروع، إن هذا المشروع لا يوفر حلاً فعالاً لمعالجة مشكلة تآكل الكتل الخشبية فحسب، بل يضمن أيضاً عدم تشويه أو تأثير الترميم على النقوش عليها. ويُعد هذا عاملاً مهماً، لأن كل تفصيل صغير على الكتل الخشبية يُعد جزءاً من التراث الثقافي.
خلال عملية المعالجة، استخدم فريق البحث راتنجًا صناعيًا (Paraloid B72) يتغلغل بعمق في بنية الخشب، مما يُساعد على تقوية السطح المتآكل دون تشويهه أو التأثير على تفاصيله المحفورة. وقد طُبقت هذه الطريقة بنجاح في العديد من الدول، مثل كوريا واليابان، محققةً نتائج مستقرة وطويلة الأمد. وعلى وجه الخصوص، استخدم الفريق أيضًا مجهرًا إلكترونيًا ماسحًا (SEM) لتحليل سطح الكتلة الخشبية قبل المعالجة، مما أدى إلى تحديد الضرر بدقة واختيار الحل الأنسب. يُعد هذا نهجًا منهجيًا، يُساعد المشروع على تحقيق دقة عالية ويضمن سلامة التراث.
بدلاً من استخدام أساليب معقدة أو باهظة التكلفة، اختار فريق البحث نهجًا قائمًا على مبدأ الحد الأدنى من الحفظ، مع التدخل بما يكفي لضمان عدم استمرار تدهور الكتل الخشبية، مع الحفاظ على شكلها ومادتها وعناصرها الأصلية. أظهرت نتائج المعالجة فعالية واضحة: لم تعد الكتل الخشبية المتعفنة تتقشر أو تتفتت بعد المعالجة؛ وتم تعزيز هيكل الخشب وتثبيته، وزيادة متانته دون التأثير على النقوش أو تفاصيل محتواه.
لا يقتصر مشروع البحث على الجدوى التقنية فحسب، بل يُحقق أيضًا فعالية عملية. تُساعد المعالجة في الوقت المناسب على خفض تكاليف الترميم على المدى الطويل، مع الحفاظ على الحالة الأصلية للكتل الخشبية، وهو عنصر ذو قيمة خاصة في البحث والعمل الأكاديمي والترويج الثقافي. بفضل قابليته للتطبيق العالي، فاز المشروع بالجائزة الثالثة لجائزة الابتكار العلمي والتكنولوجي لعام ٢٠٢٤، وحصل على تمويل من صندوق السفارة الأمريكية للحفاظ على التراث الثقافي (AFCP)، ويجري العمل على تكراره في المرحلة التالية.
لوحات خشبية من سلالة نجوين في معرض "الاسم الوطني وعاصمة فيتنام في لوحات خشبية من سلالة نجوين - التراث الوثائقي العالمي ". تصوير: ثانه تونغ/وكالة الأنباء الفيتنامية |
في معرض حديثه عن عملية التنفيذ، قال الدكتور نجوين دوك ثانه إنه منذ إصدار المكتب السياسي القرار رقم 57-NQ/TW بتاريخ 22 ديسمبر 2024 بشأن الإنجازات في مجالات العلوم والتكنولوجيا والابتكار والتحول الرقمي الوطني، أتيحت للباحثين فرص أكبر للوصول إلى الموارد والمعدات والآليات المالية المناسبة. وهذا شرط أساسي لتنفيذ مشاريع مثل معالجة ألواح الخشب من سلالة نجوين بشكل منهجي وفي الاتجاه الصحيح، وتطبيقها عمليًا.
يُحدد القرار رقم 57 بوضوح العلم والتكنولوجيا كمحرك رئيسي للتنمية السريعة والمستدامة للبلاد. ولا يقتصر القرار على التركيز على قطاع التكنولوجيا المتقدمة فحسب، بل يُشجع أيضًا البحوث التطبيقية في مجال الحفاظ على التراث الثقافي، وتطوير العلوم الاجتماعية والإنسانية المرتبطة بالتحول الرقمي والابتكار. وقد فتح القرار لفريق البحث في معهد أبحاث صناعة الغابات آفاقًا قانونية مواتية، مما شجع على الاستثمار المتعمق في البحوث التطبيقية، وشجع في الوقت نفسه التنسيق متعدد التخصصات بين مجالات: تكنولوجيا المواد، وحفظ التراث، والأرشيفات الثقافية، والتواصل العلمي.
انطلاقًا من مشروع معالجة تجريبي، يجري توسيع نطاق هذا النموذج تدريجيًا ومشاركته مع أرشيفات أخرى، مما يُسهم في بناء نظام حلول مستدام لحفظ الوثائق الخشبية القديمة. ويأمل فريق البحث مستقبلًا في تطبيق هذه الطريقة على أنواع أخرى من التراث المادي، مثل التماثيل الخشبية والعمارة القديمة والقطع الدينية، والتي تتأثر أيضًا بشكل كبير بالزمن والبيئة.
قال الدكتور نجوين دوك ثانه إن نجاح مشروع "معالجة القطع الخشبية المتحللة من سلالة نجوين" يؤكد دور العلم والتكنولوجيا في حفظ الذاكرة الوطنية. فهذا ليس جهدًا تقنيًا فحسب، بل هو أيضًا مزيج متناغم من المعرفة الحديثة والشعور بالمسؤولية تجاه التاريخ والثقافة الوطنيين.
في إن إيه
المصدر: https://baodanang.vn/channel/5414/202506/ung-dung-hieu-qua-giai-phap-xu-ly-moc-ban-bi-hu-hai-4009741/
تعليق (0)