الفيديوهات المنشورة على وسائل التواصل الاجتماعي
مع حلول الصيف كل عام، تعود ذكريات أيام اللعب إلى أذهان الكثير من البالغين. إنه وقت الطفولة حيث نستمتع بحرية استكشاف الطبيعة واللعب، ونتعلم أولى دروس اللطف والأدب والاعتذار والحب.
وسائل التواصل الاجتماعي وفخ الرأي
أصبحت مقاطع الفيديو التي تحمل عناوين مثل "مصطافون يهاجمون مجموعات التقاعد"، "القش المشتعل"، "الجد يسقط من الكرسي"، "عندما يخدع الحفيد الجد ليخطو على البراز"، "الأطفال يدمرون المذبح"... ظواهر فيروسية على الإنترنت.
خلف آلاف الإعجابات والتعليقات الساخرة توجد صور لأطفال خارجين عن السيطرة، يؤذون الكبار، يسببون المشاكل، ويدمرون الأشياء، ويتجاوزون حدود النكتة البريئة.
فقط اطرح السؤال البسيط: "إذا كنت الجد في الفيديو، الذي سقط كرسيه على الأرض، هل ستضحك؟" - نرى على الفور مدى انعدام المشاعر في الابتسامة خلف الشاشة.
لا أحد يعارض الفكاهة. الأطفال أبرياء، فضوليون، وأحيانًا مشاغبون. لكن هناك خيط رفيع بين الأذى والوقاحة.
عندما يضحك طفلٌ فرحًا لخداع جده ليُسقطه أرضًا، أو عندما يُدمّرون حديقة الخضراوات ثم يعودون "منتصرين" بتعليقٍ فكاهي، فإن ما يُثير القلق ليس الفعل نفسه فحسب، بل انحرافهم عن إدراكهم للصواب والخطأ. لا ينبع الشر دائمًا من سوء النية، بل غالبًا ما ينبع من حقيقة أن أحدًا لم يُخبرنا أن ما نفعله خطأ.
إن كون هذه الفيديوهات مُرتّبة، مع مؤثرات صوتية فكاهية، ومُصنّفة ضمن "برامج تلفزيونية دفاعية" أو "أخبار خاصة"، يجعلها أكثر شعبيةً ومتعةً لا شعوريًا. فبدلًا من تعليم الأطفال، يتولى الكبار إدارة الكاميرا، وإضافة الترجمات، وإشادة النكات، مُشجّعين بذلك الانحراف عن غير قصد.
يصعب إنكار جاذبية مقاطع الفيديو الرائجة على منصات التواصل الاجتماعي. ففي ثوانٍ معدودة، يمكن للمشاهدين الضحك بصوت عالٍ والإعجاب والمشاركة، كل ذلك بنقرة واحدة.
لكن الخطر يكمن في أن هذه الآراء تدفع منشئي المحتوى إلى جرأة أكبر لجذب الانتباه. لن تقتصر المقالب على "مجرد مزاح"، بل ستتجاوز ذلك، إذا رأى الناس أن كلما زادت "فظاعة" المقالب، زادت شعبيتها.
قد يظن بعض الآباء والأقارب - ربما في لحظة براءة - أن العودة للذاكرة مجرد لعبة أطفال. لكن مواقع التواصل الاجتماعي ليست مجرد مكان لتخزين الذكريات، بل هي مكان لتشكيل المفاهيم، وتشكيل التوجهات، وقد "تعزز" الانحرافات إذا لم تُضبط. بينما يسخر الكبار من الأمر، يتعلم الأطفال عكس ذلك: "إذا آذيت الآخرين، ستصبح مشهورًا".
حافظ على الصيف من أجل دروس صحية
العطلة الصيفية لا تعني انقطاعًا عن التدريس. قد لا يحتاج الآباء والأجداد إلى دروس خصوصية لأبنائهم في الرياضيات أو اللغة الفيتنامية خلال أشهر الصيف الثلاثة، ولكن يجب غرس دروس في الأخلاق واللياقة واللطف يوميًا.
من الرائع أن يعود الأطفال إلى الريف، ويعيشوا مع أجدادهم، ويعيشوا بالقرب من الطبيعة - ولكن بدون التوجيه، يمكن للأطفال أن يتعلموا بسهولة أن يكونوا غير مسؤولين، ومتمردين، وغير حساسين حتى دون علم الكبار.
كل تصرف ينم عن عدم احترام يبدأ بأول إهمال من شخص بالغ. عندما يدفع طفل يد جده بعيدًا دون أن يُذكّره، سيفعل ذلك مرة ثانية، وثالثة...
عندما يُعطّل الأشياء دون أن يُطلب منه إصلاحها، سيعتقد أنه لا داعي لتحمل المسؤولية. وعندما يُبالغ، عندما يُفزع الكبار، يكون الأوان قد فات.
للأطفال الحق في الشقاوة واللعب والاستكشاف. لكن هذا لا يعني أن الكبار يتخلون عن دورهم في التعليم.
إذا كنت تريد أن تكون أشهر الصيف لطفلك ذكرى جميلة، اصطحبه لزراعة الخضروات، وتعلم الطبخ، وتنظيف المنزل مع الأجداد، ورواية القصص القديمة... هناك مئات الطرق لجعل الصيف حيويًا وذا معنى دون الحاجة إلى تسجيل مقاطع فيديو لسحب الكراسي أو تحريض الأطفال على التسبب في مشاكل من أجل الضحك.
لا تنتظر حتى يحدث أمرٌ مؤلم - كسقوط رجل عجوز وإصابته، أو إصابة حفيده في مقلب - حتى يقول الناس: "يا ليت...". لو توقفنا قبل الضغط على زر "النشر". لو فكّرنا في مشاعر الشخص الذي يُسخر منه. لو التزمنا حدود لطفنا.
ترام آنه
المصدر: https://baotayninh.vn/tu-tro-dua-den-su-lech-chuan-trong-ung-xu-a191162.html
تعليق (0)