إن لعب الشطرنج هواية أنيقة وطريقة لكبار السن للعيش بسعادة وصحة ومعنى. |
لعب الشطرنج، تلك الهواية الأنيقة، أصبح عادة لا غنى عنها للكثيرين في شيخوختهم. وتزداد الشوارع بهجة مع صوت ارتطام قطع الشطرنج بالطاولة الخشبية، وأصوات النقاشات الحماسية، وضحكات الفائزين أو المتعادلين في ساعة الذروة.
التقيا فجأةً. من وصل مُبكرًا رتّب الطاولة وأعدّ الشاي، ومن وصل مُتأخرًا سار على أطراف أصابعه ليُرتّب الكرسي الصغير، ويومئان برأسيهما ويُحيّيان بعضهما البعض بنظرات ودية. قبل أن تبدأ المباراة، كان المرء يشعر بالارتياح في قلوبهما والابتسامات الودية على وجوههما.
عند زاوية محل حلاقة في شارع لي هو تراك، حي كويت ثانغ، كان السيد تران فان كيم، معلم ابتدائي سابق، منحنيًا على كرسي بلاستيكي قديم. كانت عيناه تلمعان كلما نظر إلى رقعة الشطرنج. كانت يداه ترتجفان، لكن قطع الشطرنج لا تزال ثابتة في مكانها. قال: "في الماضي، كنت مشغولًا بالتدريس، لذلك كنت ألعب الشطرنج كهواية صغيرة. لكن منذ تقاعدي، لجأت إلى الشطرنج كوسيلة لموازنة ذاكرتي ومشاعري".
قال نجوين فان هونغ، الجالس بجانبي: "الشطرنج يُساعدني على الحفاظ على تركيزي. عندما أفكر في الحركات، يجب أن يعمل عقلي. وعندما أحلل الخصوم، أركز". وأضاف السيد هونغ أنه في الأيام الممطرة، عندما لا يستطيع الذهاب، كان يشعر بأن شيئًا ما ينقصه.
ليس السيد كيم والسيد هونغ فقط، بل في كثير من زوايا الشوارع والمقاهي وصالونات الحلاقة والحدائق... يأتي عشرات كبار السن كل عصر للعب الشطرنج أو مشاهدته. وبغض النظر عن أعمارهم أو مهنهم أو ماضيهم، ينادون بعضهم البعض بألقاب بسيطة: "لاعب شطرنج عجوز"، "جنرال عجوز"...
قال السيد نجوين فان ماو، من بلدية داي فوك: "لعب الشطرنج وسيلةٌ لي للاستمتاع بشيخوختي. هنا، ينسى الناس مسألة التقدم في السن، فالناس فقط من يُحسنون الحركات، والبعض الآخر يُخطئون الحركات. عندما أُهزم، أضحك، ولكن عندما أفوز، أسعد. كل حركة هي فرصةٌ لتدريب روحي وعقلي".
أصيب السيد ماو بسكتة دماغية خفيفة، جعلته آثارها يمشي ببطء. لكن منذ شفائه، مارس المشي وشاهد الآخرين يلعبون الشطرنج. تدريجيًا، انضم إليهم وأصبح "أستاذًا" يحظى باحترام الكثيرين. قال السيد ماو إن جمال الشطرنج يكمن في أنه لا يتطلب قوة كبيرة، بل مجرد ملاحظة وصبر. كبار السن يفتقرون إلى الرياضة، ولكن إذا كانت عقولهم لا تزال يقظة، فستظل الحياة ممتعة وذات معنى.
أنهى السيد ماو حديثه وركز على لعبة الشطرنج التي كان يلعبها. ووفقًا لخبراء علم النفس وكبار السن، فإن لعب الشطرنج، وخاصةً الشطرنج الصيني، له فوائد جمة: الحفاظ على الذاكرة، والوقاية من الخرف لأن كل حركة تتطلب تحليلًا وخيالًا وردود أفعال، ومساعدة الدماغ على البقاء نشطًا، وتقليل خطر الإصابة بمرض الزهايمر؛ وتكوين عادات إيجابية: فالخروج والاجتماعات والدردشة تساعد كبار السن على تجنب العزلة، وتحسين المزاج، وتقليل الاكتئاب؛ وممارسة الصبر...
على الرغم من أهمية هذا النشاط، إلا أن الواقع يُشير إلى أن بعض المناطق لا تتوفر فيها أماكن مناسبة لكبار السن لممارسة الشطرنج. فبعض الأماكن العامة تفتقر إلى المقاعد، أو الحماية من المطر والشمس، أو الإضاءة غير الكافية ليلاً.
قال السيد ترينه نهو بينه، رئيس نادي هونغ سون للشطرنج (بلدية داي فوك): على الرغم من حداثة تأسيس النادي، إلا أنه استقطب أكثر من عشرة أعضاء. شاركنا في مسابقة الشطرنج الإقليمية وفزنا بالجائزة الأولى. نأمل أن تولي الحكومة المحلية في الفترة المقبلة اهتمامًا أكبر بالحياة الروحية لكبار السن، من خلال توفير بعض ألواح الشطرنج الحجرية وبعض الكراسي الثابتة في البيت الثقافي.
مع حلول الظهيرة، يتردد صدى صوت قطع الشطرنج في مكان ما. لا داعٍ للعجلة، فقط أصدقاء قدامى يستمتعون بكل لحظة استرخاء من شيخوختهم، إنها طريقة لعيش حياة سعيدة وصحية وذات معنى في خضم الحياة اليومية.
المصدر: https://baothainguyen.vn/xa-hoi/202508/chuyen-ve-thu-vui-cua-nhung-lao-co-tuong-b254ce3/
تعليق (0)