بدلاً من حمل الكتب الثقيلة في كل مكان، لا يحتاج الكثير من الشباب في ها تينه اليوم إلا إلى هاتف ذكي "لحمل المكتبة بأكملها" معهم. لم تعد الكتب الصوتية والإلكترونية مقتصرة على القراءة التقليدية، بل أصبحت اتجاهًا جديدًا، مما يُمكّن الشباب من الوصول إلى المعرفة بمرونة، وتوفير الوقت مع الحفاظ على عادة القراءة.
وفي ظل وتيرة الحياة العصرية، فإن هذا الشكل الجديد من القراءة لا يعكس التغيرات في عادات استقبال المعلومات فحسب، بل يظهر أيضاً مبادرة الشباب في إثراء معارفهم بطريقتهم الخاصة.

السيد ترونغ هوي نام (مواليد ١٩٩١، مقيم في حي تران فو) يهوى قراءة الكتب. لطالما كانت الكتب الورقية رفيقته كل ليلة لسنوات عديدة. لكن بعد أن بدأ العمل وأصبح موظفًا مكتبيًا، أصبح من الصعب عليه قضاء ساعات في قراءة الكتب الورقية بسبب جدول عمله المزدحم.
عندما انشغلتُ بالعمل، بدأتُ أشعر بالندم لأنني لم أعد أملك الوقت الكافي لقراءة الكتب كما في السابق. ثم عرّفني صديقٌ على تجربة الاستماع إلى الكتب الصوتية. كنتُ أنتهز الفرصة لأستمع إلى الكتب أثناء القيادة والمشي وممارسة الرياضة وحتى أثناء الطبخ. مرّت أشهرٌ كنتُ أستمع فيها إلى ثلاثة أو أربعة كتب، وهو أمرٌ كان صعبًا جدًا في السابق، كما قال نام.

الكتب الصوتية، بالنسبة للسيد نام، ليست بديلاً عن القراءة التقليدية فحسب، بل تُقدم تجربةً مختلفةً تمامًا. فالصوت العاطفي، والموسيقى السردية، والعرض المتماسك، تجعل المحتوى أكثر حيويةً وأسهل استيعابًا. وهو يُحب بشكل خاص المذكرات، وكتب مهارات الحياة، أو الروايات الأدبية التي تُكتب بصوتٍ دافئ.
قال السيد نام: "الاستماع إلى الكتب ليس دليلاً على الكسل عن القراءة، بل هو وسيلة لتوسيع آفاق المعرفة. أحيانًا أشعر بالتعب، فأفتح فصلًا خفيفًا من كتاب فأشعر بالراحة واستعادة النشاط."
إلى جانب الكتب الصوتية، تحتل الكتب الإلكترونية أيضًا مكانة مهمة في عادات القراءة لدى الشباب. السيدة داو هوين ترانج (مواليد ١٩٩٧)، موظفة بنك في حي ثانه سين، استخدمت الكتب الإلكترونية منذ أن كانت طالبة.

قالت السيدة ترانج: "عندما كنتُ في الجامعة، كنتُ أبحث كثيرًا عن مواد دراسية عبر الكتب الإلكترونية، فهي اقتصادية وسهلة الحمل. بعد بدء العمل، حافظتُ على عادة قراءة الكتب باستخدام هاتفي أو قارئ إلكتروني متخصص. كل ليلة قبل النوم، كنتُ أقرأ بضع صفحات من كتاب، وأحيانًا عندما تتعب عيناي، أنتقل إلى الاستماع إلى كتاب."
بحرصها على اختيار محتوى القراءة، تُفرّق السيدة ترانج بوضوح بين الكتب الورقية والإلكترونية والكتب الصوتية. فهي لا تزال تختار الكتب الورقية للكتب التي تتطلب فهمًا عميقًا أو تلك التي تُحفّز الذاكرة. أما الكتب الإلكترونية، فهي الخيار الأنسب لها، سواءً كانت كتبًا أجنبية أو كتبًا تتناول مواضيع مالية أو إدارية، ذات محتوى يُناسب العمل والدراسة. ووفقًا للسيدة ترانج، لا يُمكن للكتب الإلكترونية أو الصوتية أن تُغني عن الكتب الورقية. بل على العكس، لكل نوع قيمته الخاصة. المهم هو القدرة على مواصلة القراءة وكيفية القراءة بفعالية.
في ها تينه، ليس من الصعب رؤية الشباب وهم يرتدون سماعات الرأس أثناء ممارسة الرياضة، أو يجلسون في مقهى باهتمام، وهم يفتحون هواتفهم لقراءة الكتب. يتزايد استخدام الشباب لمنصات مثل Voiz FM وFonos وWoka وAudible وSachnoi.app، ليس فقط للترفيه، بل أيضًا للتعلم وتدريب التفكير وتطوير الذات.

من الجدير بالذكر أن معظم الشباب الذين يستخدمون الكتب الرقمية لا يتخلون عن الكتب الورقية. بل على العكس، يعتبرونها شكلين متكاملين. يقول الشاب نجوين كوينه آنه (مواليد ٢٠٠٣، بلدية فيت شوين): "بالنسبة لي، تُعدّ الكتب الورقية أولوية دائمة. أرغب دائمًا في الاحتفاظ بنسخ مطبوعة من الكتب كهدايا أو كتب تذكارية أو أعمال أدبية كلاسيكية. لكن في حياتي اليومية، وللحفاظ على عادة القراءة، أحتاج إلى المرونة. ربما أستمع اليوم إلى كتاب أثناء ركوب الحافلة، وغدًا أقرأ فصلًا من كتاب إلكتروني خلال استراحة الغداء، ثم في عطلة نهاية الأسبوع أتصفح كتابًا ورقيًا. هذا الشعور يجعل القراءة جزءًا طبيعيًا من الحياة."
إن تطور الكتب الصوتية والإلكترونية ليس مجرد مظهر من مظاهر التوجه التكنولوجي، بل يعكس أيضًا روح التعلم النشط والقدرة على التكيف المرنة لشباب ها تينه في العصر الرقمي. سواءً كان الوصول إلى المعرفة عبر الورق التقليدي أو الصوت والشاشة، فإن أهم ما يميز القراءة هو أنها لم تُنسى أبدًا. في ظل التغيرات المستمرة للمجتمع الحديث، لم تختفِ عادات القراءة لدى الشباب، بل تتجدد يوميًا بنهج لطيف ومرن، ولكنه عميق بما يكفي لإثراء المعرفة والروح.
المصدر: https://baohatinh.vn/sach-noi-sach-dien-tu-duoc-gioi-tre-ha-tinh-ua-chuong-post291422.html
تعليق (0)