أصبحت الأخبار المزيفة أكثر تعقيدًا مع التلاعب بالذكاء الاصطناعي
وفي الاجتماع الذي عقد مؤخرا بين جمعية الصحفيين الفيتنامية وجمعية الصحفيين التايلندية في هانوي، أمضى قادة الجمعيتين معظم وقتهم في الإشارة إلى مشكلة "الأخبار الكاذبة" وأكدوا أن هذه المشكلة لم تعد مشكلة وطنية بل مشكلة كبرى، وتتسبب في تأثيرات غير متوقعة على المنطقة والعالم.
وفقًا لبحث أجرته شركة Google DeepMind، فإن إنشاء الصور ومقاطع الفيديو والمقاطع الصوتية التي تنتحل شخصية البشر أكثر شيوعًا بمرتين تقريبًا من إنشاء معلومات مضللة باستخدام أدوات مثل روبوتات الدردشة التي تعمل بالذكاء الاصطناعي.
ظهرت مقاطع فيديو مزيفة لرئيس الوزراء البريطاني ريشي سوناك وقادة عالميين آخرين على منصات TikTok وX وInstagram في الأشهر الأخيرة، مع مخاوف من أنه على الرغم من الجهود التي تبذلها شبكات التواصل الاجتماعي لوضع علامة على المحتوى أو إزالته، فقد لا يدرك الجمهور أنه مزيف وأن انتشاره قد يؤثر على الناخبين.
ظهرت أعمال فنية مزيفة لرئيس الوزراء البريطاني ريشي سوناك على تيك توك وإنستغرام قبيل الانتخابات العامة. (صورة: وكالة فرانس برس)
في تقييمه لتأثير الأخبار الكاذبة في عصر التكنولوجيا، قال لونغ دونغ سون، الحاصل على ماجستير العلوم والمحاضر في معهد الصحافة والاتصال بأكاديمية الصحافة والدعاية، إن مزيج الذكاء الاصطناعي والمعلومات المضللة، المعروف أيضًا باسم الأخبار الكاذبة غير الواقعية، يمكن أن يُشوّه تصور الجمهور للأحداث والقضايا الاجتماعية، مما يؤثر على طريقة تقييمهم للوضع واتخاذهم للقرارات. وقد يُسبب هذا عواقب وخيمة، بدءًا من القرارات الشخصية البسيطة وصولًا إلى القرارات المهمة التي تؤثر على المجتمع والبلد.
يمكن استخدام الأخبار الزائفة المفرطة كأداة للتلاعب بالرأي العام، والتحريض على العنف، وزرع الفرقة، وتقويض الاستقرار الاجتماعي. وفي الساحة السياسية، يمكن للأخبار الزائفة المفرطة أن تُقوّض الثقة في المؤسسات الديمقراطية، وتؤثر على نتائج الانتخابات، بل وتثير الصراعات.
فيما يتعلق بالتحديات التي تواجه الصحفيين والمؤسسات الإخبارية، قال لونغ دونغ سون، الحاصل على درجة الماجستير، إن تعقيد الأخبار الكاذبة، وخاصةً التزييف العميق، يزيد من صعوبة التمييز بين الحقيقي والمزيف، حتى بالنسبة للصحفيين ذوي الخبرة.
في عصر الانفجار المعلوماتي، يتزايد مطالبة الجمهور للصحفيين والمؤسسات الإخبارية بتقديم المعلومات بسرعة ودقة. ومع ذلك، قد يدفع هذا الضغط الصحفيين إلى نشر معلومات على عجل دون التحقق منها بدقة، مما يُتيح فرصًا لانتشار أخبار كاذبة غير واقعية. إضافةً إلى ذلك، يواجه الصحفيون والمؤسسات الإخبارية مخاطر قانونية وأخلاقية إذا لم يتوخوا الحذر في التحقق من المعلومات ونشرها، كما قال السيد سون.
استخدم الذكاء الاصطناعي للتحقق من المعلومات
وفقًا للدكتور لونغ دونغ سون، فإنّ التعامل مع هذا النوع من الأخبار الكاذبة يتطلب تطبيق حلول تكنولوجية حديثة.
قال الدكتور دونغ سون، الحاصل على الماجستير: "لا تقتصر هذه الحلول على كشف الأخبار الكاذبة والقضاء عليها فحسب، بل تشمل أيضًا منعها منذ المراحل الأولى لإنتاجها".
أولاً، من أهم التقنيات اليوم، وفقًا للسيد سون، استخدام أنظمة الذكاء الاصطناعي للكشف عن الأخبار الكاذبة. تتمتع أنظمة الذكاء الاصطناعي الحديثة بالقدرة على تحليل السياق، ومقارنة المعلومات من مصادر متعددة، واكتشاف أي خلل في محتوى المعلومات. ومن الأمثلة النموذجية على ذلك استخدام الذكاء الاصطناعي لتحليل مقاطع الفيديو والصور للكشف عن علامات التحرير أو الإنتاج باستخدام تقنية التزييف العميق.
علاوةً على ذلك، تعمل منصات التواصل الاجتماعي ومحركات البحث بنشاط على نشر خوارزميات التعلم الآلي لتصنيف محتوى الأخبار الكاذبة وتصفيته تلقائيًا قبل انتشاره. صُممت هذه الخوارزميات للتعرف على الشذوذ في أنماط المشاركة، وسرعة انتشارها، أو حتى أسلوب المنشورات، وبالتالي تقييم احتمالية زيف المعلومات.
علاوةً على ذلك، يُعدّ استخدام تقنية البلوك تشين لإدارة مصدر المعلومات حلاًّ محتملاً. تتمتع هذه التقنية بالقدرة على إنشاء نظام مصادقة شفاف وغير قابل للتغيير، مما يُساعد على تتبّع مصدر جميع المعلومات وتاريخها، مما يضمن دقتها وموثوقيتها.
يمكن للذكاء الاصطناعي إنشاء محتوى مزيف أو معلومات وصور مضللة يصعب التمييز بينها، مما يسبب ضررًا كبيرًا لسمعة الأفراد والمنظمات، وحتى الإضرار بالمصالح الوطنية والعرقية.
شارك السيد فان فان تو، رئيس قسم الصحافة بكلية الصحافة والاتصال بجامعة العلوم الاجتماعية والإنسانية في مدينة هو تشي منه، رأيَ الدكتور لونغ دونغ سون، مؤكدًا أنه بالإضافة إلى توفير المهارات اللازمة لاستغلال نقاط قوة الذكاء الاصطناعي في مجال الصحافة، فإننا نحتاج أيضًا إلى استخدام أدوات الذكاء الاصطناعي للتحقق من المعلومات.
إن التحقق من المصدر، والذي هو في الأساس تقييم موثوقية المصدر، هو مهارة مهمة تتضمن التحقق من مصدر المعلومات، ومقارنته بمصادر أخرى، واستخدام أدوات التحقق من الحقائق للتحقق من الموثوقية.
ومن المثير للاهتمام أن هناك الآن العديد من الأدوات المتكاملة مع الذكاء الاصطناعي والتي تدعم الصحفيين في عملية التحقق، بالإضافة إلى الأدوات التقليدية التي تدعم مدققي الحقائق مثل Google Image، وTineye للبحث العكسي عن الصور، وWhopostedwhat.com، وWaybackmachine، وWebarchive.org، وInVID، وWeVerify، وExifTool، وMetapicz...
قال السيد فان فان تو إن تدريب المهارات المهنية للصحفيين في الفترة الحالية يتطلب التركيز على توفير القدرة على تقييم المعلومات في مواجهة هجمة الأخبار الكاذبة التي يُتلاعب بها الذكاء الاصطناعي. وأضاف: "إن استخدام أدوات الذكاء الاصطناعي لمعالجة الأخطاء المتعلقة به هو أسرع طريقة لمساعدة الصحفيين ووكالات الأنباء على أداء أدوارهم بكفاءة، والمساهمة أيضًا في تحسين جودة المعلومات وحماية الجمهور من المعلومات الكاذبة والآثار السلبية لوسائل الإعلام" .
مع ذلك، أشار السيد تو أيضًا إلى أن قدرة الصحفيين على تقييم المعلومات لا يمكن أن تعتمد على الأدوات فقط. لا بد من القول مُباشرةً إن الذكاء الاصطناعي قادر على دعم تحليل المحتوى الإخباري، لكنه لا يستطيع كشف جميع أنواع الأخبار الكاذبة والمعلومات المُضللة. لا يزال من الممكن خداع برامج الذكاء الاصطناعي بنفس تقنيات الذكاء الاصطناعي التي تستخدمها للكشف.
وقال فان فان تو: "لا توجد أداة سحرية، ولكن أدوات الذكاء الاصطناعي التي تكتشف الصور/مقاطع الفيديو المزيفة لا تزال تشكل موردًا قيمًا كجزء من عملية التحقق أو طريقة العناية الواجبة".
هوا جيانج
[إعلان 2]
المصدر: https://www.congluan.vn/tin-gia-trong-thoi-ky-tri-tue-nhan-tao-dung-cac-cong-cu-ai-de-tri-cac-san-pham-loi-tu-ai-post308981.html
تعليق (0)