لماذا يعد الصراع في جمهورية الكونغو الديمقراطية غير قابل للتنبؤ؟

سيطرت قوات المعارضة المسلحة في جمهورية الكونغو الديمقراطية على مدينة كبيرة وأعلنت عن تقدمها نحو العاصمة كينشاسا، وسط مخاوف من اندلاع صراع أوسع نطاقا.

أفادت وكالة أسوشيتد برس في 3 فبراير/شباط أن مستشفيات مدينة غوما، شرقي جمهورية الكونغو الديمقراطية، تعاني من اكتظاظ شديد، في ظل استمرار القتال بين حركة إم23 المعارضة والقوات الحكومية . ومنذ هجوم الحركة على غوما في 26 يناير/كانون الثاني، وسيطرتها على المدينة التي يبلغ عدد سكانها مليوني نسمة في اليوم التالي، قُتل أكثر من 770 شخصًا وجُرح ما يقرب من 3000. وعلى عكس ما حدث في عام 2012، عندما سيطرت الحركة على غوما لمدة أسبوع تقريبًا ثم تراجعت، أعلنت الحركة الآن أنها ستتقدم نحو العاصمة كينشاسا بهدف السيطرة على هذه الدولة الواقعة في وسط أفريقيا.

صراع مطول

ينبع الصراع في جمهورية الكونغو الديمقراطية من صراع عرقي، حيث تدافع حركة إم23 عن حقوق التوتسي، وتُعتبر الأقوى بين أكثر من 100 جماعة معارضة مسلحة في البلاد. وتشير تقديرات الأمم المتحدة إلى أن حركة إم23 تضم أكثر من 8000 عضو في مناطق مقاطعة شمال كيفو قرب الحدود مع رواندا وأوغندا.

سميت حركة M23 على اسم تاريخ 23 مارس 2009، عندما وقعت جماعة المعارضة المسماة المؤتمر الوطني للدفاع عن الشعب (CNDP) لجماعة التوتسي العرقية اتفاقية لإنهاء القتال مع حكومة جمهورية الكونغو الديمقراطية. تشكلت حركة M23 في عام 2012، بعد أن اتهم المؤتمر الوطني للدفاع عن الشعب الحكومة بالفشل في تنفيذ شروط الاتفاقية مثل دمج التوتسي في القوات المسلحة وحماية الأقليات وتخصيص الموارد، وفقًا لصحيفة الغارديان . تمتلك جمهورية الكونغو الديمقراطية احتياطيات كبيرة من المعادن الأرضية النادرة والمعادن المستخدمة عادة في قطاع التكنولوجيا. تقدر وزارة التجارة الأمريكية أن جمهورية الكونغو الديمقراطية لديها احتياطيات معدنية مثل النحاس والكوبالت والليثيوم والذهب ... بقيمة 24000 مليار دولار أمريكي وهي غير مستغلة بالكامل تقريبًا.

أعضاء حركة إم23 يجندون المزيد من القوات في مدينة غوما (جمهورية الكونغو الديمقراطية) في 30 يناير.

بعد استمرار الصراع حتى عام ٢٠٢٢، هاجمت حركة إم٢٣ القوات الحكومية في مقاطعة شمال كيفو. وأدى الصراع اللاحق إلى سيطرة الحركة على بلدات روبايا كاتالي، وماسيسي، ومينوفا، وساكي، قبل مهاجمة غوما الأسبوع الماضي.

خطر الانتشار

اتهمت الأمم المتحدة وجمهورية الكونغو الديمقراطية والولايات المتحدة ودول أخرى عديدة رواندا بدعم حركة إم23 في الصراع الدائر في جمهورية الكونغو الديمقراطية، رغم نفي رواندا ذلك. ويعتقد خبراء الأمم المتحدة أن حوالي 4000 جندي رواندي يدعمون حركة إم23. في غضون ذلك، يدعم حلفاء، منهم بوروندي، جمهورية الكونغو الديمقراطية ضد حركة إم23. ووفقًا لرويترز، أدى تورط العديد من الأطراف في الصراع إلى مخاوف من امتداد القتال إلى المنطقة، كما حدث في حرب الكونغو الأولى (1996-1997) وحرب الكونغو الثانية (1998-2003).

تُلام رواندا ظلماً على الأزمة في جمهورية الكونغو الديمقراطية، والتي تُعزى إلى "إخفاقات إدارية داخلية وتهديدات موجهة للقادة الروانديين، والتي ينبغي محاسبة حكومة جمهورية الكونغو الديمقراطية عليها"، حسبما صرحت ستيفاني نيومباير، المتحدثة باسم الرئاسة الرواندية، في 2 فبراير. بعد سيطرة حركة إم23 على غوما، أدانت الأمم المتحدة والولايات المتحدة والمملكة المتحدة وفرنسا رواندا لدعمها هذه القوة. ومع ذلك، وعلى عكس عام 2012، لم تُمارس هذه الدول حتى الآن ضغوطاً مالية على رواندا لوقف دعمها لحركة إم23. ويرى المراقبون أن هذا مرتبط بتغير موقف رواندا، حيث يحظى الرئيس بول كاغامي بتقدير متزايد لرفعه مكانة البلاد الاقتصادية والعسكرية بعد الإبادة الجماعية عام 1994.

أثناء زحفها نحو العاصمة، طالبت قوات حركة إم23 حكومة جمهورية الكونغو الديمقراطية بالانخراط في حوار مباشر. ونقلت صحيفة "ذا نيو تايمز" في 2 فبراير/شباط عن المتحدث باسم الحركة، لورانس كانيوكا، دعوة الحكومة إلى الحوار بشأن "الأسباب الجذرية للصراع وإرساء سلام دائم في البلاد". إلا أن حكومة جمهورية الكونغو الديمقراطية رفضت الحوار المباشر، معتبرةً الحركة منظمة إرهابية.

تقع جمهورية الكونغو الديمقراطية في وسط أفريقيا. وهي ثاني أكبر دولة في أفريقيا من حيث المساحة، تحدها جمهورية أفريقيا الوسطى وجنوب السودان من الشمال، وأوغندا ورواندا وبوروندي وتنزانيا من الشرق، وزامبيا وأنغولا من الجنوب، وجمهورية الكونغو من الغرب.

المصدر: https://thanhnien.vn/tai-sao-xung-dot-kho-luong-o-chdc-congo-185250203230906656.htm