وفقًا لأحدث تقرير صادر عن معهد ماكينزي العالمي، فإن الذكاء الاصطناعي لديه القدرة على خلق قيمة اقتصادية تتراوح بين 13 و21 تريليون دولار سنويًا في جميع أنحاء العالم بحلول عام 2030. وفي حين تطبق الشركات الكبرى الذكاء الاصطناعي بنشاط لتحسين العمليات وتعزيز الميزة التنافسية، فإن السؤال هو ما إذا كانت الشركات الصغيرة والمتوسطة الحجم قادرة على مواكبة هذا السباق.
في فيتنام، وضعت الحكومة هدفًا طموحًا يتمثل في وصول الاقتصاد الرقمي إلى 30% من الناتج المحلي الإجمالي بحلول عام 2030، إلا أن الواقع يُظهر أن الفجوة بين الطموح والواقع لا تزال كبيرة. فبينما تمتلك الشركات الكبيرة موارد كافية للاستثمار في التكنولوجيا المتقدمة، تواجه أكثر من 600 ألف شركة صغيرة ومتوسطة، تُمثل 97% من إجمالي عدد الشركات في البلاد، تحديات كبيرة في رحلة التحول الرقمي.

كشفت دراسة حديثة أجرتها جمعية الشركات الصغيرة والمتوسطة في فيتنام عن أرقام مثيرة للقلق. إذ يرى 68% من الشركات الصغيرة والمتوسطة أن التكلفة تُمثل أكبر عائق أمام الوصول إلى حلول التكنولوجيا الحديثة. وأشار العديد من أصحاب الأعمال إلى أن تكلفة برامج الإدارة التقليدية تتراوح غالبًا بين 50 و200 مليون دونج فيتنامي سنويًا، وهو رقم ليس بالقليل بالنسبة للشركات التي تبلغ إيراداتها مليارات دونج فيتنامي.
لا تقتصر المشكلة على التكلفة فحسب. ففي عصر يُعتبر فيه الموظفون أثمن أصول الشركات، يُؤدي غياب نظام حديث لإدارة المواهب إلى تفويت العديد من الشركات فرص النمو. تُظهر الدراسات أن الشركات التي تمتلك أنظمة جيدة لتقييم وتطوير المواهب غالبًا ما تحقق معدل احتفاظ بالموظفين أعلى بنسبة 40% وزيادة في الإنتاجية بنسبة 25% مقارنةً بالشركات التي تعتمد كليًا على أساليب الإدارة التقليدية.
على سبيل المثال، لنأخذ قصة نجوين تين دونغ، صاحب متجر تجزئة في مدينة هو تشي منه. مع فريق عمل مكون من 20 موظفًا فقط، واجه صعوبة في تتبع الأداء والتدريب، مما أدى إلى ارتفاع معدل دوران الموظفين. بعد تطبيق أداة إدارة موارد بشرية تعتمد على الذكاء الاصطناعي، زادت إيراداته بنسبة 30% في غضون ستة أشهر فقط، بفضل موظفيه المدربين والمحفزين تدريبًا جيدًا.
إدراكًا لهذه الصعوبات، بدأت العديد من شركات التكنولوجيا الفيتنامية في البحث عن سبل لسد هذه الفجوة. ومن بينها، اختارت بعض الشركات نهجًا مختلفًا بإعادة هيكلة نماذج أعمالها بما يتناسب مع القدرة المالية للشركات الصغيرة. فبدلًا من اتباع نموذج الاشتراك السنوي التقليدي، انتقلت إلى نموذج استثمار لمرة واحدة بتكاليف أقل بكثير.

أعلنت شركة تانكا، إحدى الشركات الرائدة في هذا المجال، عن برنامج لدعم ألف شركة في التحول الرقمي باستثمار قدره 2.8 مليون دونج فقط للاستخدام مدى الحياة. لا يوفر البرنامج نظامًا لإدارة الموارد البشرية مُدمجًا بالذكاء الاصطناعي فحسب، بل يتضمن أيضًا منصة تدريب تضم آلاف الدورات الاحترافية. ووفقًا لشهادة السيدة لان، صاحبة شركة ملابس في هانوي : "لقد غيّرت تانكا طريقة إدارتنا لفريقنا تمامًا. بفضل تكلفتها المنخفضة وسهولة استخدامها ونتائجها التي تفوق التوقعات، أصبح موظفونا الآن أكثر ديناميكية من أي وقت مضى". ووفقًا لممثل الشركة، فإن هذا البرنامج يهدف إلى تغيير طريقة التعامل مع التكنولوجيا، مما يُمكّن الشركات الصغيرة من الوصول إلى أدوات كانت متاحة سابقًا للشركات الكبيرة فقط.
وعلاوة على ذلك، وفي سياق الاقتصاد الرقمي المزدهر، يتوقع الخبراء أن الشركات الصغيرة والمتوسطة التي تعتمد الذكاء الاصطناعي في وقت مبكر ستتمتع بميزة تنافسية طويلة الأجل، مثل خفض تكاليف التشغيل بنسبة تصل إلى 20% وتوسيع السوق بسرعة من خلال تحليل البيانات.
تُبشّر مبادرات كهذه بأمل جديد لمئات الآلاف من الشركات الصغيرة الفيتنامية. فمع إزالة عوائق التكلفة، لم يعد التحول الرقمي حكرًا على الشركات الكبيرة. وهذا لا يُسهم فقط في تحقيق تكافؤ الفرص، بل يُعزز أيضًا التنمية المستدامة للاقتصاد بأكمله. في سباق التحول الرقمي العالمي، تحتاج فيتنام إلى مشاركة جميع الشركات، بغض النظر عن حجمها، لتتمكن من الارتقاء معًا في العصر الرقمي. إذا كنت صاحب شركة صغيرة ومتوسطة، فلا تُفوّت الفرصة - تفضل بزيارة [https://tanca.io/blog/tanca-ho-tro-1000-doanh-nghiep-viet-nam-chuyen-doi-so] اليوم لبدء رحلة التحول الرقمي الخاصة بك!

المصدر: https://vietnamnet.vn/cuoc-dua-chuyen-doi-so-dn-nho-viet-nam-co-bi-bo-lai-phia-sau-2436156.html
تعليق (0)