سيحظى المرشحون بفرص عديدة في امتحان القبول الجامعي. (المصدر: وزارة التعليم والتدريب المهني) |
أُعلنت نتائج امتحانات الثانوية العامة للعام الدراسي ٢٠٢٥ في ١٦ يوليو، حاملةً معها مشاعرَ وعواطفَ جمة. غمرتْنا دموعُ الفرح، وتنهداتُ الارتياح، لكنّها امتلأتْ أيضًا بعيونٍ حزينةٍ قلقةٍ عندما لم تكن النتائجُ على قدر التوقعات.
خلال هذه الفترة، فإن أهم شيء ليس عدد النقاط التي فقدها طفلك أو أين أخطأ، ولكن ما سيقوله الكبار ويفعلونه لمساعدة طفلك على فهم أن أهم شيء بعد الامتحان ليس النهاية ولكن بداية رحلة جديدة.
في سن الثامنة عشرة، وهي السن التي تتشكل فيها الهوية الشخصية وتتشكل فيها قيمة الذات، قد تُشعر نتائج الامتحانات غير المُرضية الأطفال بالدونية والانعدام والفشل. كما أن الحزن وخيبة الأمل قد يُفقدانهم ثقتهم بأنفسهم. وإذا أكّد الوالدان، تحت الضغط أو التوقعات، هذه المشاعر السلبية دون قصد بكلمات بذيئة أو نظرات خيبة أمل، فسيفقد الأطفال ثقتهم بأنفسهم أكثر، خاصةً في هذه المرحلة التي يكونون فيها أكثر ضعفًا وحساسية.
لكل شاب قيمته الخاصة، وستظل هناك دائمًا مسارات عديدة تؤدي إلى أحلامه، ما دام يؤمن بنفسه ويتجرأ على البدء من جديد. كل خطوة، سواء كانت قصيرة أم طويلة، صحيحة أم خاطئة، تقربك من أفضل نسخة من نفسك. |
على العكس من ذلك، لا توجد درجة كبيرة بما يكفي لتجعلك فخورًا طوال حياتك. درجة 9 أو 10 هي نتيجة فخر لجهودك، لكنها مجرد نقطة تحول في رحلة طويلة. إذا اعتمدت عليها للرضا عن النفس، والتوقف عن التعلم والسعي، فقد يصبح هذا الفخر عائقًا أمام المزيد من التقدم في المستقبل. لأن الدرجات لا تقيس قدرة الشخص أو قيمه الأساسية أو إمكاناته اللامحدودة بشكل كامل.
إذا لم تكن النتيجة كما توقعت، فتوقف للحظة لتحزن إن لزم الأمر، ثم امضِ قدمًا، فما زال أمامك شبابٌ كاملٌ لاستكشافه والتعلم منه والنمو. الحياة تتيح لك دائمًا البدء من جديد، بكل عزمٍ وإصرار.
الفشل ليس نهاية المطاف، بل هو وقفة للتأمل والتعلم والنمو. لقد فشل العظماء والناجحون في التاريخ وفي العصر الحديث مرات لا تُحصى قبل بلوغ القمة. إنهم ليسوا من يتعثرون، بل ينهضون دائمًا ولا يستسلمون. هذه الإخفاقات هي التي صقلتهم، وصقلتهم، وساعدتهم على إيجاد المسار الأنسب لأنفسهم.
يمكنك التراجع واختيار مسار آخر. يمكنك اتباع مسار أقل ارتيادًا وتكون على سجيتك. لا تدع درجاتك تُشعرك بأنك لست جيدًا بما يكفي. العالم واسع، وهناك فرص لا تُحصى، وطرق لا تُحصى للتألق والسعادة والنجاح.
يُجري المرشحون تعديلات على رغباتهم في القبول، في انتظار النتيجة النهائية، وهي النتيجة المعيارية لدخول الجامعات. في الواقع، لم يُحدد نجاح الشخص يومًا باختبار واحد. يُعدّ امتحان التخرج من المدرسة الثانوية مقياسًا مهمًا، وخطوةً لا غنى عنها في التعليم، ولكنه ليس العامل الحاسم في مستقبل الشخص. لكي يتمكن الطلاب من دخول الحياة بثقة والنجاح، يعتمد ذلك على عوامل أخرى لا تُحصى. هذه العوامل هي القدرة على التفكير النقدي، ومهارات حل المشكلات، والإبداع، والقدرة على التكيف، ومهارات التواصل، والمثابرة، والشغف، والأهم من ذلك، فهم أنفسهم.
لقد فشل الناجحون أيضًا وواجهوا صعوبات، لكنهم تعلموا من تلك الإخفاقات كيف ينهضون ويفهمون أنفسهم ويدركون مواطن قوتهم. القضية الجوهرية الآن هي تخفيف الضغط الذي يثقل كاهل الطلاب، ليس فقط من عائلاتهم، بل أيضًا من المفاهيم الاجتماعية.
يمكنك التراجع واختيار مسار آخر. يمكنك التوجه نحو طريق أقل ارتيادًا، ثم كن على سجيتك. لا تدع درجاتك الدراسية تجعلك تشعر بالدونية. هذا العالم واسع جدًا، وفيه فرص لا تُحصى، وطرق لا تُحصى للتألق والسعادة والنجاح. |
إذا غيّر التعليم منظومة القيم، ونظرة الإنسان إلى إمكاناته، وتغيّر تقييم قدراته، وأصبح أكثر جوهرية، فسيقلّ ضغط الامتحانات. بدلًا من الاكتفاء بالنظر إلى النتيجة، انظر إلى مجمل الجهد والتقدم والصفات الحميدة التي مارسها الطلاب. شجّعوهم على استكشاف شغفهم، وتطوير مهاراتهم الحياتية، وإعداد أنفسهم ليصبحوا مواطنين نافعين في مجتمعهم.
قد تفتح لك درجاتك بعض الأبواب، لكنك أنت من يقرر مدى قوة طريقك ومدى اتساعه. عندما يُغلق باب، يُفتح آخر. بعد امتحان التخرج، يمكنك الالتحاق بالجامعة، أو تعلم مهنة، أو العمل، أو الدراسة في الخارج، أو معرفة المزيد عن نفسك. مهما كان اختيارك، فالرحلة القادمة لك، ويمكنك مواصلة مسيرتها على طريقتك الخاصة، وفقًا لمعتقداتك وطموحاتك.
لكل منافسة معيار، لكن الحياة لا تُقاس ببضعة أرقام على لوحة النتائج. فالإنسان ليس نتاج امتحانات، بل رحلة نضج وأحلام وتغيير. آمن بأن لكل شاب قيمته الخاصة، وستجد دائمًا طرقًا عديدة لتحقيق أحلامك، ما دمت تؤمن بنفسك وتجرؤ على البدء من جديد. كل خطوة، سواء كانت قصيرة أم طويلة، صحيحة أم خاطئة، تُقرّبك من أفضل نسخة من نفسك.
المصدر: https://baoquocte.vn/tuyen-sinh-dai-hoc-2025-hon-ca-diem-so-ban-tre-hay-toa-sang-theo-cach-chieng-va-tro-thanh-phien-ban-tot-nhat-cua-chinh-minh-321392.html
تعليق (0)