
بالنسبة للعديد من الشباب في ها تينه ، فإن يوم فو لان ليس مجرد يوم للذهاب إلى المعبد للصلاة من أجل السلام لوالديهم، بل هو أيضًا فرصة للتعبير عن مشاعرهم من خلال أفعال صغيرة وبسيطة ولكن صادقة.
قال لي دان هوين، طالب في جامعة اللغات الأجنبية بجامعة دانانغ : "هذا العام، لا أستطيع العودة إلى المنزل لحضور مهرجان فو لان لأن دراستي بعيدة. ورغم أنني لا أمتلك الظروف المناسبة لأكون مع والديّ، إلا أنني أتصل بهما كثيرًا للاطمئنان عليهما، وأتمنى لهما كل التوفيق، وأشجعهما. أعتقد أن البرّ لا يتجلى فقط بالهدايا المادية، بل أيضًا بالرعاية الصادقة والمشاركة الصادقة. فرغم بعد المسافة، ما زلت ألجأ إلى عائلتي دائمًا."
في الباغودات الكبيرة في ها تينه، مثل باغودا هونغ تيش (بلدية كان لوك)، وباجودا فوك لينه (حي ها هوي تاب)، وباجودا كام سون (حي ثانه سين)، بمناسبة اكتمال القمر في يوليو، تزداد صورة عدد كبير من الشباب المشاركين في مراسم التأبين، وهم يقدمون البخور إحياءً لذكرى أسلافهم، رواجًا. يرتدي العديد منهم قمصانًا زرقاء، ويشاركون في أعمال خيرية، ويساعدون الرهبان في تنظيم المراسم.
قال نجوين فان دونغ، عضو اتحاد شباب حي ها هوي تاب: "أشعر بأجواءٍ روحانيةٍ رائعةٍ عند زيارة الباغودا خلال موسم فو لان. أشعر وكأنني أهدأ وأفكر أكثر في والديّ وأجدادي. كما أرغب في التعبير عن امتناني بالدراسة الجيدة وعيش حياةٍ كريمة... لأُطمئن والديّ."

الخبر السار هو أن عددًا متزايدًا من الشباب يدركون أن البرّ ليس مفهومًا بعيدًا، لا يظهر إلا في الكتب المقدسة أو التعاليم، بل هو حاضر في الحياة اليومية. يمكن أن يبدأ البرّ بأمور بسيطة: كالسؤال عن الوالدين، أو بذل الجهد في الدراسة والممارسة لتخفيف همومهما، أو تقاسم بعض الأعباء الاقتصادية من خلال وظيفة بدوام جزئي مناسبة... في ظلّ إيقاع الحياة العصرية السريع، تُصبح الفجوة بين الأجيال أحيانًا عائقًا يُعيق التواصل. لذلك، يُعدّ موسم "الفولان" فرصةً قيّمةً للشباب للتوقف والتأمل والبحث عن سبل للتقرّب من والديهم.
ومع ذلك، لا يمكن إنكار وجود بعض الشباب الذين لا يدركون تمامًا قيمة موسم فو لان. بالنسبة لهم، يُعدّ هذا أحيانًا مجرد مهرجان شكلي، بل أصبح "موضة" لنشر الصور على مواقع التواصل الاجتماعي بدلًا من أن يكون فرصة للتعبير عن البرّ.
قال القس ثيتش تشوك جياك، رئيس لجنة التوعية (اللجنة التنفيذية للسانغا البوذية الإقليمية)، رئيس دير فوك لينه: "بر الوالدين هو أساس الأخلاق، وهو أساس نضج كل شخص وعيشه بمسؤولية. ما أتمناه ليس أن يأتي الأطفال إلى الباغودا بأعداد كبيرة، بل أن يتذكروا والديهم دائمًا بعد موسم فو لان، وأن يحافظوا على بر الوالدين في كل عمل صغير يقومون به يوميًا. لا ينبغي أن يقتصر بر الوالدين على الطقوس، بل يجب أن يصبح أسلوب حياة."

في ها تينه، اعتادت العديد من العائلات على إقامة احتفالات "فو لان" في المنازل، لدعوة الأقارب للتجمع وإحياء ذكرى أسلافهم. كما تُعدّ هذه المناسبة فرصةً للأبناء والأحفاد للالتقاء وتوطيد علاقاتهم. ولا يزال العديد من الشباب، سواءً كانوا يدرسون في أماكن بعيدة أو يعملون في المدن الكبرى، ينتهزون فرصة العودة إلى مسقط رأسهم في اليوم الخامس عشر من الشهر القمري السابع للالتقاء بآبائهم.
إن شعور الجلوس على مائدة العشاء في يوم فو لان، والاستماع إلى جدتي تحكي قصصًا قديمة، ورؤية والديّ يضحكان، هو بالنسبة لي شعورٌ بالسعادة. في صغري، لم أكن أعتقد أن البرّ الأبوي إلا في الطاعة والإنصات. ولكن عندما كنتُ بعيدًا عن المنزل، أعاني من المرض والتعب، أدركتُ تمامًا حبّ والديّ وتضحيتهما. عندما رأيتُ كيف اعتنى والداي بجدّيَّ، من وجبات الطعام والتحية إلى الصبر في السلوك، أدركتُ أن البرّ الأبوي ليس أمرًا نبيلًا، بل يكمن في أمور يومية بسيطة. إن مثال والديّ هو ما يُذكرني بالامتنان، والاهتمام أكثر، والدراسة بجدّ، والتدرب على الاستقلالية في المستقبل، وجعل والديّ يشعران بالأمان والفخر، وهذه أيضًا طريقةٌ لتحقيق البرّ الأبوي. - شارك فان شوان ثانه (من دائرة ثانه سين).

من منظور أوسع، يرتبط تدين شباب ها تينه خلال موسم فو لان ارتباطًا وثيقًا بتقليد "تذكر مصدر الماء عند الشرب". في عصر التكامل، يكتسب الحفاظ على هذه القيمة وتعزيزها أهمية أكبر. وقد أدرجت العديد من المدارس والمنظمات تعليم تدين الأبناء ضمن الأنشطة اللامنهجية، حيث تروي قصصًا عن نماذج بر الوالدين، مما يثير شعور الطلاب بالمسؤولية. إن تضافر الأسرة والمدرسة والتربية الاجتماعية هو ما خلق بيئة تغذي أفعالًا محددة ومستدامة من تدين الأبناء.
في ورود فو لان الحمراء، وفي الصلوات الصامتة عند باب بوذا، وفي كل وليمة عائلية، لا تزال روح البرّ لدى الشباب تتدفق بصمت وإصرار وعمق. إنها ليست جمالاً ثقافياً فحسب، بل هي أيضاً مصدر قوة روحية للشباب ليخطوا بثبات على درب المستقبل، محافظين على تقليد "تذكر مصدر الماء عند الشرب" للشعب الفيتنامي وينشرونه.
المصدر: https://baohatinh.vn/tinh-than-dao-hieu-cua-gioi-tre-trong-mua-vu-lan-post294988.html
تعليق (0)