بدأت ألمانيا تصفيات كأس العالم 2026 بشكل بطيء. |
منذ فوز ألمانيا بكأس العالم 2014، توالت خيبات الأمل: توقفت بطولة يورو 2016 عند نصف النهائي، وخرجت بطولتا كأس العالم 2018 و2022 من دور المجموعات، ولم تكن يورو 2020 أفضل حالاً. كانت آمال الجماهير كبيرة على جوليان ناغلسمان - المدرب الشاب الجريء - لإعادة "المانشافت" إلى سكة الانتصارات. لكن بداية تصفيات كأس العالم 2026 في براتيسلافا رسمت صورة مختلفة: هزيمة 0-2 أمام سلوفاكيا، خصم اعتُبر أضعف بكثير.
سقوط تاريخي
ضد سلوفاكيا، سجّلت ألمانيا "سجلاً حزيناً": خسرت مباراة في تصفيات كأس العالم خارج أرضها لأول مرة في تاريخها. وكان هذا الأمر مقلقاً للغاية، إذ جاء بعد ثلاثة أشهر فقط من مسيرة مخيبة للآمال في دوري الأمم الأوروبية. في مباراة كان على ألمانيا أن تُظهر فيها تحسنها، بدت ضعيفة، بلا روح، وشبه خالية من الحيوية.
بدأ لاعبو ناغلسمان المباراة ببطء وتشتت. ولحسن الحظ، انتهى الشوط الأول بتخلف ألمانيا 0-1 فقط. في الشوط الثاني، عندما حوّل ديفيد ستريليتش أنطونيو روديغر إلى "ضحية" بتصديه الماهر ليرفع النتيجة إلى 2-0، رأى الناس صورة فريق يستسلم، كملاكم منهك بعد 12 جولة.
لا يمكن تبرير هذه الهزيمة بالعوامل المادية أو بانطلاق الموسم. فألمانيا تضم نجومًا شبابًا باهظي الثمن مثل فلوريان فيرتس ونيك فولتماد - صفقتا انتقال بقيمة 210 ملايين يورو. والأهم من ذلك، أن ناغلسمان تولى المسؤولية لمدة عامين، وهي فترة كافية لترك بصمته التكتيكية. ومع ذلك، لم يحصل الجمهور على أي رد فعل سوى الفوضى.
وكانت الهزيمة أمام سلوفاكيا بمثابة صدمة لألمانيا. |
قال قلب الدفاع جوناثان تاه: "افتقرنا إلى كل شيء - في الاستحواذ، وفي فقدان الكرة، وفي الانتقالات، وفي الدفاع. لم تكن لدينا أي صلة بالمباراة. كان أداءً سيئًا للغاية". كشف هذا الاعتراف عن حقيقة مؤلمة: لم تكن ألمانيا بعيدة عن مستواها التكتيكي فحسب، بل أيضًا في الروح والسلوك.
ناجيلسمان والمشاكل العاطفية
بعد المباراة، أكد ناجلسمان أن المشكلة لا تكمن في النظام أو التكتيكات، بل في الروح المعنوية: "كانت عواطفنا أقل بكثير من خصومنا. إذا لم نستطع استعادة ذلك، فسنُغلق صفحة الماضي".
وافق الكابتن جوشوا كيميتش قائلاً: "لا داعي للحديث عن الخطة. المشكلة تكمن في العقلية، وهذا ما كان السبب في المباريات الأخيرة". اعترافٌ مرير ولكنه دقيق. ألمانيا لا تفتقر إلى الموهبة، بل إلى الرغبة والشغف اللذين صنعا علامتها التجارية.
لقد كشفت الصور المتناقضة بين سلوفاكيا - الفريق الشاب المصمم الذي يلعب بطاقة متصاعدة - وألمانيا - البطيئة والسطحية والتي وصلت إلى طريق مسدود - عن الحقيقة: فريق كان في يوم من الأيام رمزًا أصبح الآن مجموعة مشوشة.
كشفت الهزيمة أيضًا عن مشكلة ألمانيا المزمنة في مركز الظهير. مع عودة كيميتش إلى خط الوسط، منح ناغلسمان ننامدي كولينز فرصة في الجناح الأيمن. لكن اللاعب البالغ من العمر 21 عامًا قدم بداية كارثية، حيث افتقر إلى الهجوم والدفاع أمام ليو ساور، لاعب سلوفاكيا البالغ من العمر 19 عامًا. بعد استبداله في الشوط الثاني، أصبح كولينز نجم ليلة لا تُنسى.
يحتاج ناجيلسمان إلى استعادة ألمانيا قريبًا. |
السؤال هو: لماذا لم يُعاد كيميتش إلى مركز الظهير الأيمن، وهو المركز الذي كان يتفوق فيه سابقًا؟ يبدو أن ناغلزمان يُجرب حظه، وفشل كولينز يُبرز الفجوة التي عجزت ألمانيا عن سدها لسنوات.
لم تكن الهزيمة أمام سلوفاكيا صادمة من حيث النتائج فحسب، بل كانت بمثابة جرس إنذار. فالفريق الذي بُني على أسس من الانضباط الصارم والروح القتالية التي لا تلين، قد تخلى عنه الآن بتلك الصفات نفسها. كان الألمان يفخرون سابقًا بلقب "المانشافت"، لكن هذا اللقب بدا الآن مهتزًا وفارغًا.
لقد كادت فرحة يورو 2024 - التي تركوا فيها بصمة إيجابية - أن تُمحى. ويبقى القلق: هل يملك ناغلسمان الشجاعة لإحياء روح الفريق؟ هل سيُهدر جيلٌ شابٌّ موهوبٌ مثل فيرتز وموسيالا وموكوكو في فريقٍ ضلَّ طريقه؟
مع بقاء مشوار التأهل لكأس العالم طويلاً، ستكون مباراة ألمانيا القادمة ضد أيرلندا الشمالية في كولونيا فرصتها لتصحيح المسار. لكن إن لم يُحسّنوا أداءهم فورًا، فقد يتحول حلم كأس العالم 2026 إلى كابوس، وسيواجه ناغلسمان ضغطًا هائلًا.
كانت مباراة براتيسلافا الليلة الماضية بمثابة جرس إنذار. لا يمكن لألمانيا أن تعيش على ماضيها المجيد، ولا أن تعتمد على المواهب الفردية إلى الأبد. إنهم بحاجة إلى دفعة معنوية، بحاجة إلى إيجاد هوية "الدبابة" - فريق يلعب دائمًا بحماسة وروح قتالية وروح لا تنضب.
وإلا فإن الهزيمة أمام سلوفاكيا لن تتوقف عند رقم تاريخي، بل ستفتح أيضا حقبة مظلمة جديدة لكرة القدم، التي كانت في يوم من الأيام فخر أوروبا.
المصدر: https://znews.vn/that-bai-khong-the-chap-nhan-cua-tuyen-duc-post1582849.html
تعليق (0)