في أجواء احتفالية تعم البلاد بالذكرى المئوية ليوم الصحافة الثورية الفيتنامية (21 يونيو 1925 - 21 يونيو 2025)، قُدّم للقراء مؤخرًا مشروع كتاب خاص بعنوان "مقاومة الجنوب الغربي - التاريخ من خلال عدسة (1945-1975)" برئاسة جمعية المصورين الفوتوغرافيين الفيتناميين (VAPA) وجمعية التصوير الفوتوغرافي في دلتا ميكونغ. وبهذه المناسبة، أجرى مراسلو صحيفة كان ثو مقابلة مع تران ثي ثو دونغ، نائبة رئيس اتحاد جمعيات الأدب والفنون الفيتنامية ورئيسة جمعية المصورين الفوتوغرافيين الفيتنامية.
* المراسل: أولاً، هل يمكنك مشاركتنا ببعض الأشياء حول فكرة وعملية إعداد كتاب الصور "المقاومة الجنوبية الغربية - التاريخ من خلال العدسة (1945-1975)"؟
الفنانة تران ثي ثو دونغ: وُلد كتاب الصور "مقاومة الجنوب الغربي - التاريخ من خلال العدسة (1945-1975)" من شغف فنانين كبار، كانوا مرتبطين ارتباطًا وثيقًا بأرض وشعب الجنوب الغربي خلال سنوات المقاومة الشاقة. لقد تساءلوا دائمًا عن كيفية الحفاظ على الصور الثمينة والدليل البطولي لفترة من التاريخ الوطني ونقلها إلى الأجيال القادمة. لتحقيق هذه الفكرة، أمضت هيئة التحرير أكثر من عام في جمع آلاف الصور ومعالجتها ومقارنتها وشرحها علميًا. هذه عملية متقنة تتطلب دقة وعناية ومسؤولية عالية، لأن كل صورة ليست عملاً فنيًا فحسب، بل هي أيضًا وثيقة تاريخية لا تقدر بثمن. نأمل أن يكون الكتاب متحفًا تاريخيًا مصغرًا وتراثًا ثقافيًا ثمينًا، يساهم في تثقيف الوطنية والتقاليد الثورية للجيل الشاب.
كتاب "مقاومة الجنوب الغربي - التاريخ من خلال عدسة (١٩٤٥-١٩٧٥)". تصوير: دوي خوي
*المراسل: من فضلك أخبرنا عن مشاعرك تجاه هذا الكتاب؟
تران ثي ثو دونغ، NSNA: بصفتي ابنة منطقة دلتا النهر، نشأتُ على الأغاني الشعبية، وأغاني "دا كو هواي لانغ" المفعمة بحب الأرض والشعب، تأثرتُ بشدة عندما رأيتُ الصور في هذا الكتاب. مع كل صفحة، شعرتُ وكأنني أعيش سنوات البطولية والمأساوية التي عاشتها الأمة. الصور بالأبيض والأسود ليست وثائق تاريخية جافة، بل هي شهادات حية، تُجسّد الصوت الأصيل لفترة صعبة، لكنها في الوقت نفسه مجيدة للغاية، عاشها جيش وشعب الجنوب الغربي.
أُكنّ احترامًا وإعجابًا عميقين للمصورين ومراسلي الحرب الذين لم يترددوا في مواجهة الصعاب والمحن، بل ضحّوا بأرواحهم لتوثيق لحظات تاريخية ثمينة. في ظلّ ضراوة الحرب، وبمعدات محدودة، حافظوا دائمًا على شغفهم وشعورهم بالمسؤولية، واندفعوا بشجاعة وسط الرصاص والقنابل والدخان لتسجيل أروع صور حرب المقاومة. لم تعكس صورهم واقع الحرب فحسب، بل لامست القلوب، وألهبت الوطنية والتضامن والروح القتالية في جيشنا وشعبنا.
حاز العديد من هذه الأعمال على جوائز نبيلة، مثل جائزة هو تشي منه وجائزة الدولة للآداب والفنون. وهذا يؤكد القيمة الفنية والتاريخية العظيمة لهذه الصور. يُعدّ الكتاب تكريمًا عميقًا لأبناء الغرب المتميزين الذين ضحوا بحياتهم من أجل استقلال الوطن وحريته. وفي الوقت نفسه، أعتقد أن صور الكتاب ستترك أثرًا بالغًا على جيل الشباب اليوم، مما سيساعدهم على فهم تاريخ الأمة بشكل أفضل، وتقدير تضحيات أسلافهم، والسعي لبناء وطن مزدهر.
* مراسلة: حتى الآن، مُنح العديد من فناني الجنوب الغربي الذين نشأوا خلال حربي المقاومة جائزة هو تشي منه وجائزة الدولة للآداب والفنون. ما هي خطط جمعية فناني فيتنام لدعم وتكريم الفنانين المخضرمين الآخرين، سيدتي؟
الفنانة تران ثي ثو دونغ: تتذكر جمعية فناني فيتنام دائمًا وتُقدّر بعمق المساهمات والتضحيات العظيمة للفنانين المخضرمين، وخاصةً أبناء الوطن الجنوبي الغربي المتميزين الذين نشأوا في ظل حربي الخلاص الوطني العظيمتين. ندرك أن أعمالهم ليست مجرد تراث فني قيّم، تحمل بصمات شخصية عميقة ومشاعر صادقة، بل هي أيضًا وثائق تاريخية لا تُقدّر بثمن، تُسهم في إعادة بناء وحفظ تاريخ الأمة البطولي والمأساوي. هذه الصور دليلٌ حيّ على وطنية جيش وشعب الجنوب الغربي وشجاعتهم وصمودهم وصلابتهم.
خلال الفترة الماضية، نفذت الجمعية العديد من الأنشطة العملية لدعم وتكريم المصورين المخضرمين. ننظم معارض وتبادلات ونقاشات للتعريف بأعمالهم وتكريمها، مما يساعد الجمهور على فهم القيمة الفنية والتاريخية للصور بشكل أفضل. كما تصدر الجمعية منشورات وكتبًا مصورة للحفاظ على هذا التراث الفوتوغرافي القيّم والترويج له بين الجمهور، وخاصةً جيل الشباب.
ومن بين أهم الأنشطة على وجه الخصوص، ذات المعنى النبيل للتقدير والتكريم، اقتراح منح جوائز الدولة النبيلة، مثل جائزة هوشي منه، وجائزة الدولة للآداب والفنون، للفنانين الذين قدموا مساهمات بارزة في مجال التصوير الفوتوغرافي في البلاد والقضية الثورية للأمة.
في الفترة القادمة، ستواصل الجمعية تعزيز هذه الأنشطة، وستسعى في الوقت نفسه إلى أشكال تكريم مناسبة أخرى، ربما أنشطة ذات امتنان أعمق، للتعبير عن الامتنان للفنانين الذين كرّسوا حياتهم لمهنة التصوير الفوتوغرافي وخدمة الوطن. نؤمن بأن تكريم المصورين المخضرمين ليس مسؤولية الجمعية فحسب، بل مسؤولية المجتمع بأسره، حتى تتذكر الأجيال القادمة دائمًا مساهمات أولئك الذين ساهموا في صنع التاريخ من خلال اللحظات التي وثّقتها عدساتهم.
* مراسل: ما رأيك في التصوير الفوتوغرافي في دلتا ميكونغ اليوم؟ كيف نجح الفنانون الشباب في التفوق على الأجيال السابقة من المصورين في ظل تطور التكنولوجيا الرقمية؟
الفنانة تران ثي ثو دونغ: أُقدّر عالياً تطور فن التصوير الفوتوغرافي في دلتا ميكونغ اليوم. لقد بذل المصورون في المنطقة جهوداً كبيرة في البحث والإبداع، وأبدعوا أعمالاً فنية ذات قيمة فنية ومحتوى عميق، تعكس بوضوح الحياة الاقتصادية والثقافية والاجتماعية للأرض والشعب هنا.
في سياق تطور التكنولوجيا الرقمية، سارع الفنانون الشباب إلى استخدام معدات وتقنيات جديدة وإتقانها، منتجين أعمالًا فوتوغرافية متنوعة وغنية في الشكل والنوع. وقد حقق العديد منهم نتائج مشجعة في مسابقات ومعارض التصوير الفوتوغرافي المحلية والدولية.
ومع ذلك، بالإضافة إلى الإنجازات، يواجه تصوير دلتا ميكونغ تحديات كبيرة. فالتطور السريع للتكنولوجيا الرقمية يُصعّب بشكل متزايد إنتاج أعمال فوتوغرافية فريدة وشخصية. ولا يزال بعض الفنانين الشباب يفتقرون إلى الاستثمار في عمق المحتوى، ولا يُولون اهتمامًا لفهم تاريخ الأمة وثقافتها.
آمل أن يواصل المصورون الشباب في دلتا ميكونج تعزيز التقاليد الجميلة للأجيال السابقة، والتعلم والابتكار باستمرار لإنشاء أعمال ذات قيمة أيديولوجية وفنية عالية، مما يساهم في تطوير التصوير الفوتوغرافي الفيتنامي.
* المراسل: شكرا لك على إجراء هذه المقابلة مع صحيفة كان ثو!
دانج هوينه (تم الأداء)
المصدر: https://baocantho.com.vn/nhung-buc-anh-khong-chi-phan-anh-hien-thuc-chien-tranh-ma-con-cham-den-trai-tim-khoi-day-long-yeu-n-a187668.html
تعليق (0)