
العديد من المرافق
في سياق الصحافة الحديثة، يُقدّم الذكاء الاصطناعي فوائد عملية عديدة. تُساعد هذه التقنية الصحفيين على معالجة كميات هائلة من البيانات، وتلخيص المعلومات بسرعة، والعثور على المصادر بفعالية.
تساعد أدوات الذكاء الاصطناعي مثل تحليل البيانات أو أتمتة المحتوى أو تحديد اتجاهات الوسائط في توفير الوقت وتحسين جودة المقالة.
أشار الصحفي دو شوان نها (من صحيفة باو في فاب لوات) إلى أن الذكاء الاصطناعي يُمثل ثورة حقيقية للصحفيين المعاصرين. وأضاف: "يساعدني الذكاء الاصطناعي على تلخيص مئات الصفحات من التقارير في دقائق معدودة، مما يُساعدني على تحديد النقاط المهمة. كما يُشير إلى مصادر معلومات ذات صلة، يُمكنني من خلالها التعمق في الموضوع دون إضاعة الكثير من الوقت".
وبحسب الصحفي دو شوان نها، فإن الذكاء الاصطناعي ليس مجرد محرك بحث، بل يدعم أيضًا تحليل البيانات المعقدة، مثل الإحصائيات أو التقارير المالية، مما يساعد الصحفيين على كتابة مقالات أكثر وضوحًا.
بالإضافة إلى ذلك، يدعم الذكاء الاصطناعي أيضًا اكتشاف الأخبار المزيفة وتحديد أنماط المعلومات الكاذبة على شبكات التواصل الاجتماعي، مما يساعد الصحفيين على التحقق من مصادر الأخبار بشكل أسرع.
تُدمج منصات مثل أدوات جوجل للتحقق من الحقائق وأدوات تحليل البيانات الضخمة الذكاء الاصطناعي، مما يُحسّن دقة معالجة المعلومات. في عصر الانفجار المعلوماتي، حيث تُنشر ملايين المقالات والمنشورات على الإنترنت يوميًا، يُصبح الذكاء الاصطناعي أداةً فعّالة تُجنّب الصحفيين الوقوع في فخّ البيانات.
إتقان التكنولوجيا
على الرغم من أن الذكاء الاصطناعي يجلب العديد من الفوائد، فإن الإفراط في استخدام هذه الأداة يمكن أن يؤدي إلى بعض المشاكل، حتى أنه "يقود" الصحفيين في الاتجاه الخاطئ في تحليل البيانات ومعالجتها.

يعتمد الذكاء الاصطناعي غالبًا على البيانات المتاحة لتوليد المحتوى، لذا يُخرج أحيانًا باستنتاجات غير صحيحة أو غير دقيقة إذا كان مصدر البيانات الأصلي غير موثوق. غالبًا ما يكون المحتوى المُولّد بواسطة الذكاء الاصطناعي نمطيًا، ويفتقر إلى التعقيد والعاطفة، مما يجعل المقال جافًا ويصعب ملامسة مشاعر القارئ.
أشار نجوين كوانغ دونغ، مدير معهد دراسات السياسات وتطوير الإعلام (IPS)، إلى أن حوالي 34% فقط من المراسلين في فيتنام يستخدمون أدوات مثل جوجل أناليتكس لتحليل بيانات القراء. في الوقت نفسه، يُمكن للذكاء الاصطناعي تخصيص المحتوى لكل فئة من القراء بفعالية عالية.
ينبغي على الصحفيين فهم قرائهم، وماذا يريدون، وأين يقرؤون. لا ينبغي للصحفيين التعامل مع الذكاء الاصطناعي بتطرف: إما استبداله أو معارضته. تعايشوا معه واستغلوه كجزء لا غنى عنه، ولكن لا تفقدوا جوهر عملكم الصحفي.
في عالم حيث يمكن للذكاء الاصطناعي أن "يكتب لنا"، و"يتحدث نيابة عنا"، و"يقترح لنا" - فإن الشيء الوحيد الذي يحافظ على مكانة الصحفيين هو القدرة على التفكير بشكل مستقل، والشعور بالصدق، والتفاعل مع الواقع - كما قال السيد نجوين كوانج دونج.
الذكاء الاصطناعي أداةٌ لمساعدة الصحفيين، وليس بديلاً عنهم. إذا أُسيء استخدامه، يُخاطر الصحفيون بفقدان إبداعهم وقدرتهم على التحقق من المعلومات، وهما العنصران الأساسيان للصحافة، مما يؤدي إلى أعمالٍ تفتقر إلى "الحيوية".
قد تكون المقالات التي تم إنشاؤها بواسطة الذكاء الاصطناعي مفيدة ولكنها تفتقر إلى العمق العاطفي أو الفروق اللغوية أو التفاصيل الصغيرة التي تجعل المقالة مقنعة.
ومن الأمثلة الواضحة على ذلك هو عند الكتابة عن حدث ما، حيث يمكن للذكاء الاصطناعي توفير البيانات والتاريخ والوقت، ولكن من الصعب نقل مشاعر المشاركين، أو إثارة الأجواء، أو القصص الجانبية التي لا يستطيع تسجيلها إلا الصحفيون الذين شهدوا الحدث بشكل مباشر.
أشار الصحفي نجوين ثانه هيو (مجلة بتروتايمز الإلكترونية) إلى أن إتقان التكنولوجيا يتطلب من الصحفيين الجمع بين استخدام الذكاء الاصطناعي والمهارات التقليدية. صحيح أن الذكاء الاصطناعي يدعم البحث عن البيانات وتحليلها، إلا أن التحقق من المعلومات، والاستفادة من المصادر الحقيقية، وإنشاء المحتوى، لا يزال من مسؤولية البشر.
ويحتاج الصحفيون إلى صقل قدرتهم على تقييم البيانات من الذكاء الاصطناعي، مع الحفاظ على الأخلاقيات المهنية لضمان الحصول على معلومات دقيقة وموضوعية.
الذكاء الاصطناعي أداة مفيدة، لكنه لا يمكن أن يحل محل دور الصحفيين. إتقان التكنولوجيا واستخدام الذكاء الاصطناعي بشكل صحيح سيساعد الصحفيين على تحسين جودة عملهم، مع الحفاظ على الإبداع والعاطفة في مقالاتهم. لا تعتمدوا على الذكاء الاصطناعي، بل دعوه يصبح مساعدًا قويًا، يساعد الصحفيين على التطور أكثر فأكثر في العصر الرقمي، كما قال الصحفي نغوين ثانه هيو.
المصدر: https://baoquangnam.vn/dung-luy-ai-3157080.html
تعليق (0)