العديد من الاختراقات
في فترة التنمية 2021-2030، مع رؤية حتى عام 2045، يضع حزبنا ودولتنا توقعات عالية على الدور الأساسي للعلم والتكنولوجيا والابتكار، معتبرين ذلك "اختراقًا استراتيجيًا" و"قوة دافعة رئيسية" لإحداث اختراق في الإنتاجية والجودة والكفاءة والقدرة التنافسية للاقتصاد .
تسعى فيتنام إلى أن تصبح دولة نامية ذات صناعة حديثة ومتوسط دخل مرتفع بحلول عام 2030، وأن تصبح دولة متقدمة ذات دخل مرتفع بحلول عام 2044.
ومع ذلك، يجب أن نعترف صراحةً بأن قدرات بلدنا العلمية والتكنولوجية ومستواها لا يزالان ضعيفين، ومعرضين لخطر التخلف أكثر فأكثر عن الركب العالمي، وأن تطورها لا يتناسب مع إمكاناتها لأسباب موضوعية وذاتية عديدة. أولًا، ضعف الطلب على التكنولوجيا، لأن المنافسة ونمو الأعمال لا يعتمدان على العوامل التكنولوجية، بل يعتمدان بشكل رئيسي على زيادة حجم رأس المال الاستثماري، ورخص العمالة، واستغلال الموارد، والفوائد قصيرة الأجل. كما أن صعوبات تطبيق آلية الاستقلالية والمسؤولية الذاتية للمنظمات العلمية والتكنولوجية العامة تُضعف دافعية هذه المنظمات للتنمية.
وبالإضافة إلى ذلك، فإن عقلية عدم قبول المخاطر والتأخير في البحث العلمي تؤدي إلى صعوبات في تقييم فعالية المهام العلمية والتكنولوجية وطلبات استرداد الميزانية.
لذلك، صُنِّف القرار 57-NQ/TW الصادر عن المكتب السياسي بتاريخ 22 ديسمبر 2024 بشأن الإنجازات في مجالات العلوم والتكنولوجيا والابتكار والتحول الرقمي الوطني (القرار 57)، العلم والتكنولوجيا، إلى جانب الابتكار والتحول الرقمي، باعتباره "الإنجاز الأهم". وقد حدد القرار أهدافًا مهمة ومحددة وحلولاً جذرية غير مسبوقة.
أشار الدكتور نجوين نجوين كوان، وزير العلوم والتكنولوجيا السابق ورئيس جمعية الأتمتة الفيتنامية، إلى الإنجازات التي حققها القرار رقم 57، قائلاً: أولاً، حدد حزبنا أهدافًا محددة عالية المستوى بحلول عامي 2030 و2045، لتصبح فيتنام دولة متقدمة ذات دخل مرتفع. ثانياً، ينص القرار على ضرورة زيادة الاستثمار في العلوم والتكنولوجيا والابتكار والتحول الرقمي.
يُذكر أن القرار رقم 57 قد أحدث نقلة نوعية في مجال استثمار ميزانية الدولة في أنشطة البحث والتطوير. وبناءً عليه، تُمنح الأولوية لميزانية البحث والتطوير في مجال العلوم والتكنولوجيا، ليتم تنفيذها وفقًا لآلية الصندوق، من خلال صناديق تطوير العلوم والتكنولوجيا. أما النقلة النوعية التالية فتتمثل في آلية تحديد "قبول المخاطر، والاستثمارات المحفوفة بالمخاطر، والتأخير في البحث العلمي، وتطوير التكنولوجيا، والابتكار".
يتمثل الإنجاز الأخير في إمكانية تنظيم تنفيذ القرار. فلأول مرة، يتولى رئيس حزبنا رئاسة اللجنة التوجيهية لتنفيذ القرار مباشرةً، بالإضافة إلى اللجنة التوجيهية، يوجد أيضًا مجلس استشاري يتألف من مديرين وعلماء ذوي مؤهلات ومكانة مرموقة. وهذا سبيلٌ لتجاوز عيوب المراحل السابقة، حيث كانت اللجان التوجيهية غالبًا ما تقتصر على ممثلي أجهزة إدارة الدولة، ولم تكن تتمتع بسلطة كافية في النظام السياسي، وكانت تعتمد بشكل كبير على فترات محددة.
إزالة الاختناقات، وتمهيد الطريق أمام العلم والتكنولوجيا للتقدم
بعد صدور القرار رقم 57، يضع المجتمع العلمي ثقة كبيرة في مرحلة جديدة، حيث يتم إزالة الحواجز الإدارية، وتصبح آلية التشغيل أكثر مرونة، مما يخلق الظروف للبحث العلمي للعب دور رئيسي حقيقي في التنمية الاجتماعية والاقتصادية.
ويتوقع الخبراء والعلماء أيضًا أن يشكل القرار أساسًا مهمًا للجمعية الوطنية لإزالة الاختناقات المؤسسية المرتبطة بتطوير العلوم والتكنولوجيا التي كانت موجودة في الماضي، خاصة وأن القرار يسمح بنهج مفتوح وتطبيق إبداعي وتجريب قضايا عملية جديدة؛ وقبول المخاطر والاستثمارات المحفوفة بالمخاطر والتأخير في البحث العلمي وتطوير التكنولوجيا والابتكار.
قال مدير معهد علم الأحياء الدقيقة والتكنولوجيا الحيوية (جامعة هانوي الوطنية)، الدكتور ترينه ثانه ترونج، إن القرار 57 قد خلق نظامًا بيئيًا كاملاً، حيث لا يتوقف البحث العلمي عند خلق المعرفة فحسب، بل يتحول أيضًا إلى تكنولوجيا وتطبيقات عملية وتعزيز الابتكار وبناء البنية التحتية للبيانات الضخمة لخدمة الاقتصاد الرقمي.
هذا ليس قرارًا استراتيجيًا فحسب، بل هو أيضًا مؤشر جيد لقطاع العلوم بأكمله. فلطالما قدم العلماء توصيات متكررة بشأن صعوبات تنفيذ السياسات، لكن العقبات لم تُحل. "عندما تُحل العقبات، سيصبح العلم والتكنولوجيا القوة الدافعة للتنمية الوطنية" - هذا ما يعتقده الدكتور ترينه ثانه ترونغ.
وشاطرت الدكتورة فونغ ثي هونغ، نائبة مدير معهد دراسات هان نوم، التابع لأكاديمية العلوم الاجتماعية الفيتنامية، الرأي نفسه، قائلةً إن إصدار الحكومة مؤخرًا لقرار برنامج عمل الحكومة لتنفيذ القرار رقم 57 سيُحدث نقلة نوعية في تطوير العلوم والتكنولوجيا والابتكار والتحول الرقمي الوطني. كما يُظهر هذا الرؤية الاستراتيجية لحزبنا في ظل التغيرات العالمية المتسارعة بفعل الثورة الصناعية الرابعة.
إن تحديد دور العلم والتكنولوجيا والابتكار كقوة دافعة رئيسية لتعزيز النمو الاقتصادي وزيادة إنتاجية العمل وتحسين القدرة التنافسية الوطنية يمثل رؤية تتماشى مع الاتجاهات العالمية، حيث تعتبره الدول المتقدمة عاملاً حاسماً للتغلب على التحديات وتحقيق التنمية المستدامة.
[إعلان 2]
المصدر: https://doanhnghiepvn.vn/cong-nghe/nghi-quyet-57-nq-tw-kien-tao-he-sinh-thai-dua-khoa-hoc-but-pha/20250207100424055
تعليق (0)