في الأول من مارس/آذار، أعلنت وزارة الصحة في كوريا الجنوبية أن 294 فقط من أكثر من 9000 طبيب متدرب عادوا إلى العمل بحلول 29 فبراير/شباط، وهو الموعد النهائي الذي حددته الحكومة للمضربين عن العمل احتجاجا على سياسة زيادة حصص الالتحاق بكليات الطب.
لا تزال مستشفيات كوريا الجنوبية مستقرةً ومنظمةً رغم استقالة آلاف الأطباء المتدربين. (المصدر: أسوشيتد برس) |
وأعلنت الوزارة أنها ستبدأ تعليق التراخيص والإجراءات القانونية اعتبارًا من الرابع من مارس/آذار. وأثار هذا الوضع مخاوف عامة من أن خطر "أزمة صحية في مارس/آذار" أصبح حقيقة واقعة تدريجيًا.
وفي مسعى للوفاء بالموعد النهائي، أرسل مديرو خمسة مستشفيات عامة رئيسية، والمعروفة باسم "الخمسة الكبار"، بعد ظهر يوم 29 فبراير/شباط، نداءً شخصيًا إلى الأطباء المتدربين للعودة إلى العمل في المستشفى بروح علاج المرضى كأولوية قصوى.
وفي رسائل أرسلت عبر الهاتف أو البريد الإلكتروني، شجع مديرو المستشفيات وأشادوا بروح العمل التي يتحلى بها الأطباء المتدربون، وأكدوا: "كأطباء، دعونا نقف جنبًا إلى جنب مع المرضى، وننمي الذكاء ونعمل معًا على حل الوضع الصعب الحالي بأذكى طريقة".
وأكد رؤساء المستشفيات الكبرى أيضا أن جميع الأطباء لديهم مسؤولية تغيير وتحسين نظام وبيئة العمل في المستشفيات من أجل سلامة المرضى والطاقم الطبي وكذلك بيئة التدريب الطبي.
لا يزال الوضع في مستشفيات كوريا الجنوبية مستقرًا ومنتظمًا. وقد اتخذت الحكومة العديد من الإجراءات التنظيمية لتخفيف الضغط الطبي الناجم عن إجازة الأطباء الجماعية.
لا يوجد ازدحام بالمرضى في المستشفيات، بفضل نظام كوريا الدقيق لإخطار المرضى وحجز مواعيدهم. ولكن هناك تأخير في مواعيد العمليات الجراحية في بعض المستشفيات الكبرى.
أعلنت وزارة الصحة في كوريا الجنوبية أنه حتى الساعة السابعة من مساء يوم 29 فبراير، قدّم 9997 طبيبًا متدربًا استقالاتهم، أي ما يعادل 80.2% من الأطباء المتدربين في 100 مستشفى على مستوى البلاد. ومن بين هؤلاء، غادر 9076 طبيبًا المستشفى.
يبلغ معدل الأطباء لكل ألف نسمة في كوريا الجنوبية حاليًا 2.5 طبيب، وهو من أدنى المعدلات بين الدول المتقدمة. ولمعالجة نقص الأطباء، لا سيما في المناطق الريفية وفي المجالات الطبية الأساسية، مثل الجراحات عالية الخطورة، وطب الأطفال، والتوليد، وطب الطوارئ، تسعى كوريا الجنوبية جاهدةً لزيادة حصص الالتحاق بالجامعات.
استشهد الرئيس يون سوك يول بنتائج العديد من المنظمات البحثية، مؤكدًا أن كوريا بحاجة إلى حوالي 10,000 طبيب إضافي خلال السنوات العشر المقبلة لضمان وصول عادل للخدمات الطبية. ولذلك، يرى ضرورة زيادة عدد الطلاب.
ويقف الكوريون الجنوبيون إلى جانب الحكومة، حيث أظهر استطلاع للرأي أجرته مؤسسة جالوب مؤخرا أن 76% من المشاركين يؤيدون زيادة حصص كليات الطب.
لكن الأطباء يعارضون الخطة، قائلين إن الحكومة الكورية يجب أن تركز على حماية الأطباء من الدعاوى القضائية الطبية وتحسين الفوائد لجذب المزيد من الأطباء لممارسة المهنة.
[إعلان 2]
مصدر
تعليق (0)