بمناسبة الذكرى الثمانين لنجاح ثورة أغسطس (19 أغسطس 1945 - 19 أغسطس 2025) واليوم الوطني (2 سبتمبر 1945 - 2 سبتمبر 2025)، نشرت صحيفة الخمير تايمز مقالاً للباحث أوتش ليانج - القائم بأعمال مدير قسم الدراسات الآسيوية والإفريقية والشرق أوسطية، معهد العلاقات الدولية، الأكاديمية الملكية الكمبودية (RAC)، رئيس جمعية خريجي الكمبوديين في فيتنام (CAVA)، ذكر فيه أن انتصار ثورة أغسطس وإعلان الاستقلال في 2 سبتمبر 1945 كان بمثابة نقطة تحول تاريخية للشعب الفيتنامي، ليس فقط جلب الأمة الفيتنامية إلى عصر جديد من الحرية والاستقلال والتنمية، ولكن أيضًا المساهمة في الحفاظ على الهوية ونشر القيم الثقافية الفيتنامية للعالم .
في مقال نُشر في 25 أغسطس/آب، أكد الباحث أوتش ليانغ أن النصر تحت القيادة الحكيمة للحزب الشيوعي الفيتنامي والرئيس هو تشي مينه لم يؤد فقط إلى ميلاد جمهورية فيتنام الديمقراطية، التي أصبحت الآن جمهورية فيتنام الاشتراكية، بل ألهم أيضًا بقوة حركة التحرير الوطني في العالم، مؤكدًا حقيقة العصر: أن جميع الأمم لها الحق في الاستقلال والحرية والسعي إلى السعادة.
ومنذ تلك اللحظة دخل الشعب الفيتنامي عصرًا جديدًا من الحرية والاستقلال، وأصبح الشعب سيدًا لبلاده ومصيره، وحقق إنجازات عظيمة وشاملة وذات أهمية تاريخية.

وبحسب الباحثين في المركز الإقليمي للدراسات، فإن فيتنام، خلال رحلة دامت 80 عامًا في بناء الوطن والدفاع عنه، عززت باستمرار مكانتها ومكانتها الدولية في السياسة والدبلوماسية، لتصبح شريكًا موثوقًا به وعضوًا نشطًا ومسؤولًا في المجتمع الدولي.
إلى جانب ذلك هناك الإصلاح الاقتصادي التدريجي والابتكار الشامل والانتقال إلى اقتصاد السوق الموجه نحو الاشتراكية؛ وفي الوقت نفسه، الانفتاح والتكامل على المستوى الدولي، مما يقود الاقتصاد الفيتنامي إلى التنمية القوية.
إلى جانب التنمية الاقتصادية، يعتقد العلماء الكمبوديون أن فيتنام أولت خلال الثمانين سنة الماضية اهتماما خاصا لبناء وتنمية الثقافة، معتبرين الثقافة الأساس الروحي للمجتمع، والهدف، والقوة الذاتية، والقوة الدافعة المهمة للتنمية المستدامة.
وعلق السيد أوتش ليانج قائلاً إن الثقافة الفيتنامية لا تؤكد هويتها محليًا فحسب، بل تتألق أيضًا على الساحة الدولية، مما يعزز صورة البلاد ومكانتها في عصر العولمة.
أشار الخبير أوتش ليانغ إلى أن القيم الثقافية الوطنية الفيتنامية، من حيث التراث، لم تُحفظ وتُروَّج بهذه القوة من قبل. وتمتلك فيتنام حاليًا ما يقرب من 50 موقعًا تراثيًا مُعترفًا بها من قِبَل منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونسكو)، بما في ذلك التراث الثقافي والطبيعي والحدائق الجيولوجية العالمية.
ومن خلال الجمع بين الحفاظ والإبداع، دخلت القيم الثقافية التي تمتد لألف عام إلى الحياة المعاصرة بطريقة حية، لتصبح مورداً ناعماً مهماً للتنمية الاجتماعية والاقتصادية، بدلاً من مجرد البقاء في المتاحف.
وفي تقييمه للعلاقات الثنائية بين فيتنام وكمبوديا في السنوات الأخيرة، أكد رئيس جمعية الصداقة الكمبودية الفيتنامية أن العلاقة بين البلدين تواصل التطور بشكل إيجابي، وهو ما يتجلى من خلال الزيارات رفيعة المستوى المنتظمة والعديد من اتفاقيات التعاون التي تم توقيعها وتنفيذها.
استعرض كاتب المقال النقاط المضيئة في العلاقات الودية والتعاونية بين فيتنام وكمبوديا: فقد نما حجم التجارة الثنائية بشكل مطرد، ليصل إلى أكثر من 10 مليارات دولار أمريكي بحلول عام 2024، مما يعكس الإمكانات الكبيرة للتعاون الاقتصادي.
بالإضافة إلى الدعم الاقتصادي، دعمت فيتنام كمبوديا بنشاط في تدريب الموارد البشرية، وتقديم المنح الدراسية للطلاب، والتعاون في مجالات الصحة والزراعة وتطوير البنية التحتية. وفي مجال الدفاع والأمن، يحافظ الجانبان على تبادل الوفود، وتسيير دوريات حدودية مشتركة، والتعاون في مجال حماية الأمن وحفظ النظام في المناطق الحدودية.
وبحسب السيد أوتش ليانج، فقد رأى الخبراء الإقليميون أن تعزيز الصداقة والتعاون الشامل بين فيتنام وكمبوديا لا يجلب فوائد للبلدين فحسب، بل يساهم أيضًا بشكل كبير في السلام والاستقرار والتنمية في جنوب شرق آسيا، مما يؤكد أهمية تعزيز التعاون بين البلدين الجارين.
يعتقد باحثو المركز الإقليمي أن فيتنام وكمبوديا قادرتان على التكامل التنموي. تتمتع فيتنام باقتصاد ديناميكي وموارد بشرية وفيرة، بينما تتمتع كمبوديا بمزايا في الزراعة والسياحة وموقع جغرافي استراتيجي. سيخلق التعاون الثنائي فرصًا جديدة، مما يُسهم في تحسين حياة الناس في كلا البلدين.
علاوة على ذلك، تشكل علاقات حسن الجوار أيضًا الأساس لكي يكون للبلدين صوت مشترك في قضايا رابطة دول جنوب شرق آسيا، مما يساهم في تعزيز مكانة المنطقة على الساحة الدولية.
المصدر: https://www.vietnamplus.vn/bao-khmer-times-viet-nam-dac-biet-quan-tam-xay-dung-va-phat-trien-van-hoa-post1057909.vnp
تعليق (0)