في أوائل نوفمبر، عقد رئيس الوزراء فام مينه تشينه ورئيسة الوزراء الدنماركية ميت فريدريكسن اجتماعًا عبر الإنترنت واعتمدا بيانًا مشتركًا يُرسي شراكة استراتيجية خضراء بين البلدين. جاء هذا الحدث في إطار الذكرى الثانية والخمسين لتأسيس العلاقات بين فيتنام والدنمارك.
عقد رئيس الوزراء فام مينه تشينه اجتماعًا عبر الإنترنت مع رئيسة الوزراء الدنماركية ميتي فريدريكسن. الصورة: دونج جيانج-VNA
فصل جديد في العلاقات الفيتنامية الدنماركية
وفقًا للبيان المشترك، وتقديرًا للتعاون الوثيق والوثيق بين البلدين على مدى الخمسين عامًا الماضية، اتفق الجانبان على إقامة شراكة استراتيجية خضراء. وأعرب الجانبان عن إيمانهما بأن قرار إقامة هذه الشراكة الاستراتيجية بين فيتنام والدنمارك "سيفتح صفحة جديدة في علاقات الصداقة والتعاون بينهما".
وبالإضافة إلى ذلك، ووفقًا للبيان المشترك، ستساهم الشراكة الاستراتيجية الخضراء في تحقيق جهود الحكومتين في تعزيز التحول الأخضر، ورفع طموحات المناخ والبيئة والطبيعة العالمية، فضلاً عن التحول الأخضر العادل اجتماعيًا لخلق فرص عمل خضراء وتجنب زيادة عدم المساواة.
وفي حديثه خلال المحادثات قبل الإعلان عن البيان المشترك، أكد رئيس الوزراء فام مينه تشينه أن الشراكة الاستراتيجية الخضراء ستساهم في جعل التعاون الثنائي نموذجًا للتعاون بين الشمال والجنوب بين البلدان المتقدمة والنامية في تنفيذ الالتزامات بخفض انبعاثات الغازات المسببة للاحتباس الحراري نحو هدف صافي الانبعاثات الصفرية بحلول عام 2050؛ وستكون الأساس لإحداث اختراقات في التعاون الاقتصادي، وزيادة الاستثمار نحو النمو الأخضر، والاقتصاد الدائري، والتحول في مجال الطاقة، مما يدل على مسؤولية البلدين في التعاون مع المجتمع الدولي لمعالجة التحديات العالمية المتعلقة بالبيئة والمناخ.
من جانبها، أكدت رئيسة الوزراء ميتي فريدريكسن أن الشراكة الاستراتيجية الخضراء ستمهد الطريق للتعاون الأخضر وتجلب الرخاء لشعبي البلدين، فضلاً عن الهدف المشترك المتمثل في التنمية المستدامة العالمية.
تعزيز الحوار الأخضر
وفي البيان المشترك، أكد الجانبان على أهمية الأجندة الخضراء واتفقا على تعزيز التفاعل والمشاركة والتعاون بين مختلف أصحاب المصلحة، بما في ذلك الوزارات والقطاعات والسلطات الإقليمية والبلدية وأصحاب المصلحة الآخرين في الجهود المشتركة لتنفيذ الأجندات الخضراء في فيتنام والدنمارك.
اتفق الجانبان على تعزيز الحوار السياسي رفيع المستوى بشأن أهداف المناخ قصيرة ومتوسطة وطويلة الأجل. كما اتفقا على تعزيز تبادل المعرفة وأفضل الممارسات، وتبادل الخبرات، وتعزيز بناء القدرات، ونقل التكنولوجيا، وتشجيع الأنشطة والمبادرات الملموسة في مجالات التنمية المستدامة، والمناخ، والتحول الأخضر، وحماية البيئة، وتعزيز تطوير العلوم والتكنولوجيا، وحماية حقوق الملكية الفكرية، والأغذية والزراعة، والصحة وعلوم الحياة، والإحصاء، والتنمية الحضرية، والاقتصاد الدائري، والنمو الأخضر في المنتديات ذات الصلة.
وبالإضافة إلى ذلك، تعهد الجانبان "بتعزيز التعاون في مجال خفض انبعاثات الغازات المسببة للاحتباس الحراري لدعم فيتنام في تطوير اقتصاد منخفض الكربون، والتكيف مع تغير المناخ وتحقيق هدف صافي الانبعاثات الصفرية بحلول عام 2050، مع تعزيز تطوير الاقتصاد الدائري".
من جهة أخرى، اتفق الجانبان على مواصلة تعزيز تبادل الخبرات في تصميم وتنفيذ السياسات والأدوات التقنية اللازمة لتحقيق التحول إلى الطاقة الخضراء. ولتحقيق ذلك، سيتم تنظيم مشاورات فنية بين الخبراء، وحوارات حول السياسات، وتبادل زيارات الوفود على جميع المستويات.
تعزيز التعاون الاقتصادي والتجاري والاستثماري
في البيان المشترك، أقر الجانبان بتحسن ظروف جذب الاستثمار الأجنبي المباشر في فيتنام، حيث أصبحت فيتنام من بين أكبر 20 اقتصادًا تجذب أكبر قدر من الاستثمار الأجنبي المباشر في عام 2020. تمثل اتفاقية التجارة الحرة بين فيتنام والاتحاد الأوروبي (EVFTA) علامة فارقة مهمة في العلاقات التجارية بين فيتنام ودول الاتحاد الأوروبي، مما يخلق أساسًا متينًا لتعزيز التجارة في السلع والخدمات في القطاعات الخضراء بين الجانبين.
عقد رئيس الوزراء فام مينه تشينه اجتماعًا عبر الإنترنت مع رئيسة الوزراء الدنماركية ميتي فريدريكسن. الصورة: دونج جيانج-VNA
التزم الجانبان بالعمل على تعزيز قدرة الشركات الفيتنامية ومشاركتها في المساهمة في سلاسل القيمة المستدامة. وستدعم الحكومة الدنماركية الشركات الدنماركية في جهودها الرامية إلى توفير وتشجيع إنتاج أكثر استدامة في فيتنام، مع إيلاء اهتمام خاص لحقوق وظروف العمل.
من ناحية أخرى، يتطلع الجانبان إلى تعزيز التعاون الاقتصادي والتجاري والاستثماري، لا سيما في مجالات طاقة الرياح البرية والبحرية، وحلول كفاءة الطاقة، والأغذية والزراعة، وإدارة المياه والصرف الصحي، والحلول البحرية، والتكنولوجيا، وغيرها من المجالات ذات الاهتمام المشترك، لدعم التحول الأخضر لفيتنام في العديد من المجالات. وتُعد أنشطة الترويج التجاري والجولات الدراسية أدوات مهمة لتعزيز التعاون.
علاوةً على ذلك، يتطلع الجانبان إلى تعزيز الحوار على مستوى الحكومة بشأن القضايا البحرية، مثل الشحن الأخضر والحلول البحرية الخضراء، والحفاظ على حوار وتعاون طويل الأمد بشأن الحد من انبعاثات غازات الاحتباس الحراري في القطاع البحري. ويمكن أن تشمل سبل التعاون عقد اجتماعات ولقاءات وندوات إلكترونية بين الشركات الفيتنامية والدنماركية وغيرها من المنظمات والوحدات في القطاع البحري لجذب مشاركة قطاع الأعمال في هذا المجال.
فيما يتعلق بالتنمية الحضرية، يتطلع الجانبان إلى تعزيز التعاون والشراكة بين خبراء ومنظمات البلدين في مجال التنمية الحضرية، وبناء مدن مستدامة وصالحة للعيش. ويمكن أن تشمل أشكال التعاون تنظيم الندوات، وتبادل الممارسات والمشاريع الجيدة، وتنظيم جولات دراسية، إن أمكن، لتعزيز تبادل المعرفة والخبرات وبناء القدرات.
تطوير الإنتاج الزراعي الآمن والصديق للبيئة
في البيان المشترك، أعرب الجانبان عن رغبتهما في تعزيز التعاون في مجال الأغذية والزراعة وتربية الأحياء المائية، مع التركيز بشكل رئيسي على إنتاج الأغذية والأعلاف المستدامة والموفرة للموارد، بالإضافة إلى إنتاج تربية الأحياء المائية المستدام، بما في ذلك التقنيات والحلول اللازمة لإنتاج تربية الأحياء المائية البرية والبحرية. واتفق الجانبان على تبادل الخبرات والتجارب في الجوانب البيئية للإنتاج الزراعي، بما في ذلك الإدارة المستدامة للموارد وتقليل مدخلات الإنتاج.
علاوةً على ذلك، اتفق الجانبان على توسيع التعاون في القطاع الزراعي مستقبلًا، بهدف تطوير الإنتاج الزراعي والمائي بما يحقق ربحيةً أعلى وكفاءةً وسلامةً وصداقةً للبيئة. وسيبحث الجانبان مستقبلًا إمكانية التعاون في مجال البحث والدعم الفني لأنشطة الإنتاج الزراعي.
وبالإضافة إلى ذلك، أيد الجانبان أيضًا فكرة الشراكات بين القطاعين العام والخاص في منع ومكافحة هدر الغذاء وفقدانه لدعم إنتاج غذائي أكثر استدامة وسلاسل توريد أكثر كفاءة في استخدام الموارد.
شريك التحول الأخضر
في البيان المشترك، تعهدت فيتنام والدنمارك "بالعمل معًا لتعزيز التحول الأخضر وإزالة الكربون في القطاعات وسلاسل التوريد، بما في ذلك الخدمات اللوجستية والنقل. كما سيتعاون الجانبان لدعم مبادرات تطوير اقتصاد دائري".
علاوةً على ذلك، سيعمل الجانبان على تطوير شراكات بين المنظمات والشركات ذات الصلة من كلا البلدين، مع التركيز بشكل خاص على التقنيات الخضراء والصديقة للمناخ. ويدرك الجانبان أهمية تحسين الإطار القانوني الداعم للاستثمار العام والخاص في الطاقة والبنية التحتية الخضراء، بما في ذلك الوصول إلى التمويل الدولي.
أقر الجانبان بأن القروض الميسرة والمنح النقدية من برنامج تمويل البنية التحتية المستدامة التابع لوكالة دانيدا (DSIF) هي أدوات مالية قيمة ومهمة تساهم في تحسين البنية التحتية المستدامة في فيتنام، واتفقا على تشجيع برامج ومشاريع الشراكة بين القطاعين العام والخاص على استخدام الأدوات المالية الدنماركية بما في ذلك برنامج DSIF وصندوق التصدير والاستثمار الدنماركي (EIFO)، وفقًا للوائح القانونية وتوفير رأس المال وتوجهات الاستخدام لكل جانب.
تعزيز التعاون المتعدد الأطراف
أكد الجانبان على أهمية التعاون متعدد الأطراف في مواجهة تحديات المناخ وتحقيق أهداف اتفاق باريس، واتفقا على تعزيز التعاون والتنسيق في المحافل متعددة الأطراف. ورحبا بالمبادرات الرامية إلى تعزيز العمل المناخي، مثل الشراكة من أجل النمو الأخضر والمنتدى رفيع المستوى للأهداف العالمية 2030.
وبالإضافة إلى ذلك، وباعتبارهما عضوين أساسيين في مبادرة الشراكة من أجل النمو العالمي، تعهد الجانبان بالتنسيق مع المجتمع الدولي لدعم هذه المبادرات وبذل الجهود للاستفادة على أفضل وجه من الفرص المتاحة في مجال التمويل المتعدد الأطراف، بما في ذلك من خلال نظام بنوك التنمية والمؤسسات المالية الدولية والإقليمية.
لينه آنه
تعليق (0)