مبادرة FireAId هي ثمرة تعاون بين مركز الثورة الصناعية الرابعة التابع للمنتدى الاقتصادي العالمي، وشركة كوتش القابضة، ووزارة الزراعة والغابات التركية، وشركة ديلويت. وفي إطار برنامج تجريبي في تركيا، طُوّرت خريطة تفاعلية لمخاطر حرائق الغابات، تعتمد على خوارزميات الذكاء الاصطناعي والتعلم الآلي. تُنشئ الخريطة نموذجًا يعتمد على مصادر بيانات متعددة، تشمل البيانات التاريخية والجوية والجغرافية، لضمان تخصيص الموارد على النحو الأمثل.
وفقًا لمنتدى Weforum، وبفضل نجاح التطبيق في تركيا، تصل دقة التنبؤ بحرائق الغابات قبل 24 ساعة إلى 80%. تُساعد هذه المعلومات الجهات المعنية على الاستعداد والاستجابة بشكل استباقي. يُظهر نجاح البرنامج التجريبي فعالية الذكاء الاصطناعي في دعم هيئات الإدارة وإنقاذ الناس، وحماية الممتلكات، وحماية البيئة، والحد بشكل كبير من أضرار حرائق الغابات.
بالإضافة إلى الذكاء الاصطناعي، يستكشف المجتمع أيضًا تطبيق تقنيات ناشئة أخرى في إدارة حرائق الغابات مثل الطائرات بدون طيار.
لا يزال تغير المناخ يُمثل أحد أكثر الشواغل إلحاحًا اليوم، ويتجلى تأثيره جليًا في وتيرة حرائق الغابات وشدتها وانتشارها. ووفقًا لبيانات المركز الوطني المشترك بين الوكالات لمكافحة الحرائق (NIFC)، تأثرت حوالي 3 ملايين فدان من الأراضي بالحرائق سنويًا منذ عام 1982. ومنذ عام 2000، ارتفع هذا العدد إلى 7 ملايين فدان سنويًا.
تُشكل حرائق الغابات تهديدًا كبيرًا للمناطق الريفية، إذ يُمكنها تدمير المنازل والبنية التحتية والأراضي الزراعية بسرعة. كما تُحرق أعداد كبيرة من الحيوانات البرية. وبالإضافة إلى تدمير الموارد الطبيعية والممتلكات، تُخلّف حرائق الغابات عواقب صحية وخيمة على سكان المناطق المتضررة.
في الاجتماع السنوي للمنتدى الاقتصادي العالمي لعام ٢٠٢٣ في دافوس، أصدر المنتدى تقريرًا يعرض نتائج مشروع FireAId التجريبي في الوقاية من حرائق الغابات. وأكد ليفينت تشاكير أوغلو، الرئيس التنفيذي لشركة كوتش القابضة، إمكانية نشر الخوارزمية والرمز المصدري، مما يعزز قدرات مبادرة FireAId وتأثيرها.
مع جمع المزيد من بيانات التدريب، تزداد كفاءة الخوارزمية، ويمكنها تقديم تنبؤات معقدة بناءً على العديد من المتغيرات المختلفة. واجهت تقنيات الذكاء الاصطناعي السابقة للتنبؤ بحرائق الغابات صعوبة في تفسير أنماط البيانات غير الخطية، بينما تُفسرها الخوارزميات الجديدة يوميًا. لا تتبع حرائق الغابات دائمًا نمطًا محددًا، ويجب على نماذج التعلم الآلي التغلب على ذلك. يطبق العلماء تقنيات جديدة لتحسين FireAId للتعامل مع حرائق الغابات غير المتوقعة.
تأسس تحالف FireAId العالمي بناءً على نجاح التجربة الأولية، ويهدف إلى رفع مستوى الوعي العالمي بإدارة حرائق الغابات من خلال الاستفادة من قوة الذكاء الاصطناعي. إن إعطاء الأولوية للذكاء الاصطناعي في التنبؤ بحرائق الغابات والوقاية منها سيساعد على توفير التكاليف وزيادة الكفاءة على نطاق واسع.
(وفقا لموقع Weforum)
[إعلان 2]
مصدر
تعليق (0)