نظرة عامة على قمة رابطة دول جنوب شرق آسيا ومجلس التعاون الخليجي. (المصدر: وكالة الأنباء الفيتنامية) |
هل يمكنكم أن تخبرونا عن أهمية رحلة العمل التي قام بها رئيس الوزراء فام مينه تشينه لحضور القمة الأولى لرابطة دول جنوب شرق آسيا ومجلس التعاون الخليجي وزيارة المملكة العربية السعودية؟
أولاً، أود أن أؤكد أن رحلة العمل التي قام بها رئيس الوزراء فام مينه تشينه لحضور قمة الآسيان - مجلس التعاون الخليجي وزيارة المملكة العربية السعودية كانت ناجحة للغاية، حيث حققت وتجاوزت الأهداف المحددة، بهدف التنفيذ الفعال للسياسة الخارجية للمؤتمر الوطني الثالث عشر للحزب، والتي تؤكد على التعزيز الاستباقي للعلاقات مع الدول الأخرى وإيجاد اتجاهات جديدة لتوسيع التعاون الاقتصادي من أجل التنمية المستدامة، مع تعزيز الدور الأساسي لفيتنام في المنتديات والآليات المتعددة الأطراف الإقليمية والعالمية.
وفيما يتعلق بقمة الآسيان ومجلس التعاون الخليجي، فهذه هي المرة الأولى منذ إقامة العلاقات في عام 1990 التي يجتمع فيها قادة الآسيان مع قادة دول مجلس التعاون الخليجي، مما يمثل علامة فارقة تاريخية في العلاقات الثنائية ويضيف زخماً جديداً لتعاون الآسيان ومجلس التعاون الخليجي من أجل السلام والاستقرار والازدهار في المنطقتين والعالم.
تتمتع قمة الآسيان ومجلس التعاون الخليجي بأهمية خاصة وحققت أهدافها المنشودة من خلال العديد من النتائج المهمة.
أولا، أكد الجانبان احترامهما لدور ومكانة كل منهما، والالتزام بتعزيز وتعميق العلاقات والتعاون المتساوي والمفيد للطرفين؛ والتخطيط لتنظيم اجتماعات قمة رابطة دول جنوب شرق آسيا ومجلس التعاون الخليجي بشكل دوري كل عامين.
ثانيًا، أكدت رابطة دول جنوب شرق آسيا (آسيان) ومجلس التعاون الخليجي على ضرورة الاستغلال الأمثل لمجالات التعاون المتاحة وإمكانياتها بين الجانبين، واتفقا على تنسيق وتعزيز التعاون في المجالات السياسية والأمنية، والاقتصادية، والثقافية والاجتماعية، والتعاون التنموي. وتشمل بعض المجالات ذات الأولوية التجارة، والاستثمار، وضمان سلسلة التوريد، والترابط، والتعاون البحري، وأمن الطاقة، والغذاء، وصناعة الحلال، والابتكار، والثقافة، والسياحة، والعمل، ومواجهة تغير المناخ، والتحول في مجال الطاقة، والتنمية الخضراء، وغيرها.
ثالثا، اتفق الجانبان على تعزيز التعاون المتعدد الأطراف، وتعزيز الحوار والتعاون، وبناء الثقة، واحترام سيادة القانون، واحترام الاستقلال والسيادة والسلامة الإقليمية وعدم التدخل في شؤون بعضهما البعض، والتعاون في حل التحديات الإقليمية والعالمية، والمساهمة بشكل فعال في السلام والأمن والاستقرار والتنمية المستدامة.
أعربت الدول عن قلقها إزاء التطورات الأخيرة في قطاع غزة، ودعت جميع الأطراف إلى وقف إطلاق النار فورًا، ووقف استخدام القوة، واحترام القانون الإنساني الدولي، واستئناف المفاوضات، وحل الخلافات بالوسائل السلمية، استنادًا إلى القانون الدولي وقرارات الأمم المتحدة ذات الصلة. وفي ختام المؤتمر، اعتمد قادة رابطة دول جنوب شرق آسيا (آسيان) ومجلس التعاون الخليجي بيانًا مشتركًا، حدد فيه توجهات تطوير وتعزيز العلاقات بين رابطة دول جنوب شرق آسيا ومجلس التعاون الخليجي في المرحلة المقبلة.
وفيما يتعلق بالعلاقات مع المملكة العربية السعودية ودول الخليج، تعد هذه الزيارة إلى السعودية أول رحلة عمل يقوم بها رئيس وزراء فيتنامي، مما يشكل أرضية مهمة للبلدين لتعزيز الثقة السياسية وفتح فرص جديدة للتعاون.
في الوقت نفسه، تُعدّ هذه فرصةً لتعزيز العلاقات مع جميع دول الخليج، وهي منطقةٌ يبلغ ناتجها المحلي الإجمالي 2200 مليار دولار أمريكي، وإذا ما اعتُبرت اقتصادًا واحدًا، فستحتل المرتبة الثامنة عالميًا. وقد أحدثت زيارة رئيس الوزراء فام مينه تشينه نقلةً نوعيةً في البحث عن فرص تعاون جديدة، وتوسيع سوق السلع والخدمات الفيتنامية في المملكة العربية السعودية وسوق دول مجلس التعاون الخليجي، لا سيما في جذب رؤوس الأموال الاستثمارية، وتوسيع التجارة، وتحويل الطاقة، والنمو المستدام، وتوفير العمالة الماهرة، وتطوير صناعة الحلال، وتصدير المنتجات الزراعية والمائية، والسياحة.
رئيس الوزراء فام مينه تشينه يجري محادثات مع رئيس الوزراء وولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان. (المصدر: وكالة الأنباء الفيتنامية) |
هل يمكنكم أن تحدثونا عن أنشطة ونتائج الزيارة العملية الأخيرة لرئيس الوزراء؟
مهدت زيارة رئيس الوزراء إلى المملكة العربية السعودية الطريق لفرص تعاون جديدة بين فيتنام والمملكة العربية السعودية بشكل خاص، ودول مجلس التعاون الخليجي بشكل عام. وخلال زيارته التي استمرت يومين، أجرى رئيس الوزراء 20 نشاطًا متنوعًا في محتواه وأشكاله، محققًا نتائج ملموسة في جميع المجالات.
شارك الوفد الفيتنامي بفعالية ومبادرة، مساهمًا مساهمات مهمة ومسؤولة في نجاح القمة الأولى لرابطة دول جنوب شرق آسيا ومجلس التعاون الخليجي. وخلال القمة، ألقى رئيس الوزراء كلمة مهمة، سلّط فيها الضوء على أهمية القمة، معربًا عن آمال كبيرة في أن يتعاون الجانبان للارتقاء بالعلاقة إلى آفاق جديدة من السلام والتعاون والتنمية المتبادلة.
وجه رئيس الوزراء فام مينه تشينه رسالة واضحة إلى المؤتمر: إن رابطة دول جنوب شرق آسيا ومجلس التعاون الخليجي بحاجة إلى التصميم السياسي والتكيف الديناميكي وتعزيز الاعتماد على الذات وإمكانات التعاون الكبيرة وإطلاق العنان لموارد التنمية وطرح أفكار رائدة وتنفيذ إجراءات محددة لتحقيق اختراق قوي حقيقي وتصبح نقطة مضيئة في التعاون الإقليمي والعالمي.
واقترح رئيس الوزراء: (أ) أن تعمل رابطة دول جنوب شرق آسيا ومجلس التعاون الخليجي معًا على خلق ظروف أكثر ملاءمة للاقتصاد والتجارة والاستثمار لتصبح الركائز الأساسية والقوة الدافعة التي تربط المنطقتين وتكمل بعضها البعض من أجل التنمية المتبادلة؛ (ب) من الضروري إضفاء الطابع المؤسسي السريع على التعاون بين رابطة دول جنوب شرق آسيا ومجلس التعاون الخليجي من خلال آليات تعاون منتظمة وجوهرية وفعالة في كل مجال محدد لتحقيق التزامات كبار القادة من كلا الجانبين؛ (ج) تعزيز التعاون المتعدد الأطراف للحفاظ بشكل مشترك على بيئة سلمية ومستقرة للتنمية.
استقبل مسؤولون وموظفو السفارة والجالية الفيتنامية في المملكة العربية السعودية رئيس الوزراء فام مينه تشينه. (المصدر: وكالة الأنباء الفيتنامية) |
بالنسبة للمملكة العربية السعودية، تُعد هذه الزيارة الأولى لزعيم فيتنامي رفيع المستوى منذ 13 عامًا، وهي ذات أهمية بالغة، إذ تهدف إلى تمهيد الطريق، والبحث عن فرص التعاون بين فيتنام والمملكة العربية السعودية، وكذلك دول منطقة الخليج، والاستفادة منها. وخلال محادثاتنا مع ولي العهد ورئيس الوزراء السعودي، والاجتماعات الثنائية مع قادة دول مجلس التعاون الخليجي، أبدينا عزمنا على تعزيز التعاون مع هذه الدول بشكل أعمق وأكثر جوهرية وفعالية.
خلال النقاش، أعربت جميع الدول عن تقديرها الكبير لدور فيتنام ومكانتها، ودورها القيادي، وآفاق التنمية المستقبلية للاقتصاد الفيتنامي. وكما أشار خادم الحرمين الشريفين، أعربت الدول عن رغبتها في دعم مستقبل فيتنام المشرق، وتحويل إعجابها بفيتنام إلى تعاون ملموس في المستقبل.
أكد أمير قطر أن التعاون مع فيتنام لا حدود له، وأنه سيعمل على إزالة جميع العوائق والعقبات لتعزيز التعاون بين الجانبين في المرحلة المقبلة. وترى الدولتان أن هناك مجالًا واسعًا للتعاون مع فيتنام، وأن فيتنام قادرة على فتح أبوابها لجذب استثمارات كبيرة، وتعزيز التعاون في المجالات التقليدية، والتوسع في مجالات جديدة مثل التحول الرقمي، والتحول الأخضر، وتحويل الطاقة، والتعاون في مواجهة تغير المناخ، وغيرها من المجالات المتنوعة.
أعربت الدولتان أيضًا عن استعدادهما للتبادل وتعزيز التجارة وفتح أسواق للمنتجات الزراعية والمائية الفيتنامية، وخاصةً تطوير صناعة الحلال، مما يفتح آفاقًا جديدة للصناعة الزراعية والغذائية الفيتنامية. كما يكتسب مجال التعاون في مجال العمالة أهمية بالغة، بما في ذلك إرسال عمالة فيتنامية ماهرة للمشاركة في المشاريع الكبرى في المملكة العربية السعودية ودول الخليج. وأخيرًا، تعزيز التعاون في مجال السياحة، وتعزيز التواصل، والتبادل الثقافي، والتبادلات الشعبية بين فيتنام ودول الخليج.
نائب وزير الخارجية دو هونغ فيت. (صورة: نجوين هونغ) |
بهدف فتح آفاق الاستثمار أمام فيتنام، التزم صندوق الاستثمارات العامة السعودي، الذي تبلغ قيمته 620 مليار دولار أمريكي، بتخصيص المزيد من الموارد لمشاريع تطوير البنية التحتية الكبرى في فيتنام. وقد أكدت العديد من الشركات السعودية الكبرى أنها ستدرس توسيع أنشطتها الاستثمارية في فيتنام في مجالات مثل الصلب، والصلب المُصنّع مسبقًا، وتجارة التجزئة، والزراعة، والطاقة النظيفة، وتأمل في توسيع شبكات أعمالها لتشمل دول رابطة دول جنوب شرق آسيا (آسيان) عبر فيتنام.
وبمناسبة الزيارة، إلى جانب التنظيم الناجح لمنتدى الأعمال الفيتنامي السعودي، وقع الجانبان أيضًا خمس وثائق تعاون في مجالات العدالة والدبلوماسية والوقاية من الجريمة والسياحة وتعزيز التجارة، وبالتالي استكمال الإطار القانوني وظروف التعاون المواتية للبلدين في الفترة المقبلة.
[إعلان 2]
مصدر
تعليق (0)