إن الاتجاه لا رجعة فيه.
في منتدى رائدات الأعمال الفيتنامي لعام ٢٠٢٤، الذي نظمه مجلس رائدات الأعمال الفيتنامي (اتحاد التجارة والصناعة الفيتنامي - VCCI) ومؤسسة آسيا في ٧ نوفمبر في هانوي، أشار نائب وزير الخارجية ، نجوين مينه هانغ، إلى أن الاقتصاد العالمي يشهد تحولات جذرية وشاملة وهيكلية وعصرية. وقد أتاح العصر الذكي الحالي فرصًا لتحقيق تطورات رائدة. إلا أنه يطرح أيضًا تحديات غير مسبوقة أمام مجتمع الأعمال، وخاصةً الشركات الصغيرة والمتوسطة والشركات المملوكة للنساء.
يُحدث التطور السريع للتقنيات الرقمية والتقنيات الجديدة تغييرًا سريعًا في نماذج الإنتاج والأعمال التقليدية. في هذا السياق، أصبح التحول المزدوج، الذي يركز على التحول الأخضر والتحول الرقمي، اتجاهًا لا رجعة فيه، وهو أيضًا حلٌّ إلزامي للشركات لتحسين قدرتها على الصمود في وجه الصدمات العالمية، وتقليل الاعتماد على الموارد المحدودة، وفتح آفاق جديدة لنمو الاقتصاد .
"يتطلب الوضع الحالي من الشركات ليس فقط التكيف مع التغيير والتأقلم معه، بل أيضًا أن تكون استباقية في إتقانه وإحداثه. النساء هن الأكثر تأثرًا بعملية التحول المزدوج الحالية. وتُظهر التجارب الدولية أن النجاح يتطلب عقلية تنموية ونهجًا جديدًا"، هذا ما أقر به نائب الوزير نجوين مينه هانغ.
أكدت السيدة بوي ثو ثوي، نائبة مدير إدارة تنمية المشاريع (وزارة التخطيط والاستثمار)، على تحديات الشركات، قائلةً إن التوجه نحو التحول المزدوج يُشكل تحدياتٍ عديدةً لمجتمع الأعمال. وتشمل هذه التحديات الالتزامات المنصوص عليها في مؤتمري الأمم المتحدة بشأن تغير المناخ (COP 26 وCOP 27)، ومتطلبات الدول الأوروبية، والتي يجب تطبيق بعضها بحلول عام 2025، وإلا فسيكون التصدير إلى أوروبا مستحيلاً.
وأعربت السيدة ثوي عن قلقها من أن الشركات المحلية، وخاصة الشركات الصغيرة والمتوسطة والشركات المملوكة للنساء، لا تزال تواجه العديد من الصعوبات، وأن الموارد المالية والموارد البشرية والحلول غير كافية لتطبيق "الأخضر" مع "الرقمي".
كما أشارت السيدة بولين تامسيس، المنسقة المقيمة للأمم المتحدة في فيتنام، إلى أن عملية التحول الرقمي والأخضر الحالية تُشكل تحديًا كبيرًا للشركات الفيتنامية التي تقودها النساء. ورغم التقدم الملحوظ الذي أحرزته فيتنام في تمكين المرأة، لا تزال رائدات الأعمال يواجهن تحديات ناجمة عن عملية التحول الرقمي والأخضر، مثل صعوبة الحصول على التمويل، ووجود التمويل الرقمي والأخضر، والأمن السيبراني، وما زالت هذه التحديات تُشكل عوائق. إضافةً إلى ذلك، يُمكن أن تُحدّ التوقعات المتعلقة بالنوع الاجتماعي من فرص المرأة في مجال الأعمال، ومن عملية التحول المزدوج.
التفكير المبتكر النشط
ولمعالجة هذه التحديات، أشارت السيدة بوي ثو ثوي إلى ضرورة إشراك السلطات ودعم الجهات المعنية. كما ينبغي على الدولة توفير آليات وسياسات واضحة تُحدد المعايير والمشاريع الخضراء لتسهيل صرف التمويلات المصرفية. ومؤخرًا، أفادت العديد من البنوك بعدم وجود معايير خاصة بها للمشاريع الخضراء.
بصفتها جهة حكومية داعمة للشركات، طبّقت وزارة التخطيط والاستثمار على مدى السنوات الماضية سياساتٍ لدعم الشركات في التحول المزدوج، بهدف تحسين قدرتها على الاستجابة للتحول الأخضر والتحول الرقمي. كما نسّقت الوزارة مع العديد من الجهات الراعية لتنفيذ العديد من المبادرات وإعداد وثائق لدعم الشركات في تحديد مدى جاهزيتها لأنشطة التحول المزدوج.
السيد نجوين كوانج فينه - نائب رئيس اتحاد التجارة والصناعة في فيتنام (VCCI).
وفي المنتدى، أعرب نائب وزير الخارجية عن اعتقاده بأنه على الرغم من التحديات العديدة، فإن رائدات الأعمال الفيتناميات، بروح المبادرة والمرونة، سيكونن مستعدات للتغلب على جميع الصعوبات، وتحويل التحديات إلى فرص، واغتنام الفرص لخلق تنمية رائدة في عصر التحول المزدوج.
وأضافت نائبة الوزير: "نأمل أن تواصل النساء بشكل عام ورائدات الأعمال بشكل خاص المبادرة في ابتكار تفكيرهن وتبني التقنيات الجديدة لإتقان عملية التحول الأخضر والتحول الرقمي".
وبنفس المنظور، قال السيد نجوين كوانج فينه، نائب رئيس اتحاد التجارة والصناعة في فيتنام، إن النساء الفيتناميات بمرونتهن وإبداعهن القوي يمكنهن أن يصبحن قائدات يقودن رحلة التحول المزدوج ويتقنن هذا العصر، وينفذن أنشطة التنمية الاقتصادية المرتبطة بالبيئة والمسؤولية الاجتماعية.
ويوصي السيد فينه رائدات الأعمال بإيلاء المزيد من الاهتمام لاتجاهات الأعمال الجديدة، بما في ذلك الأعمال الطبيعية لحماية البيئة، والاستجابة لتغير المناخ، والانتقال إلى الطاقة العادلة، وإطلاق المنتجات الخضراء والنظيفة، وتطبيق التكنولوجيا لنشر نماذج أعمال فعالة، والتطوير المستدام، والمساهمة بشكل أكبر في الاقتصاد والبيئة والمجتمع.
ضوء القمر
تعليق (0)