ويعد هذا مشروعًا علميًا قابلًا للتطبيق بدرجة كبيرة، إذ يساهم في تحسين القدرة على توطين مواد جديدة في العديد من المجالات الرئيسية مثل الدفاع الوطني وحماية البيئة وحفظ الأغذية.
الابتكار التكنولوجي - توسيع التطبيقات
وقال رئيس مشروع البحث، الأستاذ نجوين با مانه، إن فريق البحث نجح، باستخدام التكنولوجيا الجديدة التي تستخدم طريقة المعالجة الحرارية المائية بالميكروويف، في تقليص وقت التركيب بشكل كبير إلى 5-30 دقيقة فقط، وخفض درجة حرارة التفاعل إلى حوالي 80-100 درجة مئوية، واستخدام مذيب مائي صديق للبيئة.
صرح السيد نجوين با مانه بأن مفاعل الميكروويف يتميز بهيكل بسيط وحجم صغير وسهولة تشغيل، ولا يتطلب تكاليف استثمارية كبيرة. وبفضل هذه الميزة، يُمكن تطبيق هذه التقنية بمرونة في العديد من مرافق البحث والإنتاج المحلية. واستنادًا إلى هذه التقنية، نجح الفريق في تصنيع 14 نظامًا من المواد الخام المتوفرة في فيتنام. تتميز هذه المواد الجديدة بالقدرة على امتصاص العديد من الملوثات السامة وتحللها بسرعة، مثل الجسيمات البلاستيكية الدقيقة في البيئة المائية، والغازات السامة مثل كبريتيد الهيدروجين (H₂S)، وثاني أكسيد الكربون (CO₂)، بالإضافة إلى المركبات التي تُحاكي عوامل الأعصاب، والتي تُعتبر من أخطر الملوثات في الحرب الكيميائية والبيولوجية.
أظهرت نتائج الاختبارات العملية في نهر تو ليش، والبحيرة الغربية، والنهر الأحمر، وبحيرة هوان كيم (هانوي) أن المادة الجديدة قادرة على امتصاص جميع الجسيمات البلاستيكية الدقيقة تقريبًا في غضون 45 دقيقة فقط. وفي قطاع الدفاع، تتميز هذه المادة بسرعة معالجة مُحاكيات غاز الأعصاب بما يتراوح بين 10 و120 مرة أسرع من المواد المستوردة. ويجري حاليًا استخدام هذه التقنية في الدفعة الأولى من الإنتاج التجريبي في سلاح الكيمياء ( وزارة الدفاع الوطني )، بهدف خدمة الوحدات القتالية، والمساهمة في تعزيز الاستقلالية التكنولوجية في قطاع الدفاع.
علاوة على ذلك، أثبتت المادة الجديدة فعاليتها في معالجة الانبعاثات الصناعية، مما يُسهم في التخلص من مركبات الكبريت السامة التي تُنتج غالبًا في محطات الطاقة الحرارية والمنشآت الكيميائية. وبفضل ذلك، لا تُسهم هذه التقنية في خفض انبعاثات غازات الاحتباس الحراري وتحسين جودة الهواء في المناطق الحضرية فحسب، بل تُمهد الطريق أيضًا نحو تنمية صناعية خضراء ومستدامة وصديقة للبيئة.
القرار 57 - رافعة لنقل التكنولوجيا
وبحسب الأستاذ نجوين با مانه، فإن أحد العوامل الرئيسية التي ساعدت في تنفيذ المشروع بسلاسة وسرعة الخروج من إطار البحث هو بفضل الدعم من السياسات الرئيسية للحزب والدولة في الآونة الأخيرة، وخاصة القرار رقم 57-NQ/TW المؤرخ 22 ديسمبر 2024 الصادر عن المكتب السياسي بشأن الاختراقات في تطوير العلوم والتكنولوجيا والابتكار والتحول الرقمي الوطني.
أكد الأستاذ نجوين با مانه أنه بعد صدور القرار رقم 57، طُبّقت سياسات محددة عديدة لتنسيق التوجهات وتهيئة ظروف أكثر ملاءمة للعلماء، وخاصةً الشباب منهم. وعلى وجه الخصوص، أصدرت وزارة العلوم والتكنولوجيا التعميم رقم 10 بتاريخ 30 ديسمبر 2024، الذي زاد من دعم العلماء الموهوبين لتسجيل مواضيع بحثية في الصندوق الوطني لتطوير العلوم والتكنولوجيا. كما ينص المرسوم رقم 193/2025/ND-CP الصادر عن الجمعية الوطنية بتاريخ 19 فبراير 2025 على سياسات محددة لتعزيز تطوير العلوم والتكنولوجيا والابتكار والتحول الرقمي الوطني.
أشار الأستاذ نجوين با مانه: من الواضح أن الدولة تُولي أولويةً واضحةً لتطوير العلوم والتكنولوجيا، ليس فقط من خلال التوجه الاستراتيجي، بل أيضًا من خلال مصادر استثمارية قوية وسياسات عملية محددة. ومن النقاط المهمة في السياسات الجديدة تشجيع وتعزيز العلاقة بين الجهات الثلاث: الدولة والعلماء وقطاع الأعمال. وهذا هو الأساس الذي يُمكّن المشاريع البحثية من توفير الظروف المناسبة لتطبيقها على أرض الواقع مبكرًا.
ومن هذا المنطلق، يعتقد الأستاذ نجوين با مانه أن القرار رقم 57 والسياسات المصاحبة له لا تعمل على توسيع مساحة التنمية للعلماء فحسب، بل تخلق أيضًا فرصة عظيمة خاصة للباحثين الشباب، مما يخلق دافعًا قويًا للابتكار المرتبط بالتطبيق العملي.
المصدر: https://doanhnghiepvn.vn/cong-nghe/cong-nghe-vi-song-huong-di-moi-cho-san-xuat-vat-lieu-sach/20250616063005223
تعليق (0)