تشير دراسة جديدة من جامعة مانشستر إلى أن أول تجربة قد تحصل عليها حضارة فضائية للأرض لن تكون عبر الاتصالات أو التلفزيون. بل أظهر علماء الفلك أنه على مسافة تصل إلى 200 سنة ضوئية، يأتي أقوى مصدر للانبعاثات الراديوية من الأرض من أنظمة رادار المطارات، وخاصةً الرادار العسكري .

رادارات المطارات قادرة على العمل كمنارات، ويمكن للكائنات الفضائية رصدها من على بُعد سنوات ضوئية. (المصدر: Shutterstock)
تمسح رادارات المطارات السماء بحثًا عن الطائرات، وفي هذه العملية، تُسرّب كميات هائلة من موجات الراديو إلى الفضاء دون قصد. مع وجود أكثر من 40,000 مطار حول العالم، تُولّد أنظمة الرادار طاقة إجمالية قدرها 2×10¹⁵ واط. لو امتلكت حضارة فضائية تقع على بُعد 200 سنة ضوئية تلسكوبًا لاسلكيًا يُضاهي تلسكوب غرين بانك في ولاية فرجينيا الغربية، لاستطاعت التقاط الإشارة من الرحلة المتجهة إلى إيبيزا.
يكمن الفرق في الرادارات العسكرية. صُممت هذه الأجهزة لتكون أكثر توجيهًا وتركيزًا، مما يُنتج أنماط انبعاثات مميزة، أشبه بـ"منارات كونية" تمسح السماء. مع أن ذروة الانبعاثات لا تُمثل سوى 5% من إجمالي الانبعاثات الراديوية، إلا أن خصائصها التقنية واضحة بما يكفي ليتمكن مراقبو الفضاء الخارجي من تمييزها على أنها اصطناعية.
قال الباحث الرئيسي راميرو كايس سعيد، من جامعة مانشستر، لموقع IFLScience: " من المحتمل تمامًا أن نرسل إشارات دون قصد. تُولّد التكنولوجيا على الأرض انبعاثات راديوية، وما نريد معرفته هو ما إذا كانت حضارة متقدمة بما يكفي قادرة على رصد هذه الآثار".

قد يكون هناك كائنات فضائية تراقب الرحلات الجوية فوق كوكبنا. (المصدر: Shutterstock)
وجد فريق سايد سابقًا أنه يمكن التقاط إشارات أبراج الاتصالات من مسافة عشر سنوات ضوئية. ويمكن لرادار المطارات الوصول إلى مسافات أبعد بكثير.
قام الفريق بمحاكاة كيفية ظهور إشارات الرادار عند رؤيتها من عدة نجوم قريبة من الأرض. وتختلف قوة الإشارة تبعًا لموقع الرادار على سطح الكوكب، وكذلك تبعًا لزاوية الرؤية من النجوم.
أقرب نجم إلى نظامنا الشمسي هو بروكسيما سنتوري، ويبعد حوالي 4.2 سنة ضوئية. وبينما قد تبدو 200 سنة ضوئية صغيرة مقارنةً بحجم مجرة درب التبانة (التي يزيد قطرها عن 100,000 سنة ضوئية)، إلا أن هذه المنطقة لا تزال تحتوي على أكثر من 120,000 نجم، مما يفتح الباب أمام احتمال وجود حياة ذكية.

يقع نجم بروكسيما سنتوري على بعد حوالي 4.2 سنة ضوئية فقط من الأرض. (المصدر الفضاء)
البحث عن ذكاء خارج الأرض مجالٌ بحثيٌّ يسعى إلى تقييم ما إذا كانت البشرية وحيدةً في الكون. نستخدم التكنولوجيا كمقياسٍ للذكاء، كما أضاف سعيد. "يهدف بحثي إلى توضيح السؤال التالي: لو وُجدت حضارةٌ في الكون بقدراتٍ مماثلة في مجال الراديو، فهل ستتمكن من رصد الإشارات الراديوية الصادرة عن الأرض؟"
المصدر: https://vtcnews.vn/nguoi-ngoai-hanh-tinh-co-the-phat-hien-trai-dat-nho-radar-san-bay-ar953794.html
تعليق (0)