في السابق، شاركت الرياضة الفيتنامية في العديد من بطولات العالم، حتى أنها تركت بصمتها في كأس العالم للسيدات، وكرة الصالات، وحتى في الميدالية الذهبية الأولمبية المرموقة. ومع ذلك، فإن وصول رياضة جماعية، تتطلب العمق والتحمل والتناغم العالي، إلى المستوى العالمي له معنى يتجاوز مجرد الإنجاز. فمقارنةً بالرياضات الفردية، تواجه الرياضات الجماعية دائمًا تحديات هائلة. في بعض الأحيان، كانت المشاركة في كأس العالم أو بطولات العالم في الرياضات الجماعية تُعتبر بعيدة المنال.
في بطولة العالم للكرة الطائرة للسيدات لهذا العام، بالإضافة إلى المقعدين الافتراضيين للبلد المضيف والبطل، تم حجز 15 مقعدًا آخر لأفضل ثلاثة فرق من القارات الخمس. وتعتمد المقاعد الـ 15 المتبقية على تصنيف الاتحاد الدولي للكرة الطائرة (FIVB). وبفضل مركزه الرابع في آسيا، حصل منتخب فيتنام النسائي للكرة الطائرة على مقعد من تايلاند بعد اختيار بطل القارة لاستضافة الحدث. وتحتل فيتنام حاليًا المرتبة 22 عالميًا، متقدمة على ثمانية فرق أخرى مشاركة في بطولة هذا العام. ويُعدّ هذا تصنيفًا عاليًا غير مسبوق لرياضة جماعية فيتنامية في نظام التصنيف العالمي.
بالمشاركة في بطولة العالم، وبالوضع الحالي للكرة الطائرة الفيتنامية للسيدات، يُمكن القول إنها تُمثل إنجازًا رياضيًا بارزًا في البلاد. إنها ثمرة مسيرةٍ حافلةٍ لأكثر من 30 عامًا من الكرة الطائرة الفيتنامية. منذ تسعينيات القرن الماضي، كانت الكرة الطائرة رياضةً رائدةً في التنشئة الاجتماعية، وتنظيم الفعاليات الدولية، واستضافة العديد من البطولات المهمة في آسيا. كما أنها الرياضة التي نظمت أول بطولة وطنية بعد إعادة توحيد البلاد، وأنشأت الآن بطولةً لفئة تحت 23 عامًا. أما بالنسبة للكرة الطائرة النسائية، فنُقيم سنويًا بطولتين دوليتين مرموقتين، تُقامان منذ ما يقرب من عقدين، وهو أمرٌ لم تُحققه أي رياضة أخرى. الكرة الطائرة هي أيضًا الرياضة التي تضم أكبر عدد من اللاعبات "الأجنبيات"، بسجلٍّ حافلٍ بالنجاحات: فقد فازت نغوين ثي نغوك هوا ببطولة آسيا مع ناديها التايلاندي؛ وتم التعاقد مع تران ثي ثانه ثوي للمنافسة في البطولة الوطنية التركية، حيث احتل الفريق المركز السادس عالميًا.
إن التقدم السريع الذي تشهده الكرة الطائرة النسائية الفيتنامية لا يأتي من الحظ، بل من مثابرة وعزيمة العاملين في هذه الرياضة على تحقيق شغفهم. وقد تجلى ذلك في الفوز التاريخي على تايلاند في نهائي بطولة جنوب شرق آسيا الأخيرة، وقبل ذلك انتصاران متتاليان على كوريا، إحدى أقوى المنتخبات في الكرة الطائرة الآسيوية. هذه الانتصارات هي أساس ثقة الجماهير بالمدرب نجوين توان كيت وفريقه في أول ظهور تاريخي لهم، متوقعين منهم تقديم أداء شجاع ومميز ضد فرق من أفضل 10 منتخبات في العالم حاليًا مثل بولندا وألمانيا.
هذه المشاركة بداية رحلة جديدة. وبغض النظر عن النتيجة، فإن مشاركة فريق الكرة الطائرة النسائي الفيتنامي في أكبر بطولة عالمية دليلٌ حي على روح المثابرة، وجرأة الحلم، وجرأة الانتصار. بالنسبة لفريق الكرة الطائرة النسائي، بدأت رحلة بلوغ آفاق جديدة، وهي تَعِد بمواصلة كتابة فصولٍ لا تُنسى في تاريخ الرياضة في البلاد.
المصدر: https://www.sggp.org.vn/moc-son-cua-bong-chuyen-post809725.html
تعليق (0)