أمضى مانشستر يونايتد سنواتٍ وهو يكافح للعثور على مهاجمٍ حقيقي - لاعبٍ يُمكن أن يُصبح حارسًا موثوقًا به في الهجوم، وركيزةً أساسيةً لإنعاش الفريق بعد عقدٍ من التقلبات. لذا، فإن انضمام بنيامين سيسكو ليس مجرد عقدٍ جديد، بل هو أيضًا تصريحٌ واضحٌ من المدرب روبن أموريم: سيبني مانشستر يونايتد مستقبله حول جيلٍ جديد، والمهاجم السلوفيني أحد أهم عناصره.
ولكن إلى جانب هذا التوقع، هناك سؤال شائك بنفس القدر: ما مقدار الثقة التي ينبغي لجماهير يونايتد أن تضعها في سيسكو - والأهم من ذلك، ما مدى الصبر الذي ينبغي أن يتحلوا به؟
سيسكو ليس معجزة، بل فرصة
إذا توقع أحدٌ أن يُحدث سيسكو تأثيرًا فوريًا كما فعل إيرلينج هالاند مع مانشستر سيتي، فعليه تعديل توقعاته. سيسكو يبلغ من العمر 22 عامًا فقط، قادمًا من بيئة تكتيكية كالدوري الألماني، لكنه يفتقر إلى الخبرة في الدوري الإنجليزي الممتاز، وهو دوري معروف بصعوبة التعامل مع المهاجمين الشباب.
مع ذلك، كان أداء سيسكو مع آر بي لايبزيغ الموسم الماضي مُثيرًا للتفاؤل: 14 هدفًا في 17 مباراة فقط شارك فيها كأساسي في الدوري الألماني، بمعدل هدف كل 108 دقائق - وهو الأفضل في الدوري بين اللاعبين الذين سجلوا 10 أهداف أو أكثر. هذا ليس رقمًا يُمكن تحقيقه بمحض الصدفة في لحظات. أظهر سيسكو سرعته، وتمركزه الذكي، وحسمه في التسديد، وهدوء أعصاب يفوق عمره.
في الوقت الحالي، يمر هجوم مانشستر يونايتد بمرحلة إعادة هيكلة قوية. انتقل ماركوس راشفورد إلى برشلونة على سبيل الإعارة، وأليخاندرو غارناتشو - رغم كونه بطلاً - ليس ضمن خطط روبن أموريم. هذا يعني أن الوجوه التي كانت تُمثل آمال أولد ترافورد تتراجع تدريجيًا، مُفسحةً المجال لجيل جديد من اللاعبين.
لا يزال راسموس هوجلوند اسمًا واعدًا، لكن مواسمه الأولى لم تكن مستقرة - أحيانًا متفجرة وأحيانًا باهتة. سيسكو ليس منافسًا على مركز معين فحسب، بل هو أيضًا خيار موازٍ لخط هجوم يحتاج إلى مزيد من الحدة والتنوع والاستقرار.
يحتاج روبين أموريم إلى مهاجم يتناسب مع أسلوب لعب مانشستر يونايتد. |
الأهم من ذلك: روبن أموريم يحتاج إلى مهاجم قادر على اللعب بهيكلية واضحة، والعمل في منطقة الضغط، والتحرك تكتيكيًا. سيسكو، الذي نشأ في نظام سالزبورغ-لايبزيغ، يفهم جيدًا كيف تسير الأمور في كرة القدم الحديثة. إنه ليس مهاجمًا تقليديًا، بل مهاجم عصري: قادر على الجمع بين الهجمات، وخلق العمق، والضغط بكثافة عالية.
توقع ما يكفي - والصبر مطلوب
لقد سئم مشجعو مانشستر يونايتد من النجوم الذين سرعان ما يختفون، من سانشو إلى أنتوني، ومن فيغورست إلى مارسيال. ولكن لهذا السبب، لا تدع الماضي يُشوّه تقييمك للحاضر. لم يكن سيسكو المنقذ، بل جاء ليتطور - مع فريق شاب، ومع مدرب يُقدّر الانضباط والتقدم بخطوات صغيرة.
يحتاج يونايتد إلى عام من الصبر. قد لا يشارك سيسكو إلا كبديل في الأشهر الستة الأولى، وقد يُضيع فرصًا ستندم عليها الجماهير. لكنها عملية تطور طبيعية، وليست عملية ينبغي تشويهها بالتسرع. كان هالاند بديلًا في دورتموند، وتعرض نونيز للسخرية في ليفربول، حتى هاري كين أُعير لسنوات قبل أن يتفجر مستواه.
النجاح ليس سحرًا، بل هو ثمرة خطة واضحة، وبيئة مناسبة، ووقت كافٍ.
![]() |
سيسكو ليس الحل النهائي، لكنه خطوة في الاتجاه الصحيح بالنسبة لجامعة MU. |
روبن أموريم ليس من نوع المدربين الذين يفضلون النجوم باهظة الثمن التي لا تملك توجهًا واضحًا. ما يحتاجه هو لاعبين قادرين على النجاح في فلسفة الضغط الاستباقي، وسرعة نقل الكرة، والتحكم في المساحات. في هذا الأسلوب، قد لا يحتاج مهاجم مثل سيسكو إلى لمس الكرة كثيرًا، لكن عليه أن يعرف كيف يضغط على دفاع الخصم ويوسعه.
لذا، لم يكن التعاقد مع سيسكو مجرد قرار من مجلس الإدارة، بل كان انعكاسًا لفكر أموريم الكروي الواضح. لا راشفورد، لا غارناتشو - إنه يُعيد بناء الهجوم من الصفر. ولإعادة البناء، اختار لاعبًا شابًا، قابلًا للتشكيل، وقادرًا على البقاء مع الفريق على المدى الطويل.
سيسكو ليس نهاية المطاف، لكنه خطوة في الاتجاه الصحيح. ليس هنا ليتولى زمام الأمور فورًا، بل ليتكامل ويتعلم ويصبح ركيزة أساسية تدريجيًا.
ينبغي على مشجعي مانشستر يونايتد أن يتوقعوا - ولسبب وجيه - مهاجمًا يناسب أسلوب لعبهم، يتمتع بأساسيات التطور، ورغبة في التعلم. كل ما يحتاجونه هو ألا يفقدوا ثقتهم به قبل الأوان.
إذا حصل على الوقت الكافي، قد يصبح سيسكو أكثر من مجرد مهاجم مركزي، بل قد يصبح رمزا جديدا لعودة مانشستر يونايتد.
المصدر: https://znews.vn/mu-da-dung-voi-sesko-post1575055.html
تعليق (0)