في الأسبوع الماضي، أعلنت آن وجسيكي، الرئيسة التنفيذية لشركة التكنولوجيا الناشئة "23andMe"، إفلاسها وأعلنت استقالتها. قبل ستة أشهر، حُلّ مجلس إدارة الشركة، مُشيرًا إلى خلافات حول التوجه الاستراتيجي.
جمعت شركة 23andMe، التي كانت تُقدم سابقًا اختبارات جينية لأغراض طبية ودراسات الأنساب، بيانات الحمض النووي من أكثر من 15 مليون عميل، وكان من المتوقع أن تُصبح واحدة من أكثر شركات التكنولوجيا الناشئة قيمةً في العالم. ولكن منذ طرح أسهمها للاكتتاب العام في عام 2021، لم تُحقق الشركة أي أرباح.
بعد فضائح سرقة البيانات والدعاوى القضائية الجماعية، يتساءل 15 مليون عميل لدى 23andMe عما سيحدث لبياناتهم. ويسعى الكثيرون إلى حذف معلوماتهم من 23andMe لتجنب أي مشاكل مستقبلية.
بيانات الحمض النووي هي بمثابة قنبلة موقوتة.
وفي طلب إعلان إفلاسها، قالت شركة 23andMe إنها ستبدأ في مواجهة مشاكل كبيرة تتعلق باختراق البيانات في عام 2023.
في أكتوبر/تشرين الأول 2023، عرض قراصنة كميات هائلة من بيانات مستخدمي شركة 23andMe للبيع على الإنترنت المظلم. تضمنت البيانات معلومات مفصلة عن تواريخ الميلاد والأسماء. وبحلول ديسمبر/كانون الأول، أكدت الشركة وصول القراصنة إلى بيانات الأنساب لما يقرب من 7 ملايين مستخدم. ويُقدر أن 14 ألف حساب مستخدم قد تم الوصول إليها مباشرةً من قِبل القراصنة.
وبحلول شهر يناير/كانون الثاني من العام التالي، كشفت تفاصيل الاختراق أن شركة 23andMe استغرقت خمسة أشهر حتى أدركت أن الشركة تعرضت للاختراق.
آن فوجسيكي - مؤسسة شركة 23andMe الناشئة في مجال التكنولوجيا الحيوية
الصورة: لقطة شاشة من FT
أدت هذه الحادثة إلى تعريض شركة التكنولوجيا الناشئة (يونيكورن) لدعوى قضائية بقيمة 30 مليون دولار، وفقًا لرويترز. وبعد أسبوع، أعلن المديرون المستقلون في مجلس إدارة 23andMe استقالاتهم.
لكن بيانات الحمض النووي لمستخدمي شركة 23andMe لا تزال قنبلة موقوتة. في محاولة لإنقاذ الشركة الناشئة، يسعى مسؤولوها التنفيذيون إلى بيعها لسداد ديونها. هذا يعني إمكانية بيع بيانات المستخدمين أيضًا.
أثار هذا فورًا جدلًا واسعًا في المجتمع. اعترض معظم المستخدمين، معتقدين أن بياناتهم الشخصية التي تجمعها وتخزنها 23andMe ليست سلعة للتداول أو المزاد.
حثّ مدير الأمن السيبراني في مؤسسة الحدود الإلكترونية، وهي منظمة غير ربحية تُعنى بالخصوصية الرقمية، المستخدمين على حذف بياناتهم من موقع 23andMe. وقد حصد المنشور 531 ألف مشاهدة في ثلاثة أيام فقط.
قال جيمس هازل، الباحث في مجال الطب الحيوي، لموقع بيزنس إنسايدر: "البيانات هي بيانات، وبمجرد أن تصبح عامة، يصبح من الصعب للغاية التحكم فيها".
تقول شركة 23andMe إن البيانات الشخصية التي تجمعها تشمل معلومات التسجيل، مثل تاريخ الميلاد، والمعلومات الجينية، مثل النمط الجيني، وعينات اللعاب، والمعلومات المُبلّغ عنها ذاتيًا. بالإضافة إلى ذلك، قد يتمكن الشركاء المتعاقدون لمعالجة عينات لعاب العملاء من الوصول إلى بياناتهم هذه.
صرح متحدث باسم شركة 23andMe بأن الشركة لا تشارك بياناتها مع "أصحاب العمل، أو شركات التأمين، أو جهات إنفاذ القانون، أو قواعد البيانات العامة". إلا أن المستخدمين ما زالوا قلقين بشأن معلوماتهم، إذ لا يزال مستقبل 23andMe غامضًا.
في السجلات الصحية للمنصة، يمكن للمستخدمين إلغاء الاشتراك في "بيانات 23andMe". مع ذلك، تُشير الشركة إلى أنها مُلزمة قانونًا بالاحتفاظ ببعض المعلومات.
يذكر موقع الشركة الإلكتروني: "مع أننا سنحذف معظم معلوماتك الشخصية، إلا أنه يتعين علينا الاحتفاظ ببعضها امتثالاً للالتزامات القانونية". وينص بيان الخصوصية الخاص بالشركة أيضاً على: "ستحتفظ 23andMe وشركاؤنا في الاختبارات الجينية بمعلوماتك الجينية وتاريخ ميلادك وجنسك وفقاً لما يقتضيه الالتزام بالالتزامات القانونية السارية... حتى لو اخترت حذف حسابك".
وفقًا للخبراء، كان انهيار شركة 23andMe بمثابة جرس إنذار للمستخدمين والجهات التنظيمية بشأن جمع وتخزين البيانات المهمة، مثل الحمض النووي. من الناحية الإيجابية، ستكون للبيانات الجينية أهمية خاصة في الطب، إذ ستُستخدم في فك تشفير الكثير من المعلومات الشخصية. لكن الخطر يكمن في أنه بمجرد فك تشفير هذه المعلومات والوصول إليها بشكل غير قانوني، لا يمكن استعادتها أو إخفاؤها. بمجرد وقوع البيانات في أيدٍ غير أمينة، ستصبح حياة الضحايا أشبه بسمكة على لوح تقطيع. لا يمكنهم التنبؤ بجميع المخاطر التي سيواجهونها في المستقبل.
[إعلان 2]
المصدر: https://thanhnien.vn/ky-lan-cong-nghe-23andme-pha-san-du-lieu-adn-nguoi-dung-bi-de-doa-185250328163342974.htm
تعليق (0)