مباشرة بعد انتصار الربيع العظيم عام 1975، وتنفيذاً لسياسة لجنة حزب مدينة هوشي منه، تم إنشاء "بيت المعرض لجرائم الدمى الأمريكية" في 4 سبتمبر 1975، تلبية لتوقعات الشعب في الحصول على صوت يدين جرائم الحرب العدوانية.
تُصوَّر رحلة تطوير المتحف من خلال تغييرات بارزة في اسمه، تعكس تطور البلاد في السياق الجديد. في عام ١٩٩٠، غُيِّر اسمه إلى "بيت عرض العدوان وجرائم الحرب" لتوسيع آفاقه. إلا أن التحول الشامل حدث في ٤ يوليو ١٩٩٥، عندما أُسِّس رسميًا اسم "متحف مخلفات الحرب".
على مدى أكثر من نصف قرن، رسخ متحف مخلفات الحرب مكانته كمؤسسة ثقافية وطنية رائدة. وتتجلى حيوية المتحف في أعداده الهائلة: فهو يشرف باستقبال عشرات الملايين من الزوار، متجاوزًا بكثير حاجز الـ 25 مليونًا بحلول عام 2025. وحتى بعد جائحة كوفيد-19، تعافى المتحف بقوة، حيث استقبل أكثر من 10,000 زائر يوميًا، معظمهم من الزوار الدوليين، مؤكدًا جاذبيته التي تتجاوز كل الحواجز اللغوية والثقافية.

يعتمد هذا الجذب على تراث لا يقدر بثمن من الذكريات مع أكثر من 20 ألف وثيقة وقطعة أثرية وأفلام، بما في ذلك العديد من القطع الأثرية القيمة التي تبرع بها المحاربون القدامى والصحفيون والأصدقاء الدوليون.
بفضل جهوده المتواصلة، حقق متحف بقايا الحرب العديد من الإنجازات المتميزة، ونال تقديرًا دوليًا من خلال جوائز مرموقة، منها: من بين أكثر 25 متحفًا جاذبية في آسيا، وأجمل 10 متاحف في العالم . وفي عام 2023، نال المتحف شرف تصنيفه ضمن الفئة الأولى في نظام المتاحف الوطنية الفيتنامية.
علاوةً على ذلك، دأب المتحف على الوفاء بمهمته في تثقيف المجتمع من خلال مئات المعارض المتنقلة التي تُقام في المناطق النائية، وحتى في دول أخرى مثل اليابان والدنمارك والولايات المتحدة. ويُعدّ المتحف وحدةً خدميةً عامةً تابعةً لوزارة الثقافة والرياضة، ويستطيع تمويل جميع نفقاته التشغيلية الاعتيادية ذاتيًا منذ عام ٢٠١٤.
وفي الفترة المقبلة، يتجه المتحف نحو مرحلة جديدة من التطوير، برؤية استراتيجية تتمثل في أن يكون "متحفًا للسلام"، وتحديد مهمة تحويل تراث الذاكرة بشكل استباقي إلى قوة ثقافية ناعمة، وقناة دبلوماسية شعبية فعالة، وتعزيز الصداقة بين الأمم.
في هذه المناسبة، يُقدّم المتحف للجمهور معرضًا خاصًا بعنوان "المطبخ الجنوبي خلال حرب المقاومة". يُقدّم هذا المعرض منظورًا إنسانيًا لحرب البقاء الصامتة، حيث أصبحت الوجبات الاقتصادية مصدرًا رائعًا للقوة الروحية التي تُغذّي إرادة جيشنا وشعبنا.
يعد المعرض بمثابة رحلة عبر الزمن، لمساعدة الجمهور على فهم الأجيال السابقة والفخر بها وتقدير السلام اليوم بشكل أكبر.
المصدر: https://nhandan.vn/ky-niem-50-nam-ngay-thanh-lap-bao-tang-chung-tich-chien-tranh-post905899.html
تعليق (0)