أثار اقتراح وزارة التربية والتعليم والتدريب بتصنيف معلمي رياض الأطفال ضمن المهن الشاقة والخطرة جدلاً واسعاً. وتباينت الآراء حول هذه القضية، إلا أن غالبية خبراء التعليم يرون ضرورة هذا الاقتراح.
ما مدى صعوبتها وسُميتها؟
أكد وزير التعليم والتدريب، نجوين كيم سون، أن التعليم ما قبل المدرسي هو المرحلة الأولى من التعليم في النظام التعليمي الوطني، وله دورٌ بالغ الأهمية في بناء شخصية الطفل وتطورها الشامل. لذلك، ينبغي إيلاء اهتمام خاص لهيئة التدريس في مرحلة ما قبل المدرسة، وتهيئة جميع الظروف التي تمكّنهم من العمل براحة بال وتفانٍ.
كما نفذ قطاع التعليم العديد من الحلول، لكن يبدو أن هذه الجهود غير كافية لـ"سحب" 16 ألف معلم من ترك وظائفهم في عام 2022، ومن بينهم ما يصل إلى 40% من معلمي رياض الأطفال.
يقترب العام الدراسي الجديد ٢٠٢٣-٢٠٢٤، لكن نقص معلمي رياض الأطفال في العديد من المناطق لا يزال يُشكل ضغطًا كبيرًا. لذلك، هذه الفئة هي التي تحتاج إلى عناية فائقة من حيث النظام والسياسات وظروف العمل.
يتوجب على معلمي ما قبل المدرسة رعاية الأطفال بكثافة عالية لفترات طويلة. الصورة: خان ها |
رغم العمل في بيئة لا تصل فيها الأمطار إلى الوجه، ولا تصل فيها الشمس إلى الرأس، ولا تحتوي على مواد كيميائية سامة، يعتقد الكثيرون أن عمل معلمة رياض الأطفال يتطلب ضغطًا كبيرًا وراتبًا منخفضًا. إذ يتعين عليها رعاية الأطفال الصغار، وهي وظيفة تتطلب الصبر والدقة والدقة، والعمل لساعات طويلة وبكثافة عالية. كما يتعين على معلمات رياض الأطفال العمل في بيئة صاخبة بسبب فرط نشاط الأطفال وبكائهم، ويتعرضن لنفايات الأطفال، بل ويعانين من كثرة البكتيريا والفيروسات، مما يؤدي إلى إصابة الأطفال بالأمراض.
يتعرضون، على وجه الخصوص، لضغوط شديدة تتعلق بسلامة الأطفال وصحتهم، مما يؤثر بشكل مباشر على الصحة النفسية والجسدية لمعلمي رياض الأطفال.
وفقًا لمسح أجرته وزارة التعليم والتدريب، يبلغ متوسط راتب معلم/معلمة رياض الأطفال في فيتنام حاليًا حوالي 5 ملايين دونج شهريًا. إلا أن هذا الراتب يعتمد على عوامل عديدة، مثل الأقدمية والمؤهلات المهنية والمنصب.
أعرب الأستاذ المشارك الدكتور تران شوان نهي، نائب وزير التعليم والتدريب السابق، عن موافقته على اقتراح النظر في وضع معلمي رياض الأطفال في مجموعة المهن الشاقة والخطرة، وحلل قائلاً: "يتميز معلمو رياض الأطفال بخصائصهم الخاصة مقارنة بمستويات التعليم الأخرى. إنهم هم الذين يساعدون الأطفال على النمو جسديًا وعقليًا وفكريًا وتشكيل شخصياتهم في السنوات الأولى من حياتهم. إن وضع المعلمين الذين يستقيلون على نطاق واسع يرجع إلى عدم الاعتراف بعملهم بشكل صحيح. يساعد وضع معلمي رياض الأطفال في مجموعة المهن الخطرة على فهم أن المجتمع يفهم عملهم ويهتم به؛ وفي الوقت نفسه، هناك معاملة متناسبة مع الجهد الذي يبذلونه، مما يساهم في تحسين نوعية حياة معلمي رياض الأطفال ومساعدتهم على الشعور بالأمان في عملهم وتفانيهم، خاصة في السياق الحالي للعديد من المعلمين "المغادرين" للبحث عن وظائف أخرى ".
ينبغي أن يكون هناك نظام مخصص خاص.
مهنة معلم/ة رياض الأطفال مهنة نبيلة ومحترمة. وإذا قارنّاها أو صنّفناها ضمن فئة المهن الضارة والشاقة، بهدف منحها بدلات شاقة وخطرة، فسيبدو ذلك غير منطقي. وتشير آراء كثيرة إلى أن تصنيف معلم/ة رياض الأطفال ضمن فئة المهن الضارة والشاقة لن يحل الصعوبات التي يواجهها المعلمون/ات. بل على الحكومة أن تضع سياسات لدعم معلمي/معلمات رياض الأطفال من حيث الرواتب والمزايا وظروف العمل.
أعربت الدكتورة نجوين تي فيت نغا، نائبة رئيس وفد الجمعية الوطنية لمقاطعة هاي دونغ، عن تعاطفها مع معلمات رياض الأطفال، قائلةً: "تتحمل معلمات رياض الأطفال مسؤوليةً شاقةً نسبيًا. ففيما يتعلق بساعات العمل، يتعين عليهن الذهاب إلى العمل مبكرًا والعودة إلى المنزل متأخرًا عن معلمات المراحل الدراسية الأخرى. كما يواجهن ضغوطًا كبيرة، ولا يُسمح لهن بارتكاب أي أخطاء، لأن ذلك سيؤثر على صحة الأطفال وحياتهم".
ومع ذلك، قالت مندوبة الجمعية الوطنية نجوين ثي فيت نجا إن عمل معلمي ما قبل المدرسة لا يتناسب مع مفهوم "الصعب" و"السام".
برأيي، عمل معلمة رياض الأطفال عمل شاق، وليس عملاً "شاقًا"، لأن العمل "الشاق" يشير أساسًا إلى العمل اليدوي الذي يتطلب قوة كبيرة. علاوة على ذلك، فإن بيئة عمل معلمة رياض الأطفال ليست بيئة سامة مقارنةً بالمهن الأخرى المصنفة حاليًا على أنها شاقة وسامّة..."، هذا ما حللته المندوبة نغوين ثي فيت نغا.
الدكتورة نغوين ثي فيت نغا، نائبة رئيس وفد الجمعية الوطنية لمقاطعة هاي دونغ. الصورة: quochoi.vn |
وفقًا لهذا المفهوم، تُعرّف بيئة العمل السامة بأنها أماكن العمل التي تؤثر سلبًا على صحة الإنسان، أو بيئة غير صحية تُشعر العاملين بالخوف، وتؤثر سلبًا على صحتهم النفسية على المدى الطويل بعد فترة عمل طويلة. وبالمقارنة مع المهن الأخرى المصنفة حاليًا على أنها سامة، يعمل معلمو رياض الأطفال حاليًا في بيئة جيدة نسبيًا عند توفير البنية التحتية اللازمة.
ولهذا السبب، قالت المندوبة نجوين ثي فيت نجا إن وزارة التعليم والتدريب يجب أن تراجع وتنسق مع وزارة المالية ووزارة الداخلية لتقديم المشورة للحكومة للتوصل إلى نظام مخصص محدد لمعلمي ما قبل المدرسة أو إيجاد طريقة لحساب ذلك حتى يتمكنوا من التمتع بالفوائد.
"على سبيل المثال، فيما يتعلق بساعات العمل، لماذا لا نقوم بحساب ساعات العمل الإضافية لمعلمات ما قبل المدرسة بدلاً من تصنيفهن كمهن ثقيلة وسامة؟"، اقترحت المندوبة.
بالإضافة إلى ذلك، تعتقد العديد من الآراء الأخرى أيضًا أن هناك العديد من الطرق لدعم معلمي ما قبل المدرسة للحصول على أجر معيشي، مثل: زيادة الرواتب، وتوفير أنظمة رعاية اجتماعية جيدة، وبناء بيئة عمل جيدة لمعلمي ما قبل المدرسة... إن الاقتراح بوضع معلمي ما قبل المدرسة في مجموعة المهن الثقيلة والسامة هو قضية تحتاج إلى دراسة متأنية وعلمية، بناءً على عوامل مثل طبيعة عملهم ورواتبهم ومزاياهم، بالإضافة إلى تأثير وضعهم في هذه المجموعة من المهن على المجتمع.
المقالة والصور: تران هواي - ثو ها
*يرجى زيارة قسم تعليم العلوم لمشاهدة الأخبار والمقالات ذات الصلة.
[إعلان 2]
مصدر
تعليق (0)