مشاعر الرحلة الخاصة
ضم وفدنا رقم 5 ضباطًا ومحاضرين وطلابًا من العديد من الأكاديميات والمدارس في الجيش، إلى جانب ضباط من هيئة الأركان العامة لجيش الشعب الفيتنامي والبحرية. ... وترافق الوفد السفينة الحديثة والقوية KN-390، التي ترمز إلى روح التنسيق الوثيق بين القوات التي تحمي السيادة المقدسة للبحر والجزر ليلاً ونهاراً.
أفهم أن الهدف الرئيسي للوفد في هذه الرحلة إلى ترونغ سا ومنصة DK1 هو دراسة واكتساب خبرة عملية في حماية سيادة البحار والجزر؛ والتعرف على حياة الضباط والجنود وظروف معيشتهم وتدريبهم وجاهزيتهم القتالية في الجزر النائية. وبالتالي، المساهمة في تعزيز المبادئ الثورية، وتعزيز الثقة، وتعزيز القدرات السياسية ، وحب الوطن لبحره وجزره لدى أعضاء الوفد، وخاصةً الطلاب الشباب.
قادة المنطقة البحرية الثالثة ومندوبوها في رحلة عمل مع قائد جزيرة ثويين تشاي. الصورة: البحرية |
من جزر سينه تون، نام يت، فان فينه، إلى توك تان، ثوين تشاي...، كل جزيرة، كل موقع استيطاني، جلبت لنا مشاعر عميقة ودروسًا عملية قيّمة. عظمة الوطن الأم في طليعة الرياح والأمواج، وزرقة المحيط الساحرة التي تمتزج مع زرقة جنود الجزيرة الثابتة، محفورة في أذهاننا. أكثر من الأفلام والكتب، فإن الصعوبات والتضحيات الصامتة، وإن كانت عظيمة، التي قدّمها ضباط وجنود ترونغ سا ومنصة DK1، قد أثرت بعمق في نفوس مندوبي فريق العمل طوال الرحلة.
في الجزر، نظمت مجموعة العمل لقاءات ودية، وبرامج تبادل ثقافي دافئة، وقدّمت هدايا صغيرة لكنها ذات مغزى تحمل في طياتها عاطفة جياشة من البر الرئيسي. قُدّمت المصافحات الحميمة، والنظرات والابتسامات الودية، وباقات الزهور النضرة... كل هذا بدا وكأنه دافع قوي للضباط والجنود في أرخبيل ترونغ سا ومنصة DK1 لمواصلة التمسك ببنادقهم بثبات، صامدين في وجه الأمواج والرياح. في قلب المحيط الشاسع، وعلى وقع هدير الأمواج ونسيم البحر العليل، انحنينا باحترام، وألقينا أكاليل الزهور تخليدًا لذكرى أبناء الوطن الأبرار الذين سقطوا في سبيل الوطن الحبيب. في تلك اللحظة، امتلأ الجميع بالعاطفة والامتنان اللامحدود.
لم تقتصر الأنشطة على الجزيرة فحسب، بل كانت رحلة السفينة KN-390 حافلة بالذكريات. وقد أبهرتني بشكل خاص مسابقة "التعرف على بحر وجزر الوطن الأم والبحرية الشعبية الفيتنامية الباسلة". أظهرت الأسئلة العميقة والإجابات الذكية للطلاب الشباب فهم جيل المستقبل ووطنيته. ثم كانت هناك أنشطة ثقافية ورياضية ، مثل مسابقات الشطرنج، أو برنامج "عرض أزياء من النفايات المعاد تدويرها" الإبداعي، الذي أظهر الوعي بحماية البيئة البحرية. قرأتُ قصائد كُتبت على عجل على سطح السفينة مع غروب الشمس، واستمعتُ إلى أغاني عن جنود البحرية تُغنى ببساطة وبحماس... هذه الأعمال، وإن لم تكن مصقولة، إلا أنها جسّدت إيمان ووطنية وطموح المندوبين في رحلة العمل المميزة هذه.
العلاقة بين المعلم والطالب بين بحر وسماء ترونغ سا
في هذه الرحلة المميزة، التقيتُ داو شوان نام مجددًا، طالبًا من الصف التاسع والستين، مدرسة ضباط الجيش الأولى. ما زلتُ أتذكر ذلك الطالب النشيط ذو التفكير الحاد، وتساءلتُ كيف تغير بعد سنوات طويلة من التدريب في البحر. نزلتُ من السفينة، بين جنود الجزيرة الأشداء، فتعرّفتُ على نام فورًا. كانت بشرته مسمرة بفعل شمس ورياح ترونغ سا، ووجهه يشعّ إصرارًا، وابتسامته لا تزال دافئة كما كانت من قبل. "معلم! أهلًا يا معلم!". سار المقدم داو شوان نام، قائد جزيرة ثوين تشاي، بسرعة، رافعًا يده للتحية وفقًا للأمر، وكان صوته مليئًا بالعاطفة. "هل هذا نام؟ يا معلم، أعرفك! ما أشدّ نضجك وثباتك!". أمسكت بيد تلميذي بإحكام، معبرًا عن فخري بطالب الماضي الذكيّ وسريع البديهة.
في غرفة القيادة البسيطة والمرتبة في جزيرة ثوين تشاي، جلستُ أنا ومعلمي. حضّر لي نام الشاي، ثم أخبرني بالوضع العام للوحدة. استمعتُ، وعيناي تلمعان فرحًا عندما رأيتُ أن تلميذي السابق أصبح قائدًا كفؤًا، يُشرف على المهام في هذه الجزيرة النائية.
قال نام: "إن المحاضرات التي ألقيتها عن الماركسية اللينينية، وعن الخط العسكري للحزب، وعن بناء الشجاعة السياسية للجنود الثوريين، نتذكرها دائمًا ونطبقها في عملنا العملي هنا، سيدي. ففي خضم الصعوبات والتحديات الكثيرة، يُمثل هذا الأساس النظري البوصلة والقوة الروحية التي تُمكّننا من الثبات، والتمسك بسلاحنا، والحفاظ بحزم على السيادة المقدسة لبحر الوطن وجزره".
أومأتُ برأسي، وشعرتُ بالدفء والفهم، إذ لم تعد المعرفة النظرية مجرد مفاهيم جامدة في الفصول الدراسية، بل أصبحت بالفعل معتقداتٍ وإرادةً وأفعالًا ملموسةً للجنود في الخطوط الأمامية. هذا اللقاء، وما رأيتُه وسمعتُه في هذه الرحلة، ساعدني على إدراك القيمة العظيمة والمقدسة لبحر الوطن وجزره بشكل أعمق، وعلى الإعجاب بشجاعة جنود البحرية في جيش فيتنام الشعبي البطل واحترامهم.
قلتُ لداو شوان نام: "برؤيتكم تُواصلون العمل بثباتٍ وتبني الجزيرة أقوى فأقوى، أشعرُ أنا وفريق العمل بفخرٍ كبير. هذه الرحلة تُساعدني على اكتساب المزيد من المواد العملية القيّمة. عند عودتي، سأواصل تعليم وتثقيف أجيالٍ من الطلاب حول ترونغ سا، وحول الجنود أمثالكم، حتى يتمكن الجيل الشاب - جيل المستقبل - من فهم وطنهم وبلدهم بشكل أفضل، وأن يكونوا أكثر وعيًا بمسؤوليات ضباط المستقبل".
مع غروب الشمس تدريجيًا، حان وقت مغادرة السفينة ميناء ثوين تشاي. بقيت صورة المقدم داو شوان نام ورفاقه وهم يلوحون مودعين من الجزيرة في ذاكرتي. انتهت الرحلة، لكن روح ترونغ سا، وصورة منصة DK1، وصورة جنود البحرية وهم شامخون في عرض المحيط، لا تزال عالقة في ذهني. لم تكن هذه رحلة عمل فحسب، بل كانت أيضًا رحلة نابعة من القلب، تُنمّي حب الوطن. ستبقى ترونغ سا، منصة DK1، رمزًا مقدسًا إلى الأبد، مكانًا يلجأ إليه كل جندي بكل فخر ومسؤولية.
العقيد لي إنجوك خوين، محاضر في مدرسة ضباط الجيش 1
المصدر: https://www.qdnd.vn/phong-su-dieu-tra/phong-su/den-truong-sa-them-men-yeu-to-quoc-835354
تعليق (0)