عادةً ما يظهر إسماعيل هنية، زعيم حماس المقيم في قطر، في العلن فقط عندما يُستبعد إحراز تقدم في هذه الجهود. كانت آخر زيارة له إلى مصر في أوائل نوفمبر/تشرين الثاني، قبل الإعلان عن وقف إطلاق النار الأول الذي استمر أسبوعًا، والذي شهد إطلاق سراح 110 من أصل 240 رهينة.
وقالت حركة الجهاد الإسلامي، وهي جماعة فلسطينية مسلحة أصغر تحتجز رهائن في غزة، إن زعيمها سيزور مصر في الأيام المقبلة للتفاوض على نهاية محتملة للصراع.
وقال مصدر إن الوفدين ناقشا إمكانية إطلاق سراح الرهائن الذين لا يزالون محتجزين لدى الفصائل الفلسطينية في غزة خلال الهدنة الجديدة وإمكانية إطلاق إسرائيل سراح سجناء ردا على إطلاق سراح الرهائن.
وأفاد المصدر بأن إسرائيل أصرت على إطلاق سراح الجرحى من النساء والرجال المحتجزين لديها. كما قد تطلق إسرائيل سراح فلسطينيين محتجزين بتهم خطيرة.
في وقت متأخر من يوم الأربعاء، صرّح الرئيس الأمريكي جو بايدن بأنه لا يتوقع توقيع صفقة تبادل أسرى بين إسرائيل وحماس في المستقبل القريب. ومع ذلك، أضاف: "ما زلنا نعمل على ذلك".
قال دبلوماسيون إن تصويت مجلس الأمن الدولي على زيادة المساعدات إلى قطاع غزة تأجل بناء على طلب الولايات المتحدة.
أكدت وزارة الصحة في غزة مقتل ما يقرب من عشرين ألف شخص، ولا يزال الآلاف محاصرين تحت الأنقاض. وتزعم إسرائيل أن حماس قتلت 1200 شخص في هجوم 7 أكتوبر/تشرين الأول.
نتنياهو يرفض دعوات وقف إطلاق النار
لا تزال هناك خلافات كثيرة بين الجانبين حول اتفاقيات وقف إطلاق النار. تعارض حماس مقترحات اتفاقيات وقف إطلاق نار إضافية، وتصر على أنها لن توافق إلا على وقف إطلاق نار غير محدد المدة. في المقابل، تعارض إسرائيل اتفاقيات وقف إطلاق نار غير محدد المدة، وتصر على أنها لن توافق إلا على وقف إطلاق نار إنساني حتى هزيمة حماس.
قال مسؤول فلسطيني: "حماس ثابتة على موقفها: لا رغبة لها في هدنة إنسانية. حماس تريد نهايةً كاملةً للحرب الإسرائيلية على غزة".
أكد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أن الحرب لن تنتهي إلا بتدمير حماس وإطلاق سراح جميع الرهائن وتوقف غزة عن تشكيل تهديد لإسرائيل.
وقال في بيان يوم الأربعاء: "أولئك الذين يعتقدون أننا سنتوقف لا ينظرون إلى الواقع... فصيل حماس الإرهابي بأكمله، من الأول إلى الأخير، سيموت".
وتواجه إسرائيل ضغوطا متزايدة من حلفائها الغربيين لكبح جماح حملتها العسكرية في غزة.
الصورة: جيش الدفاع الإسرائيلي.
وصعدت الولايات المتحدة، الحليف الأقرب لإسرائيل، دعواتها هذا الأسبوع لتقليص نطاق الحرب الشاملة إلى حملة تركز على قيادة حماس وإنهاء ما وصفه بايدن بـ "القصف العشوائي" الذي تسبب في سقوط ضحايا من المدنيين.
تنتشر الحرب أيضًا في جميع أنحاء المنطقة، بعد أن أطلقت حركة الحوثيين اليمنية صواريخ وطائرات مُسيّرة على سفن تجارية في البحر الأحمر، في إظهارٍ لدعم الميليشيات التابعة لإيران للفلسطينيين الذين يقاتلون إسرائيل. وعرضت الولايات المتحدة هذا الأسبوع عددًا من الخيارات للرد على الهجمات.
وهدد زعماء الحوثيين، الأربعاء، بمهاجمة السفن الحربية الأميركية إذا تعرضت قواتهم لهجوم من واشنطن.
تصاعدت الحرب
في غزة، أظهرت لقطات لرويترز ضحايا القصف الإسرائيلي، بينهم طفلان على الأقل ملطخان بالدماء والغبار، وهم يُنقلون إلى مستشفى ناصر في مدينة خان يونس جنوب غزة. وفي مشرحة المستشفى، بكت نساء يرتدين ثيابًا سوداء على جثث موضوعة في أكياس سوداء مغطاة بأغطية بيضاء.
قالت وزارة الصحة الفلسطينية في الضفة الغربية إن 20 شخصا على الأقل قتلوا في غارات جوية إسرائيلية على منزلين في خان يونس.
ومنذ انتهاء وقف إطلاق النار في الأول من ديسمبر/كانون الأول، تصاعدت الحرب إلى مستوى جديد، وامتدت الحملة البرية التي كانت تقتصر في السابق على شمال غزة إلى القطاع بأكمله.
وتقول منظمات الإغاثة الدولية إن غزة أصبحت على شفا الكارثة بسبب الدمار الواسع النطاق، مما أدى إلى تشريد 90% من السكان، وكثير منهم يعانون من سوء التغذية، ويفتقرون إلى المياه النظيفة والمساعدة الطبية.
في شمال غزة، الذي أعلنت القوات الإسرائيلية سيطرتها عليه الشهر الماضي، استمر تصاعد القتال. وشوهدت ألسنة اللهب والدخان تتصاعد من وراء السياج الحدودي الإسرائيلي بعد أن قصفت الطائرات الإسرائيلية المنطقة في الصباح الباكر.
قال الهلال الأحمر الفلسطيني إن القوات الإسرائيلية هاجمت مستودعًا لسيارات الإسعاف في جباليا، وهو مخيم للاجئين يتعرض للقصف منذ أسابيع. وكان في المنشأة 127 شخصًا، بينهم موظفون ونازحون وجرحى.
وفي الجنوب، حيث يلجأ معظم المدنيين بعد فرارهم من مناطق أخرى، تشتد المعارك حول مدينة خان بوسط البلاد.
يونس، بعد أن شنت القوات الإسرائيلية هجوماً على جزء من المنطقة.
وتشن حماس حرب عصابات بالاعتماد على شبكة من الأنفاق التي تحتفظ فيها بالجنود والأسلحة.
أعلنت كتائب القسام، الجناح العسكري لحركة حماس، يوم الأربعاء أن مقاتليها قتلوا 25 جنديًا إسرائيليًا وأصابوا العشرات خلال الـ 72 ساعة الماضية في غزة. وقال متحدث باسم القسام إن مقاتلي حماس هاجموا جنودًا إسرائيليين وجهاً لوجه، ونصبوا ألغامًا في نفقين ومنزل. ولم يتسن لرويترز التحقق من صحة هذه المزاعم على الفور.
أعلن الجيش الإسرائيلي يوم الأربعاء اكتشاف جنوده شبكة أنفاق، يمكن الوصول إليها عبر درج حلزوني ومصعد، تقع في عمق مدينة غزة، من منازل يحيى السنوار وقيادات أخرى من حماس. وأضاف أن حماس استخدمت هذه الأنفاق "للتنقل اليومي".
نجوين كوانج مينه (وفقا لرويترز)
[إعلان 2]
مصدر
تعليق (0)