تساعد الذكاء الاصطناعي الشركات على تحسين الإنتاجية والكفاءة التشغيلية، لكن العديد من الوحدات لا تزال تشعر بالقلق لأنها لا تعرف كيفية إدارة البيانات بشكل آمن.
المخاطر المحتملة
كل صباح، تفتح السيدة نجوين ثوي دونج، ممثلة سلسلة مستحضرات التجميل في مدينة هوشي منه، جدولاً إحصائياً لقائمة عملاء اليوم السابق التي تم تجميعها بواسطة برنامج المبيعات المتكامل مع الذكاء الاصطناعي، بما في ذلك العملاء المهتمين بخدمات تجديد البشرة، وعدد العملاء الذين يقدمون رسائل البريد الإلكتروني لتلقي العروض الترويجية، والعلاجات الأكثر مبيعا.
بفضل دمج الذكاء الاصطناعي في نظام إدارة المعلومات منذ أوائل عام 2025، قلّصت منشأة السيدة دونغ اعتمادها على الموارد البشرية بشكل ملحوظ. وصرحت السيدة دونغ قائلةً: "ازدادت كفاءة العمل بنسبة 30%-40%، كما ازدادت نسبة عودة العملاء إلى استخدام الخدمة بأكثر من 20% مقارنةً بالفترة نفسها. إلا أن ما يقلقني أكثر هو أمن البيانات الشخصية في النظام الذي يخزّن صور العملاء ومعلومات علاجهم. فإذا سُرّبت هذه المعلومات، فقد تُفقد السمعة التي بُنيت على مدى سنوات طويلة".
تطبق العديد من الشركات في القطاعات الأخرى أيضًا الذكاء الاصطناعي لتحسين عملياتها. قالت السيدة لونغ ثي آنه تويت - نائب المدير العام، قائد سوق خدمات التدقيق، برايس ووترهاوس كوبرز فيتنام - إن الوحدة طبقت الذكاء الاصطناعي لدعم المدققين في الكشف عن المخالفات المالية. تساعد البرامج المتكاملة مع الذكاء الاصطناعي في جمع واكتشاف المعاملات غير العادية التي تحدث في أيام العطلات أو تيت أو تحدث بشكل متكرر بنفس المبلغ في بيان مكون من مئات الصفحات، والذي يستغرق عدة أيام للتحقق يدويًا. كما يعمل الذكاء الاصطناعي على أتمتة الأنشطة التجارية المتكررة مثل إدخال البيانات ومسك الدفاتر، مما يوفر موارد كبيرة. ووفقًا للسيدة تويت، فإن الذكاء الاصطناعي لا يساعد فقط في تحسين كفاءة العمل ولكنه يحسن أيضًا نتائج الأعمال. أظهر استطلاع حديث أجرته برايس ووترهاوس كوبرز أن 82٪ من المديرين في منطقة آسيا والمحيط الهادئ قد طبقوا GenAI في العام الماضي. النتائج إيجابية للغاية: أفاد 37٪ بزيادة في الإيرادات، وسجل 40٪ أرباحًا أعلى، ولاحظ 58٪ تحسنًا في أداء الموظفين. وفقًا لتقرير " اقتصاد الذكاء الاصطناعي في فيتنام 2025" الذي أجراه المركز الوطني للابتكار (NIC) ونشره مؤخرًا بالتعاون مع الوكالة اليابانية للتعاون الدولي (JICA)، من المتوقع أن يصبح الذكاء الاصطناعي بحلول عام 2040 عاملًا أساسيًا في النمو الاقتصادي الفيتنامي، مساهمًا بما يتراوح بين 120 و130 مليار دولار أمريكي. منها ما بين 45 و55 مليار دولار أمريكي ناتج عن طلب المستهلكين على المنتجات والخدمات التي تستخدم تطبيقات الذكاء الاصطناعي، وما بين 60 و75 مليار دولار أمريكي هي التكلفة التي يمكن توفيرها من خلال زيادة الإنتاجية من خلال الأتمتة والتحليل التنبئي وتحسين الأداء بفضل استخدام تقنية الذكاء الاصطناعي.
وفقًا للخبراء، على الرغم من فوائد الذكاء الاصطناعي العديدة، إلا أنه يُواجه تحدياتٍ عديدة، لا سيما في إدارة البيانات وأمن المعلومات. هذا ما يجعل العديد من الشركات، وخاصةً الصغيرة والمتوسطة، مترددةً للغاية في الترويج لتطبيقاتها. وتقتصر العديد من الوحدات على استخدام الذكاء الاصطناعي في مستوياته الأساسية، مثل روبوتات الدردشة أو استخدام ChatGPT للتركيب، بدلاً من دمجه داخليًا بشكل عميق.
الشركات الفيتنامية تتعرف على برامج الذكاء الاصطناعي لتحسين كفاءة الإدارة
اختر الأدوات والتكنولوجيا المناسبة
وفقًا للسيدة لونغ ثي آنه تويت، يتطلب تطبيق الذكاء الاصطناعي استراتيجية شاملة ومنهجية، وليس مجرد "التعامل معه فور ظهوره". في الواقع، استثمرت العديد من الشركات مليارات الدونغ في أدوات الذكاء الاصطناعي، لكن النتائج لم تكن على المستوى المتوقع نظرًا لعدم وجود خطة واضحة. بعض المؤسسات لا تتذكر دمج الذكاء الاصطناعي إلا بعد إتمام تحويل النموذج، مما يؤدي إلى تنفيذ مجزأ، وبيانات غير متزامنة، وصعوبة في التحكم. وأضافت السيدة تويت: "يجب توخي الحذر عند استخدام منصات الذكاء الاصطناعي المفتوحة مثل ChatGPT. تبدو النتائج التي تُرجعها ChatGPT معقولة، لكن لا أحد يعلم مكان تخزين البيانات التي تُحمّل ومن يملك حق الوصول إليها. لتطبيق الذكاء الاصطناعي بفعالية وأمان، يجب وضع استراتيجية وعملية صارمة للتحكم في البيانات منذ البداية، وعدم الانتظار حتى وقوع حادث للتعامل معه".
يعتقد السيد نجو كوانغ فوك، رئيس مجلس إدارة مجموعة في ماي والمدير العام لشركة فييت ماي دينتال، أن الذكاء الاصطناعي يجب أن يُدمج بشكل منهجي منذ البداية، مع وضع خطة عمل واضحة ورقابة صارمة. ويوصي الشركات بالتنسيق مع الخبراء أو مزودي الحلول لتصميم عملية تطبيق محكمة، تضمن حماية البيانات من مرحلة إدخالها إلى التحليل والمعالجة. واختتم السيد فوك قائلاً: "لا تظهر الفعالية إلا بعد بضعة أشهر من التطبيق. لذلك، بالإضافة إلى الصبر، تحتاج الشركات إلى بناء عملية رقابة داخلية لضمان التشغيل المتزامن، مما يقلل من خطر تسرب المعلومات ويحقق الاستفادة القصوى من قيمة الذكاء الاصطناعي".
في ورشة عمل حديثة حول الذكاء الاصطناعي، قدم الدكتور كان فان لوك - كبير الاقتصاديين في BIDV وعضو المجلس الاستشاري للسياسات لرئيس الوزراء - 6 عوامل تحتاج الشركات إلى الاهتمام بها من أجل تطبيق الذكاء الاصطناعي بنجاح، بما في ذلك: إعداد استراتيجية الذكاء الاصطناعي التي تتوافق مع أهداف العمل؛ إعداد منصة البيانات؛ بناء ثقافة الابتكار والتعاون؛ اختيار أدوات وتقنيات الذكاء الاصطناعي المتوافقة؛ ضمان الاستخدام الأخلاقي والمسؤول للذكاء الاصطناعي؛ مراقبة وتحسين نظام الذكاء الاصطناعي بشكل مستمر.
بناء ثقافة اتخاذ القرار
قال السيد لي هونغ كوانغ، المدير العام لشركة ميسا المساهمة، إن الشركات بحاجة أولًا إلى تثقيفها حول الذكاء الاصطناعي. ثانيًا، من الضروري بناء ثقافة اتخاذ القرارات القائمة على البيانات، وتعزيز التحول الرقمي عبر منصة حوسبة سحابية متكاملة مع الذكاء الاصطناعي. ومن الضروري مراجعة وتحديث خطة تطبيق الذكاء الاصطناعي في كل عملية بانتظام لتحسين كفاءة العمليات والإدارة.
المصدر: https://nld.com.vn/quan-ly-du-lieu-an-toan-hieu-qua-196250628193824433.htm
تعليق (0)