في تصعيد غير مسبوق للتوترات، لم تتوقف المواجهة بين الرئيس دونالد ترامب ورئيس بنك الاحتياطي الفيدرالي جيروم باول عند الكلمات.
في بداية الأسبوع، نشر الرئيس ترامب رسالةً بخط يده إلى رئيس مجلس الاحتياطي الفيدرالي باول على منصة "تروث سوشيال" للتواصل الاجتماعي. وأرفق معها جدولًا يقارن أسعار الفائدة الأمريكية بدول أخرى، مع رسالة قصيرة لكنها مؤثرة بخط اليد: "جيروم! كالعادة، تأخرت".
في الرسالة، جادل السيد ترامب بأن أسعار الفائدة الأمريكية يجب أن تكون بين 0.5% في اليابان و1.75% في الدنمارك، بدلاً من مستواها الحالي الذي يتراوح بين 4.25% و4.5%. وكتب السيد ترامب: "يجب خفض أسعار الفائدة بشكل كبير. مئات المليارات من الدولارات تُفقد. يجب أن ندفع فائدة بنسبة 1%، أو حتى أقل".

الرئيس ترامب "غير صبور" بشأن أسعار الفائدة (صورة: رويترز).
تم إطلاق خطة لاستبدال باول
إذا كانت تعليقات السيد ترامب بمثابة "إشارة"، فإن تصريحات وزير الخزانة سكوت بيسنت على قناة بلومبرج التلفزيونية كانت بمثابة "دعوة إلى حمل السلاح".
ولأول مرة، حدد مسؤول كبير في الإدارة بوضوح مسارًا لاستبدال السيد باول عندما تنتهي ولايته كرئيس في مايو 2026. وكشف السيد بيسنت: "لقد أخذنا في الاعتبار أن الشخص المعين في هذا المنصب يمكن أن يصبح رئيسًا بعد مغادرة جاي باول منصبه في مايو".
هذا يعني أن خليفة السيد باول المُحتمل قد يُعيَّن في الاحتياطي الفيدرالي قبل نصف عام تقريبًا، مما يُنشئ حالة "رئيس مُنتظر" داخل البنك المركزي. وبينما ينفي السيد بيسنت أن يُسبب هذا الأمر ارتباكًا، إلا أنه يُرسل بوضوح رسالة قوية مفادها أن سلطة السيد باول مُعرَّضة للتحدي من الداخل.
فمن هم المرشحون المحتملون لهذا المنصب؟ في مقابلة أجريت معه نهاية الأسبوع، ألمح الرئيس ترامب إلى ثلاثة أسماء، وذكر تحديدًا رجلًا يُدعى "كيفن".
يعتقد المراقبون أن "كيفن" هو كيفن وارش، المحافظ السابق لبنك الاحتياطي الفيدرالي المعروف بآرائه المتشددة. إضافةً إلى ذلك، تضم قائمة المرشحين المحتملين كريستوفر والر، المحافظ الحالي لبنك الاحتياطي الفيدرالي الذي أبدى مؤخرًا دعمه لخفض أسعار الفائدة، وكيفن هاسيت، المدير السابق للمجلس الاقتصادي الوطني، وديفيد مالباس، الرئيس السابق للبنك الدولي، وسكوت بيسنت نفسه، رغم تأكيده رضاه عن منصبه الحالي.
ويشير ظهور هذه الأسماء إلى أن الإدارة تبحث عن رئيس لبنك الاحتياطي الفيدرالي على استعداد للالتزام بخط سياسته، ووضع نهاية لعصر جيروم باول الحذر.
بنك الاحتياطي الفيدرالي منقسم: بين مطرقة البيت الأبيض وسندان التضخم
ومن عجيب المفارقات أن بنك الاحتياطي الفيدرالي أصبح الآن محاصراً بين معسكرين.
أحد الأطراف، بقيادة مسؤولين مثل رئيس بنك الاحتياطي الفيدرالي في أتلانتا، رافائيل بوستيك، يريد التحلي بالصبر. فهم يعتقدون أن سوق العمل لا يزال قويًا ويحتاجون إلى مزيد من الوقت لمعرفة ما إذا كانت الرسوم الجمركية الجديدة ستؤدي إلى ارتفاع التضخم. وقال بوستيك: "لا أريد أن أتحرك إلا عندما أتأكد من أنني على الطريق الصحيح".
يعتقد الجانب الآخر، ولا سيما المحافظ كريستوفر والر، أن تأثير الرسوم الجمركية على التضخم "مؤقت"، وأن على الاحتياطي الفيدرالي خفض أسعار الفائدة قريبًا لدعم الاقتصاد. وقد لاحظت بنوك استثمارية كبرى، مثل جولدمان ساكس، هذا الانقسام، حيث عدّل البنك المركزي الأمريكي توقعاته مؤخرًا، قائلاً إن الاحتياطي الفيدرالي قد يخفض أسعار الفائدة في وقت مبكر، ربما في سبتمبر/أيلول، بدلًا من الانتظار حتى نهاية العام.
تتجه الأنظار الآن إلى البيانات الاقتصادية القادمة. سيقدم تقرير الوظائف لشهر يونيو لمحةً سريعةً عن وضع سوق العمل. وستكون بيانات التضخم، المقرر صدورها الأسبوع المقبل، مؤشرًا رئيسيًا على ضغوط الأسعار. وتحديدًا، سينتهي في 9 يوليو/تموز بعض فترات تعليق الرسوم الجمركية، مما قد يُشعل شرارة جولة جديدة من زيادات الأسعار.
ستكون هذه الأرقام العامل الحاسم. إذا أظهر الاقتصاد علامات ضعف واضحة، فسيكون لدى الاحتياطي الفيدرالي سبب وجيه لخفض أسعار الفائدة، مما يُخفف التوترات مع البيت الأبيض. في المقابل، إذا استمر التضخم، سيواجه السيد باول خيارًا صعبًا: إما الثبات ومواجهة رد فعل الرئيس، أو استرضاء السياسيين والمخاطرة باستقرار الاقتصاد.
المصدر: https://dantri.com.vn/kinh-doanh/truoc-nga-re-song-con-cua-nen-kinh-te-so-1-fed-se-lam-gi-20250701101135401.htm
تعليق (0)