نجح فريق من الباحثين في إعادة إنشاء صورة لرجل قديم عاش قبل عشرات الآلاف من السنين، استناداً إلى بقايا عثر عليها في كهف في فرنسا.
يتمتع رجل الكهف الفرنسي بالعديد من سمات إنسان النياندرتال. الصورة: شيشرون مورايس
في عام ١٩٠٨، اكتشفت مجموعة من الرهبان الكاثوليك بقايا رجل مدفون داخل كهف في مقاطعة لا شابيل أو سان جنوب وسط فرنسا. كان الهيكل العظمي شبه مكتمل، ولم ينقصه سوى بضعة أسنان، وأطلق عليه الباحثون لقب "الرجل العجوز". إلا أن الاختبارات التي أجراها العلماء كشفت أن البقايا لم تكن لإنسان حديث ( هومو سابينس )، بل لإنسان نياندرتال، وهو نوع بشري قديم انقرض منذ حوالي ٤٠ ألف عام.
يتمتع الهيكل العظمي بالعديد من السمات المميزة لإنسان نياندرتال، بما في ذلك نتوءات حاجبين كبيرة، وقاعدة جمجمة مسطحة، ومحجري عين كبيرين، وفقًا لموقع eFossils.com، وهو موقع إلكتروني يديره قسم الأنثروبولوجيا بجامعة تكساس في أوستن. والآن، بعد 115 عامًا، أنجز فنانو الطب الشرعي إعادة بناء رقمية لوجه إنسان نياندرتال، الذي يُقدر عمره بحوالي 40 عامًا، للمساعدة في تصور شكله عندما عاش قبل 47,000 إلى 56,000 عام. وقد قدم الفريق إعادة البناء في مؤتمر استضافته وزارة الثقافة الإيطالية في أكتوبر، وفقًا لما ذكرته لايف ساينس في 7 نوفمبر.
لتقدير الوجه، استخدم فنان الطب الشرعي فحصًا مقطعيًا محوسبًا (CT) للجمجمة، ثم أدخل قياسات على طول مستوى فرانكفورت المستعرض (خط يمتد من أسفل محجر العين إلى أعلى الأذن) استنادًا إلى جماجم من قاعدة بيانات المتبرعين. وفّر هذا للفريق الهيكل العظمي اللازم لرسم شكل الوجه. بعد ذلك، استخدم الفنان علامات لسمك الأنسجة الرخوة لدى المتبرعين الأحياء لبناء جلد وعضلات "الرجل العجوز". وحسّن عملية إعادة البناء لجعلها تبدو أكثر واقعية بإضافة تفاصيل مثل الجلد والشعر.
قال سيسيرو مورايس، الفنان الجرافيكي البرازيلي والمشارك في الدراسة: "أنشأنا صورتين، إحداهما أكثر موضوعية بصدر ذي لون بني داكن، والأخرى أكثر تخمينًا بلحية وشعر". وأضاف: "تُظهر عمليات إعادة البناء أن إنسان نياندرتال كان يشبه البشر إلى حد كبير، ولكنه في الوقت نفسه كان مختلفًا، بملامح غريبة مثل عدم وجود ذقن".
مع أن هذه ليست المرة الأولى التي يحاول فيها فنانون إعادة بناء وجه إنسان نياندرتال، إلا أن عمليات إعادة بناء غير دقيقة سابقة أسفرت عن صور تشبه الرئيسيات، مثل هذه اللوحة التي رسمها الفنان التشيكي فرانتيشيك كوبكا عام ١٩٠٩. وقد مكّن استخدام القياسات الرقمية لصور الأشعة المقطعية الفريق من تحسين دقة عمليات إعادة البناء وتقديم رؤى جديدة حول أقاربنا المقربين.
آن كانج (وفقًا لموقع لايف ساينس )
[إعلان 2]
رابط المصدر
تعليق (0)