يعد مهرجان منتصف الخريف فرصة لنا للنظر إلى أنفسنا وإدراك أن السعادة لا تكمن في حصولنا على كل شيء، بل في معرفتنا بكيفية المشاركة مع من حولنا.
تتحدث المعلمة تونغ ثو لان (معلمة الصف السادس أ4، مدرسة كيم جيانج الثانوية، ثانه شوان، هانوي ) مع الطلاب حول المشاركة واللطف خلال مهرجان منتصف الخريف. |
مهرجان منتصف الخريف مناسبةٌ للتجمع مع الأهل والأصدقاء، والاستمتاع بكعكات القمر اللذيذة؛ وينشغل الأطفال بحمل الفوانيس، "مُراقبين القمر". إلا أن مهرجان منتصف الخريف هذا العام يختلف تمامًا، إذ لا تزال هناك أرواحٌ تُعاني من صعوباتٍ وخسائرَ بسبب الكوارث الطبيعية، وخاصةً في المناطق المتضررة من الفيضانات في الشمال.
وبحسب وزارة العمل والمعاقين والشؤون الاجتماعية ، تم تقصير برامج وفعاليات مهرجان منتصف الخريف هذا العام، مع التركيز على تقديم الهدايا للأطفال في ظروف صعبة، وخاصة في مناطق الأقليات العرقية والمناطق النائية والمناطق الحدودية والجزر والمناطق المتضررة من الكوارث الطبيعية والفيضانات.
كان مهرجان منتصف الخريف لهذا العام مفعمًا بالعواطف، إذ شهد أنشطة بسيطة وهدايا صغيرة من الطلاب لأطفال المناطق المتضررة من الفيضانات. وقد قررت العديد من المقاطعات والمدن والوحدات والمدارس إيقاف الأنشطة الترفيهية لتوفير المال لدعم المتضررين من العاصفة رقم 3. وفي ظل تضرر الناس بشدة من العواصف والفيضانات، يُعد مهرجان منتصف الخريف فرصةً لإظهار التعاطف وروح المشاركة.
مع انقضاء العاصفة، تاركةً وراءها مشاهد مؤلمة من الخسارة، تُصبح مساعدة المجتمع والجمعيات الخيرية بالغة الأهمية. فأنشطة كالتبرع وتقديم الهدايا وتنظيم الأنشطة التطوعية لا تُخفف آلام المتضررين فحسب، بل تُرسخ أيضًا رسالة تضامن مجتمعي ومسؤولية تجاه بعضنا البعض. فالأعمال الصغيرة والبسيطة كفيلة بجلب الفرح والأمل للمحتاجين.
"في ظل الظروف الصعبة التي يمر بها شعبنا نتيجة العواصف والفيضانات، يعد مهرجان منتصف الخريف فرصة لإظهار التعاطف وروح المشاركة." |
في الواقع، لا يسعنا إلا أن نشعر بالأسى لرؤية منازل غارقة بالمياه، ومنازل مهدمة، ووجوه أطفال متجمعة في زاوية، والعديد من الأطفال محرومون من الذهاب إلى المدرسة، والعديد من الطلاب هذا العام لم يتمكنوا من الاحتفال بعيد منتصف الخريف... عيد منتصف الخريف ليس مجرد مناسبة للاستمتاع، بل هو أيضًا فرصة لإظهار حبنا واهتمامنا بمن هم أقل حظًا. كل هدية تُرسل إلى المنطقة المنكوبة تحمل رسالة دافئة، تُشارك أبناء وطننا المعاناة، وهي أيضًا فرصة لتثقيف الأطفال حول الرحمة.
خلال مهرجان منتصف الخريف، لا ننسى أهمية تثقيف جيل الشباب حول الرحمة. الأطفال هم مستقبل الوطن، وتربيتهم على الرحمة والمشاركة والمسؤولية تجاه المجتمع أمرٌ بالغ الأهمية لبناء جيلٍ طيبٍ في المستقبل. فلنتيح للأطفال فرصًا للمشاركة في الأنشطة التطوعية، من التبرع بالملابس والكتب القديمة إلى المشاركة في فعاليات جمع التبرعات الخيرية. بهذه الطريقة، سيدرك الأطفال أن مساعدة الآخرين ليست مجرد واجب، بل هي أيضًا جزءٌ من حياتنا، لأن "العطاء هو الأخذ".
إلى جانب ذلك، ينبغي على الآباء والمعلمين تشجيع الأطفال على إظهار اللطف من خلال أفعال يومية بسيطة، كمساعدة الأصدقاء، ومشاركة الألعاب، أو حتى مجرد الاستماع للآخرين والاهتمام بهم. هذه الأفعال تساعد الأطفال على بناء عادات إيجابية والتفكير في المساعدة والمشاركة.
مهرجان منتصف الخريف فرصة لغرس بذور الخير في قلوب الأطفال. من خلال أنشطة عملية وهادفة، نساعد الأطفال على اكتساب صفات حميدة ليصبحوا مواطنين صالحين في مجتمعهم. |
علاوة على ذلك، يُعدّ مهرجان منتصف الخريف فرصةً لنا لنتأمل أنفسنا ونُدرك أن السعادة لا تكمن في امتلاك كل شيء، بل في معرفة كيفية مُشاركة ما يُسعد من حولنا. الرحمة والتعاطف قيمتان نبيلتان يجب أن نُقدّرهما ونحافظ عليهما ونُعززهما.
مع ذلك، فإن تثقيف الأطفال حول اللطف عملية طويلة الأمد، تتطلب مثابرة وممارسة مستمرة. الأسرة هي البيئة الأولى والأهم لتكوين شخصية الطفل. هيئوا جوًا عائليًا دافئًا مليئًا بالحب ليشعر الأطفال بالأمان والسعادة. اعتبروا هذا فرصة لغرس بذور اللطف في قلوبهم. من خلال أنشطة عملية وهادفة، يمكن للأطفال اكتساب صفات حميدة وأن يصبحوا مواطنين نافعين للمجتمع.
هذا العام، في تهنئة عيد منتصف الخريف الموجهة للأطفال في جميع أنحاء البلاد، كتب الأمين العام والرئيس تو لام: "آمل حقًا أن يكون كل عيد منتصف خريف أكثر سعادةً وإشباعًا ومعنىً، ماديًا وروحيًا، بفضل رعاية عائلاتكم ومدارسكم ومجتمعكم... لم يكتمل عيد منتصف الخريف هذا العام لأن الكوارث الطبيعية تسببت في عواقب وخيمة على العديد من العائلات والقرى والنجوع والبلديات. للأسف، فقد العديد من الأطفال أرواحهم؛ وفقد الكثيرون أحباءهم ومنازلهم، ويعيشون في ظروف بالغة الصعوبة. أود أن أعرب عن خالص تعازيّ لأقارب وعائلات الأطفال ضحايا العواصف والفيضانات، وآمل أن نتحلى جميعًا بالشجاعة الكافية للتغلب على هذا الألم وهذه الخسارة...".
فليكن مهرجان منتصف الخريف ليس مجرد عطلة، بل مناسبةً لإلهام روح التضامن والمشاركة والتعاطف في كلٍّ منا. باتخاذ إجراءات عملية وهادفة، يُمكننا أن نجعل هذا المهرجان أكثر تميزًا، كما في كلمات أغنية "حضن فيتنام": "الفيتناميون بشرتهم سمراء، وعيونهم سوداء، عطرة، وصامدة كأغصان اللوتس". علاوةً على ذلك، يُتيح مهرجان منتصف الخريف لنا فرصةً لنُدرك ونُمارس القيم الإنسانية في الحياة. وبذلك، لا نُهيئ بيئةً معيشيةً أفضل فحسب، بل نُنشئ جيلًا مُستقبليًا مُفعمًا بالتعاطف والمسؤولية.
[إعلان 2]
المصدر: https://baoquocte.vn/tet-trung-thu-nam-nay-rat-khac-286628.html
تعليق (0)