في موسم الأمطار، تكون زهور عباد الشمس البرية على هضبتي في أبهى صورها، خضرةً ونقاءً. بعد كل مطر، تستيقظ رُقعٌ من زهور عباد الشمس البرية في أوراقها الخضراء اليانعة، وفي براعم أغصانها الصغيرة، مع رائحة الأشجار النفاذة التي لا تُفارقها، وطعم الماء الحلو، ورائحة التربة البازلتية القوية النفاذة.
بعد كل مطر، تتألق بقع عباد الشمس البرية باللون الأخضر. الصورة: تاي بينه
قرأتُ في مكانٍ ما أن اسم زهرة دوار الشمس البري يرتبط بقصة حبٍّ ازدهرت بشغفٍ لكنها لم تنتهِ بسلامٍ وسعادة. تدور القصة حول زوجين شابين أحبّ كلٌّ منهما الآخر حبًّا عميقًا. خلال رحلة صيد، أُسر الشاب وقُتل على يد شرير. في تلك اللحظة، خاطرت الفتاة بحياتها لتصدّ السهام والرماح حتى أصابها سهمٌ سامٌّ وسقطت. في مكانها، نمت شجرةٌ ذات أزهارٍ صفراء زاهية، فخورةً، مفعمةً بالحياة بلون الشمس، وأطلق عليها الناس اسم زهرة دوار الشمس البري - رمزًا للحب الصادق، الثابت، المستعد للتضحية.
مع مرور الوقت، زرعت هذه الزهرة الصفراء الزاهية الحنين في نفوس الكثيرين، سواءً من عاشوا وما زالوا يعشقون المرتفعات الوسطى، أو من وطأت أقدامهم هذه الأرض لأول مرة. أما أنا، فأنا عاشقٌ لجميع أنواع الزهور، بما فيها عباد الشمس البري، وقد قضيتُ وقتًا أتأمل عباد الشمس البري في بين هو، جبل هام رونغ، والتقطتُ صورًا لا تُحصى لهذه الزهرة المشمسة، كما أُعجبتُ بصور عباد الشمس البري الجميلة التي التقطها أصدقائي والمصورون.
إلى جانب المصورين، لطالما كانت زهور عباد الشمس البرية مصدر إلهام إبداعي لا ينضب للعديد من الكُتّاب والشعراء والموسيقيين والرسامين. في الشعر، أعشق أبيات هونغ دينه الغريبة والعميقة: "برية طوال موسم الجفاف/ زهور عباد الشمس البرية صفراء ككلمة قديمة/ زهور عباد الشمس البرية بلا رائحة/ كاحتمال/ فجأةً يحل الليل وبقعٌ في حلمي (...)/ قل شيئًا لزهور عباد الشمس البرية/ يا إلهي، لقد تحول النهار إلى عصر/ الزهور في التراب بجانب كتفك المتسخ/ كم حصدت النحلة هذا الموسم" (أنا وزهور عباد الشمس البرية).
مع اللوحات، وقفت لفترة طويلة أمام أعمال "جياو موا" أو "ساك فانغ تاي نجوين" للرسام نجوين فان تشونغ، معجبًا على مهل بالجمال الرائع والرائع للزهور المليئة بأشعة الشمس والرياح في المرتفعات خلال موسم الجفاف، مما تركني أحب هذه الحياة أكثر.
في هذا الموسم، بعد كل مطر، تتفتّح بقع عباد الشمس البرية بلون أخضر زاهي. يومًا بعد يوم، تكتسي بقع عباد الشمس البرية بلون أخضر زاهي، أكثر خضرةً من أي وقت مضى، راسمةً جمالًا منعشًا ومشرقًا على السماء الملبدة بالغيوم. بين الحين والآخر، في فترة ما بعد الظهيرة الممطرة، تلوح لمحة من ضوء الشمس، فتتمايل زهور عباد الشمس البرية مع الريح، متلألئةً بلونها الذهبي.
ثم تبقى الشجرة خضراء هكذا حتى يصل ارتفاعها إلى حوالي مترين أو ثلاثة أمتار، ثم يتحول لونها إلى الرمادي المائل للبني، ويصبح لون أوراقها أغمق. يمتزج كل شيء معًا، متشابكًا، استعدادًا لموسم الإزهار - موسم المهرجانات في نهاية العام بأشعة شمس ورياح لا تنتهي في فضاء عباد الشمس البري الفريد في الهضبة.
المصدر: https://baogialai.com.vn/mua-da-quy-xanh-la-post560020.html
تعليق (0)