حققت منتجات الدوريان والأرز والقهوة والغابات انطباعا قويا في الصادرات هذا العام بفضل استراتيجية الإنتاج المنهجية وتوسيع السوق وارتفاع الأسعار القياسي.
من المتوقع أن يصل حجم صادرات المنتجات الزراعية والغابات والسمكية في عام 2024 إلى 62.4 مليار دولار أمريكي، بزيادة قدرها 18.5% مقارنة بالعام السابق، متجاوزًا الهدف الذي حدده رئيس الوزراء والبالغ 54-55 مليار دولار أمريكي. ويؤكد هذا الرقم القياسي على متانة القطاع الزراعي في ظل تغير المناخ والمنافسة الدولية.
يُعد قطاع الفواكه والخضراوات أبرز قطاعات التصدير هذا العام، وخاصةً الدوريان، الذي يُمثل قيمةً تتراوح بين 40% و42% من إجمالي مبيعات الفواكه والخضراوات، مما يُسهم في وصول قيمة هذه المجموعة إلى 7.2 مليار دولار أمريكي. وهذا الرقم يجعل قيمة الفواكه والخضراوات تتفوق على قيمة الأرز، الذي كان لسنوات طويلة السلعة الرئيسية للتصدير من المنتجات الزراعية الفيتنامية.
وفقًا للسيد دانج فوك نجوين، الأمين العام لجمعية الفاكهة والخضراوات الفيتنامية، فإن استراتيجية توسيع الإنتاج والرقابة الصارمة على الجودة ساعدت الدوريان ليس فقط على الحفاظ على مكانته الرائدة في تصدير الفاكهة والخضراوات، بل أيضًا على ترسيخ علامته التجارية في السوق الدولية. وقد لبت هذه الفاكهة طلبًا كبيرًا من السوق الصينية، بالإضافة إلى الولايات المتحدة الأمريكية واليابان وكوريا الجنوبية وغيرها. كما ساهمت منتجات فواكه أخرى، مثل فاكهة التنين والمانجو والموز، بشكل كبير في هذا النجاح.
رغم تأخر الأرز عن الدوريان، إلا أنه لا يزال سلعة التصدير الرئيسية في فيتنام، بقيمة تقارب 5.8 مليار دولار أمريكي، بزيادة قدرها 21%. هذا العام، صدّرت فيتنام 9 ملايين طن من الأرز، بمتوسط سعر 620 دولارًا أمريكيًا للطن، وهو أعلى سعر على الإطلاق، متجاوزةً بذلك كلاً من تايلاند والهند. تشمل الأسواق الرئيسية الفلبين وإندونيسيا والصين، حيث ضاعفت إندونيسيا وارداتها لسد عجز احتياطياتها الغذائية. وتتوقع وزارة الزراعة أن تستمر صادرات الأرز في النمو في عام 2025 بفضل نماذج الزراعة المستدامة والمنتجات عالية الجودة من دلتا نهر ميكونغ.
شهدت صناعة القهوة ازدهارًا ملحوظًا خلال العام الماضي، حيث بلغ حجم مبيعاتها 5.5 مليار دولار أمريكي، بزيادة تقارب 32% مقارنة بالعام السابق. ورغم انخفاض الإنتاج بنسبة 15% بسبب تقلبات الطقس، ارتفعت أسعار القهوة بنسبة 57% مقارنة بالفترة نفسها، لتصل إلى متوسط 4,037 دولارًا أمريكيًا للطن، وهو رقم قياسي. وكانت ألمانيا والولايات المتحدة وإيطاليا أكبر أسواق الاستيراد، بالإضافة إلى نمو قوي في الطلب في آسيا، مثل كوريا واليابان. وأكد السيد نجوين كوك مانه، نائب مدير إدارة إنتاج المحاصيل، أن إعادة زراعة القهوة ساهمت في تحسين الجودة، وتلبية المعايير الدولية، وتوسيع حصتها السوقية.
في قطاع الغابات، بلغ حجم الصادرات 17.3 مليار دولار أمريكي، بزيادة قدرها 19.4%. وظلت منتجات الأخشاب والأثاث تُشكل نسبة كبيرة، لا سيما في أسواق رئيسية مثل الولايات المتحدة الأمريكية والاتحاد الأوروبي واليابان وكوريا الجنوبية. تُساعد استراتيجيات الإنتاج المستدامة واستخدام المواد الصديقة للبيئة صناعة الأخشاب الفيتنامية على التوسع في مناطق جديدة مثل الشرق الأوسط وأفريقيا.
علاوةً على ذلك، شهدت سلعٌ مثل الفلفل والمطاط والمأكولات البحرية نموًا ملحوظًا. وبلغ متوسط سعر تصدير الفلفل 5,198 دولارًا أمريكيًا للطن، وبلغ متوسط سعر تصدير المطاط 1,480 دولارًا أمريكيًا للطن. كما ارتفع سعر تصدير المأكولات البحرية مقارنةً بالفترة نفسها، وانتعش حجم المبيعات تدريجيًا في النصف الثاني من عام 2024، ليصل إلى هدفه البالغ 10 مليارات دولار أمريكي هذا العام.
وفقًا لوزارة الزراعة والتنمية الريفية ، بفضل حلول إعادة هيكلة الصناعة وتطبيق التقدم العلمي والتكنولوجي والتحول الرقمي، حقق القطاع الزراعي تقدماً كبيراً في تحسين القيمة والقدرة التنافسية في السوق الدولية.
تُعدّ آسيا حاليًا أكبر مستهلك للمنتجات الزراعية والغابات والسمكية الفيتنامية، حيث تُمثّل 48.2% من إجمالي حجم المبيعات. تليها أمريكا (23.7%) وأوروبا (11.3%). وعلى وجه الخصوص، شهدت مبيعات الصادرات إلى أوروبا أكبر زيادة بنسبة 30.4%، بينما ارتفعت إلى أمريكا بنسبة 23.6%، وإلى آسيا بنسبة 16.1%. ولا تزال أسواق الشركاء الرئيسية، مثل الولايات المتحدة والصين واليابان، الوجهات الرئيسية للمنتجات الزراعية الفيتنامية، حيث ارتفعت مبيعاتها إلى الولايات المتحدة بنسبة 24.6%، والصين بنسبة 11%، واليابان بنسبة 5.5%.
يرى مركز معلومات التنمية الزراعية والريفية (أجرو إنفو) أن الولايات المتحدة والصين لا تزالان السوقين الأكثر واعدةً للمنتجات الزراعية الفيتنامية بفضل طلبهما الاستهلاكي الكبير، وخاصةً على منتجات مثل القهوة والكاجو والفلفل والفواكه الاستوائية. إضافةً إلى ذلك، لا تزال اليابان تُعتبر سوقًا واعدةً للمنتجات العضوية والآمنة والمستدامة.
تتوقع وزارة الزراعة والتنمية الريفية أن يكون آفاق عام ٢٠٢٥ إيجابية للغاية، حيث من المرجح أن يتجاوز حجم المبيعات ٦٥ مليار دولار أمريكي إذا استمرت الصناعات في ابتكار التكنولوجيا وتحسين الجودة وتوسيع الأسواق. ومع ذلك، تؤكد الوزارة أيضًا على أهمية التعامل مع تغير المناخ والعوائق الفنية من الدول المستوردة.
أشار السيد نجو شوان نام، نائب مدير مكتب الصحة والسلامة النباتية في فيتنام، إلى أنه للحفاظ على زخم النمو، يتعين على القطاع الزراعي التركيز على الاستثمار في سلسلة القيمة مع الالتزام بالمعايير الدولية. وهذا عامل حاسم للحفاظ على مكانة تنافسية في السوق العالمية.
بفضل الإنجازات المتميزة، يمثل عام 2024 فترة من التطور القوي للزراعة الفيتنامية، ليس فقط من حيث قيمة الصادرات ولكن أيضًا من حيث الجودة والاستدامة.
مصدر
تعليق (0)