تحظى طريقة التقييم "منحنى الجرس" (أو "منحنى الدرجات") باهتمام كبير، لا سيما في قطاع التعليم اليوم. في فيتنام، أرى أن هذه الطريقة في التقييم تُسهم في تقييم قدرات الطلاب بدقة أكبر. مع ذلك، يجب تطبيقها بمرونة وبشكل مناسب للسياق الفعلي.
منحنى الجرس، المعروف أيضًا باسم "منحنى الجرس"، هو رسم بياني على شكل جرس يُمثل توزيعًا طبيعيًا. يُظهر هذا الرسم أن معظم القيم تتركز في المنتصف، مع وجود بعض القيم في كلا الطرفين (أي مرتفعة جدًا أو منخفضة جدًا). على سبيل المثال، في الفصل الدراسي، يحصل غالبية الطلاب على درجات متوسطة أو جيدة، بينما يحصل عدد قليل منهم على درجات عالية جدًا أو منخفضة جدًا.
يمثل منحنى الجرس التوزيع الطبيعي.
من أهم فوائد هذه الطريقة في التقييم القدرة على التحكم في "تضخم الدرجات"، وهي مشكلة أصبحت مصدر قلق متزايد في فيتنام. حاليًا، يحصل أكثر من نصف طلاب العديد من فصول التخرج على درجات جيدة، مما يقلل من قيمة الشهادة ويضعف حماس الطلاب لتحقيق نتائج عالية. عندما تكون جميع الدرجات مرتفعة، يصعب التمييز بين المؤهلين حقًا والمستفيدين من نظام الدرجات المتساهل.
حاليًا، تُطبّق الجامعات في فيتنام مقياسًا من عشر نقاط للامتحانات ومتوسطات المواد، والتي تُحوّل مباشرةً إلى درجات ABCD بناءً على درجات ثابتة. على سبيل المثال، إذا حصل الطالب على درجة من 8.5 إلى 10 نقاط، يُصنّف على أنه A، ومن 7 إلى 8.4 يُصنّف على أنه B، ومن 5.5 إلى 6.9 يُصنّف على أنه C؛ ومن 4 فما فوق، يُعتبر ناجحًا بدرجة D.
هذه الطريقة بسيطة وسهلة الفهم، وتساعد الطلاب على فهم معايير التصنيف بوضوح. ومع ذلك، قد تُسبب بسهولة تضخمًا في الدرجات عندما يحصل عدد كبير من الطلاب على درجات عالية لا تعكس قدراتهم الحقيقية. على العكس من ذلك، في مجالات الفن والرسم والأدب والعمارة، إلخ، غالبًا ما يحصل الطلاب على درجات متوسطة فقط، ونادرًا ما يحصلون على درجات عالية أو درجات عالية مطلقة. وهذا يُسبب عيبًا غير ظاهر في المقارنة والتقييم بين مدارس الفنون.
لا يعتمد نظام المنحنى الجرسي على عدد ثابت من النقاط، بل على التوزيع الطبيعي للدرجات في الفصل. بعد حصول الطلاب على درجاتهم على مقياس من 10 أو 100 نقطة، يُجري المعلم تعديلًا بناءً على التوزيع النسبي للفصل بأكمله. تُمنح نسبة ضئيلة فقط، حوالي 10-20%، درجة A، تليها درجة B، بينما يقع معظم الطلاب ضمن الفئتين C وD. تساعد هذه الطريقة على منع تضخم الدرجات من خلال الحد من عدد الطلاب الحاصلين على درجات عالية، مما يضمن عكس الفروق في القدرات بينهم بدقة.
على سبيل المثال، في فصل دراسي مكون من 100 طالب، إذا كان التقييم على مقياس من 10 نقاط، فقد يؤدي الاختبار السهل للغاية إلى حصول الفصل بأكمله على درجة A، أو إذا كان الاختبار صعبًا للغاية، فقد يحصل الفصل بأكمله على درجة C أو D فقط. باستخدام طريقة منحنى الجرس، حتى لو كان الاختبار صعبًا وكان متوسط الدرجات 5/10، فسيظل لدى الفصل حوالي 10 طلاب يحصلون على درجة A، و40 طالبًا يحصلون على درجة B، و40 طالبًا يحصلون على درجة C، و10 طلاب يحصلون على درجة D. يساعد هذا في توزيع الدرجات بشكل أكثر عدلاً ويعكس قدرات الطلاب بدقة.
من مزايا منحنى الجرس مرونته وموضوعيته. ففي أساليب التقييم التقليدية، يُقيّم المدرسون الطلاب بناءً على معايير ثابتة لا تعكس أحيانًا الاختلافات بين الفصول أو المواد الدراسية أو الجامعات. أما في منحنى الجرس، فتُقارن درجات الطلاب بدرجات زملائهم، مما يوفر تقييمًا أشمل وأكثر عدلًا لقدرات كل فرد الحقيقية، بدلًا من الاعتماد فقط على مقياس صارم من عشر نقاط لتحويل الدرجات الحرفية.
يتيح "منحنى الجرس" لأصحاب العمل تقييم قدرات المرشحين بشكل أكثر دقة عند التوظيف (صورة توضيحية: السيرة الذاتية)
وكما ذكرت آنفا، فإن "منحنى الجرس" ينطبق فقط في فترة الانتقال بين الدرجات الرقمية والدرجات الحرفية، ولا يوجد أي فرق أو تأثير على الإطلاق على التدريس والتصنيف وتقييم الطلاب كما كان من قبل، أو الجامعات التي تضطر إلى النضال من أجل العثور على كل مقياس "لتشديد" معايير الإنتاج.
وقد طبقت بعض برامج التدريب الجامعية، مثل جامعة RMIT في فيتنام، نظام التقييم "المنحنى الجرسي" لضمان تقييم درجات الطلاب بشكل عادل ومتوافق مع المعايير العالمية .
خلال فترة دراستي في جامعة ستانفورد (الولايات المتحدة الأمريكية)، بعد كل اختبار، كان المحاضر يعلن بوضوح للفصل بأكمله عن درجة التقييم على مقياس من 100 نقطة ومتوسط درجة الفصل بأكمله إلى جانب مخطط توزيع طيف الدرجات بعد كل اختبار.
كما يُمكّن "المنحنى الجرسي" أصحاب العمل من تقييم قدرات المرشحين بدقة أكبر عند التوظيف. فعندما تتوقف الدرجات عن المبالغة، تصبح الشهادات أكثر قيمة وتعكس القدرات الحقيقية للمتعلمين. وهذا يُساعد الشركات على اختيار مرشحين مؤهلين حقًا، مما يُحسّن جودة الموارد البشرية.
مع ذلك، هذه ليست طريقة مثالية. منحنى الجرس بحد ذاته يخلق ضغوطًا تنافسية وظلمًا. قد يحصل الطالب على درجة عالية، مثل ٨/١٠، ولكن إذا حصل الطلاب الآخرون في الفصل على درجات عالية أيضًا، فقد يحصلون على درجة مقبول.
قد يُسبب هذا ظلمًا في الفصول التي تضمّ عددًا كبيرًا من الطلاب المتفوقين، مثل فصول الموهوبين. إضافةً إلى ذلك، في الفصول التي تضمّ عددًا قليلًا من الطلاب أو الفصول التي لا يوجد فيها فرق كبير في القدرات، قد لا يكون "المنحنى الجرسي" فعالًا، وقد يُؤدي إلى تحيز في التقييم. لذلك، يتطلّب تطبيق "المنحنى الجرسي" واختيار نسبة توزيع الدرجات مرونةً من المعلمين ومديري التعليم.
يُعدّ تطبيق أساليب التقييم، مثل المنحنى الجرسي، أحد الحلول الفعّالة للسيطرة على تضخم الدرجات والحدّ منه. مع ذلك، يجب أن يتمّ ذلك بعناية، وبما يتوافق مع الظروف الفعلية لكل مدرسة وكلّ مجال دراسي.
في نهاية المطاف، إن التثقيف حول معنى الدرجات والقيمة الحقيقية للمعرفة هو الأهم. فالدرجات ليست الهدف النهائي للتعلم، بل هي مجرد وسيلة لقياس عملية التعلم بأكملها.
المؤلف: ترينه فونغ كوان (مهندس معماري) حاصل على درجة الماجستير في الهندسة المدنية والبيئية من جامعة ستانفورد (الولايات المتحدة الأمريكية). قبل ذلك، درس كوان التصميم المستدام في الجامعة الوطنية في سنغافورة وجامعة مدينة هو تشي منه للهندسة المعمارية. يشارك كوان في التصميم والتخطيط المعماري، ويساهم أيضًا في العديد من الصحف، مُركزًا على مواضيع تتعلق بالبيئة والتصميم والثقافة.
يأمل عمود "فوكس" أن يتلقى تعليقات القراء على محتوى المقال. يُرجى الانتقال إلى قسم التعليقات ومشاركة أفكاركم. شكرًا لكم!
[إعلان 2]
المصدر: https://dantri.com.vn/tam-diem/qua-nhieu-sinh-vien-kha-gioi-nen-thay-doi-cach-danh-gia-thang-diem-20241009214737040.htm
تعليق (0)