في ظل متطلبات التنمية الجديدة، تسعى هالونغ إلى أن تصبح مركزًا سياحيًا وطنيًا ودوليًا، مدينةً للابتكار والإبداع والتراث والمهرجانات. ولتحقيق هذا الهدف، يجب على هالونغ تعزيز تنمية اقتصاد التراث.
يعتمد اقتصاد التراث على موارد التراث الطبيعي والثقافي. ويرتكز اقتصاد التراث في مدينة ها لونغ بشكل رئيسي على القيمة العالمية المتميزة لخليج ها لونغ، والجوهر الثقافي الذي لا يزال قائمًا في الحياة المعاصرة. وصرح السيد فو كويت تين، عضو اللجنة الحزبية الإقليمية وأمين اللجنة الحزبية لمدينة ها لونغ: "في الآونة الأخيرة، وتحت إشراف وتوجيه المقاطعة، كان تطوير اقتصاد التراث هدفًا استراتيجيًا سعت مدينة ها لونغ جاهدةً لتحقيقه، وحققت في البداية العديد من النتائج الإيجابية".
من مجرد استقبال عشرات الآلاف من الزوار قبل الاعتراف به كتراث، يستقبل خليج ها لونج الآن ملايين الزوار كل عام، مما يساهم في تغيير الهيكل الاقتصادي للمقاطعة، مما يجعل صناعة السياحة والخدمات تتطور بسرعة، لتصبح قطاعًا اقتصاديًا رئيسيًا، في حين تجلب فوائد عملية ومستدامة للمجتمع والمحلية.
لقد بذلت المدينة جهوداً كثيرة لاستغلال اقتصاد التراث، إلا أنها تواجه أيضاً العديد من التحديات، مثل: الصراعات بين ضمان التوازن بين الحفاظ والتطوير؛ البنية التحتية والمرافق التقنية التي تخدم اقتصاد التراث لم تلبي المتطلبات، نقص الموارد البشرية الجيدة ذات المؤهلات المهنية واللغات الأجنبية، ثقافة العمل والثقافة السلوكية المحدودة، عدم وجود اتصال في استغلال قيم التراث...
من أجل إزالة الصعوبات والتغلب على التحديات، عقدت في 26 ديسمبر 2024 ورشة عمل بعنوان "تعزيز الاقتصاد الأخضر والاقتصاد الرقمي واقتصاد التراث لمدينة ها لونغ في عصر التنمية الوطنية" لاستشارة الخبراء والعلماء والمديرين لمساعدة مدينة ها لونغ على توضيح وعيها بتطوير اقتصاد التراث في اتجاه شامل ومستدام؛ وجهات نظر جديدة، وتخطيط السياسات المناسبة لخدمة التنمية الاقتصادية التراثية.
مع وجهة النظر القائلة بضرورة وجود رؤية لقيم التراث الطبيعي العالمي لخليج ها لونج، أكد الأستاذ المشارك الدكتور دونج فان ساو، بكلية السياحة بجامعة هانوي للثقافة: يجب على المدينة أن تضع قضية التنمية الثقافية، وتعزيز إمكانات التراث الطبيعي العالمي لخليج ها لونج في العلاقة المنهجية لمئات الآثار والمواقع ذات المناظر الخلابة في المقاطعة.
وقد أشاد البروفيسور دكتور تران ثو دات، المدير السابق للجامعة الوطنية للاقتصاد في هانوي، بقيم التراث الطبيعي العالمي في خليج ها لونج في الاتجاه الحالي للتنمية الاقتصادية التراثية، وقال: "في مواجهة التحديات الحالية في الحفاظ على تراث خليج ها لونج وتطويره، من الضروري أن يكون هناك مشاركة قوية وجذرية من الحكومة وجميع المستويات والقطاعات والشعب في تنسيق إدارة وحفظ وتعزيز قيم التراث بطريقة مستدامة.
بشكل عام، ساهمت العروض والآراء المقدمة في ورشة العمل في إرساء أسس مهمة لمدينة هالونغ لتخطيط استراتيجيتها للتنمية الاقتصادية التراثية. ويمكن إدراج العديد من المحتويات في الأهداف والتوجهات المهمة لوثائق مؤتمر حزب مدينة هالونغ للفترة 2025-2030 للتنفيذ، مما يُحدث نقلة نوعية في الفترة الجديدة، استنادًا إلى قوى دافعة جديدة، وأساليب إنتاج، وتنمية اقتصادية تراثية في المرحلة الجديدة. ومن هنا، ستكون هالونغ أرضًا خصبة للعديد من المستثمرين لاختبار أفكارهم ومبادراتهم في بناء المدينة لتصبح مركزًا عالميًا للخدمات، يتمتع بقيمة علامة تجارية عالية في السياحة، والصناعة الثقافية، والاقتصاد التراثي، واختبار نماذج أعمال جديدة مرتبطة بالشركات الناشئة المبتكرة في قطاع الخدمات.
تُركز المدينة على تطوير منتجات سياحية تجمع بين التجارب الثقافية المحلية (مثل التجديف بالكاياك، وزيارة قرى الصيد العائمة، ومهرجانات الإبحار، والغناء وسط عجائب الطبيعة، وغيرها). ويتزايد تنظيم العروض والممارسات الثقافية التقليدية في ها لونغ، مما يُسهم في زيادة تنوع وجاذبية المنتجات والجولات السياحية، مع استغلال قيمة التراث الثقافي غير المادي.
لضمان فعالية تطبيق سياسة تنمية اقتصاد التراث وتحويلها إلى دافعٍ حقيقي للتنمية الاقتصادية، تعمل مدينة ها لونغ على وضع خارطة طريق محددة وعلمية وقابلة للتنفيذ، تتناسب مع خصائص كل تراث. ومن خلال بناء نموذج تجريبي، سيتم تكراره، وتوسيع نطاقه، مما يتطلب مشاركةً فاعلةً وفعّالة من المجتمع، باعتباره الفاعل الرئيسي والمستفيد المباشر من استغلال قيم التراث في تطوير اقتصاد التراث.
دأبت المدينة على تخطيط مساحات الآثار التاريخية والثقافية، مع الحرص على التناغم بين المشهد الطبيعي والهوية المعمارية (رأس المال الطبيعي) والفضاء الثقافي (رأس المال الثقافي)، لخلق موارد سياحية شاملة وفريدة؛ وتخطيط نظام ومساحة التراث الطبيعي، والتراث الثقافي المادي والمعنوي، بما يخدم تنمية اقتصاد التراث. وفي الوقت نفسه، تُنفذ مشاريع شاملة للتنمية الاقتصادية التراثية، مرتبطة بالحفاظ على التراث، وتحد من استغلال قيم التراث في السياحة لتجنب الإفراط في استغلاله؛ وبناء آلية شراكة بين القطاعين العام والخاص للاستثمار في ترميم وترميم واستغلال التراث لتحقيق تنمية اقتصادية مستدامة.
مصدر
تعليق (0)