الرئيس لونغ كونغ يلقي خطابًا سياسيًا في الجمعية الوطنية الأنغولية (الصورة: شوان كي)
وكان عنوان خطاب الرئيس "رفع العلاقات بين فيتنام وأنجولا إلى آفاق جديدة، لتصبح جسراً لتعزيز السلام والتعاون والتنمية المستدامة في جنوب شرق آسيا وأفريقيا".
وفي كلمتها في افتتاح الدورة، أعربت رئيسة الجمعية الوطنية الأنغولية كارولينا سيركويرا عن شرفها بالترحيب بالرئيس لونغ كونغ على رأس وفد فيتنامي رفيع المستوى في زيارة دولة لجمهورية أنغولا؛ مؤكدة أن وجود الرئيس والوفد في مقر الجمعية الوطنية الأنغولية هو شرف وشهادة على الصداقة والتضامن والتعاون والتنمية بين البلدين.
وفي معرض تقديمها لهيكل الجمعية الوطنية الأنغولية أمام الرئيس والوفد الفيتنامي، أكدت السيدة كارولينا سيركويرا أن هذا هو تأكيد على وجود دولة ديمقراطية يسودها القانون، وتمثل إرادة الشعب الأنغولي.
وفي حديثها عن أوجه التشابه في تاريخ النضال من أجل الاستقلال وبناء الأمة بين فيتنام وأنجولا، أكدت رئيسة الجمعية الوطنية كارولينا سيركويرا أن شجاعة فيتنام وقدرتها على الصمود هي مصدر إلهام وتشجيع للشعب الأنجولي للسعي إلى النهوض بعملية التنمية.
الرئيس يستقبل مسؤولي الجمعية الوطنية الأنغولية (صورة: شوان كي)
أعرب رئيس الجمعية الوطنية الأنغولية عن تقديره العميق للمشاعر والدعم والمساعدة الصادقة التي قدمتها فيتنام لأنغولا على مر التاريخ منذ إقامة العلاقات الدبلوماسية قبل نصف قرن، لا سيما في مجالات الصحة والتعليم والزراعة. وقد ساهم العديد من الخبراء الفيتناميين في دعم أنغولا في المجالات التي لا تزال تعاني من محدودية الدعم، كما هيأوا الظروف المناسبة للعديد من الطلاب الأنغوليين للدراسة في فيتنام، وقدموا مساهمات كبيرة في تنمية البلاد.
وأكدت السيدة كارولينا سيركويرا أن أنجولا وفيتنام تقفان دائمًا جنبًا إلى جنب وتتقاسمان في العديد من مجالات التنمية على أساس الثقة السياسية ونحو مصالح شعبي البلدين؛ وفي الوقت نفسه، فهي تعتقد أن تاريخ التضامن والصداقة هو أصل مشترك يحتاج الجانبان إلى مواصلة تعميقه.
وقال رئيس الجمعية الوطنية الأنغولية إن الجانبين يجب أن ينشئا قريبا جمعية الصداقة البرلمانية، وبالتالي تعزيز التعاون وتبادل الخبرات التشريعية بين برلمانيي البلدين، فضلا عن المساهمة في تعزيز الصداقة بين البلدين والتضامن بين الشعبين.
وفي سياق الوضع العالمي المعقد الحالي، تأمل السيدة كارولينا سيركويرا أن تتمكن أنجولا من التعاون مع فيتنام والمساهمة في القضايا العالمية الرئيسية، والعمل كجسر يربط بين المنظمات الإقليمية التي تعد الدولتان عضوين فيها، والمساهمة مع حكومتي البلدين في إتقان آليات التعاون الثنائي.
وفي كلمته أمام جمهور كبير من مندوبي الجمعية الوطنية الأنغولية، نقل الرئيس لونغ كونغ تحيات الأمين العام تو لام وقادة الحزب والدولة والشعب في فيتنام إلى مندوبي الجمعية الوطنية الأنغولية والشعب.
قال الرئيس إنه على الرغم من التباعد الجغرافي بين فيتنام وأنغولا، إلا أنهما تشتركان في الروح الوطنية. ويتشارك البلدان ذكريات بطولية عن النضال من أجل الاستقلال والحرية. فور إعلان أنغولا استقلالها في 11 نوفمبر/تشرين الثاني 1975، أصبحت فيتنام ثاني دولة في العالم تُقيم علاقات دبلوماسية رسمية مع أنغولا، وبعد نصف قرن بالضبط، تشهد الصداقة التقليدية بين البلدين نموًا مطردًا.
الرئيس لونغ كونغ يلقي خطابًا سياسيًا في الجمعية الوطنية الأنغولية (تصوير شوان كي)
وأكد الرئيس أن هذه الزيارة الرسمية إلى أنجولا تؤكد مرة أخرى أهمية فيتنام في علاقاتها مع أنجولا؛ وترغب في نقل العلاقات بين فيتنام وأنجولا إلى مرحلة جديدة من السياسة العميقة والاقتصاد الأقوى والتبادلات الشعبية الأكثر انفتاحًا؛ وترغب في جعل العلاقة مع أنجولا، الشريك الموثوق الرائد لفيتنام في أفريقيا، نموذجًا لمزيد من تعزيز التعاون المتعدد الأوجه بين فيتنام والدول الأفريقية الشقيقة.
وأشاد الرئيس بالدور المتنامي لأنجولا ومكانتها في المنطقة والساحة الدولية، وأعرب عن اعتقاده بأن أنجولا ستواصل، من خلال مسؤوليتها في رئاسة الاتحاد الأفريقي في عام 2025، قيادة والمساهمة في العديد من المبادرات من أجل السلام والتعاون والتنمية في المنطقة والعالم.
في معرض حديثه عن الوضع العالمي، قال الرئيس إن العالم يواجه تغيرات تاريخية؛ فهو يتحول بسرعة نحو التعددية القطبية والمراكز والطبقات. ولا يزال السلام والتعاون والتنمية يمثلان التوجهات الرئيسية والتطلعات المشتركة لجميع الدول، إلا أنهما لا يزالان يواجهان تحديات عديدة. تواجه آسيا وأفريقيا العديد من الصراعات وبؤر التوتر المحتملة، وتتأثران أيضًا بالتنافس الجيوستراتيجي بين القوى الكبرى. وتواجه المنطقتان تحديات خطيرة في الأمن المائي والأمن الغذائي، قد تهدد بتقويض إنجازات التنمية التي تحققت بشق الأنفس. لذا، يُعد السلام رغبة ملحة وشرطًا أساسيًا للتنمية.
في ظلّ الظروف الراهنة المعقدة، أكد الرئيس على ضرورة تضافر جهود فيتنام وأنغولا، بصداقتهما التقليدية، لتعزيز التعاون فيما بين بلدان الجنوب، والمساهمة مساهمة فعّالة في بناء نظام اقتصادي وسياسي عالمي عادل ومتساوٍ، قائم على القانون الدولي. ويتعيّن على البلدين مواصلة التعاون الوثيق، ودعم القيم والحفاظ على السلام، وصون الاستقلال والسيادة، وتعزيز التضامن والتعاون الدولي الشامل والعميق بروح من حسن النية والمساواة والاحترام المتبادل، متخذين ميثاق الأمم المتحدة والقانون الدولي مرجعًا للتفكير والعمل.
الرئيس لونغ كونغ يلقي خطابًا سياسيًا في الجمعية الوطنية الأنغولية (الصورة: شوان كي)
في هذه المناسبة، تحدث الرئيس عن الإنجازات البارزة التي حققتها فيتنام بعد ما يقرب من 40 عامًا من دوي موي. من بلد فقير يعاني من نقص الغذاء، أصبحت فيتنام الآن مصدرًا رائدًا للأرز، من بين أكبر 32 اقتصادًا وأكبر 20 دولة تجارية في العالم، بعد أن وقعت 17 اتفاقية تجارة حرة تربط فيتنام بـ 60 اقتصادًا مهمًا في العالم. مع نظام سياسي مستقر ومجتمع آمن، تعد فيتنام وجهة جذابة للمستثمرين الدوليين. حققت الشؤون الخارجية والتكامل الدولي العديد من الإنجازات البارزة. حتى الآن، أقامت فيتنام علاقات دبلوماسية مع 194 دولة؛ وأنشأت إطارًا للشراكات الاستراتيجية الشاملة والشراكات الاستراتيجية والشراكات الشاملة مع 37 دولة؛ وهي عضو فعال في أكثر من 70 منظمة دولية. كما أن للحزب الشيوعي الفيتنامي علاقات مع 259 حزبًا سياسيًا في 119 دولة حول العالم. وللجمعية الوطنية الفيتنامية علاقات مع أكثر من 140 جمعية وطنية وبرلمانًا حول العالم، بما في ذلك علاقات تعاون جيدة مع الجمعية الوطنية لجمهورية أنغولا.
أكد الرئيس على هدف الحزب والدولة في فيتنام بأن تصبح دولة نامية ذات صناعة حديثة ومتوسط دخل مرتفع بحلول عام 2030، ودولة متقدمة ذات دخل مرتفع بحلول عام 2045. ولتحقيق هذا الهدف، عازمة فيتنام على تحقيق ثلاثة إنجازات استراتيجية في المؤسسات والموارد البشرية عالية الجودة والبنية التحتية الحديثة، مع تعزيز تنفيذ "الركائز الأربع" للمساهمة في إدخال البلاد بقوة في عصر جديد، عصر السعي لتحقيق التنمية والازدهار والحضارة وازدهار الشعب الفيتنامي.
فيما يتعلق برؤية العلاقات الفيتنامية الأنغولية في المرحلة المقبلة، أكد الرئيس أن فيتنام تولي، في سياستها الخارجية الشاملة، أهميةً بالغة وترغب في تعزيز التعاون الشامل مع المنطقة الأفريقية، وخاصةً مع أنغولا، الصديق والرفيق والأخ الوفي. وترغب فيتنام في تعزيز التعاون مع أنغولا، وبناء "شراكة تعاونية من أجل التنمية المتبادلة"، وجعل العلاقة بين فيتنام وأنغولا نموذجًا للتعاون بين بلدان الجنوب.
ولفتح فصل جديد في العلاقة بين الجانبين، اقترح الرئيس "خمسة تعزيزات" لتوجيه التعاون بين فيتنام وأنجولا في الفترة المقبلة:
أولاً، تعزيز الثقة السياسية، وترسيخ أسس العلاقات السياسية المتميزة بين فيتنام وأنغولا، بالإضافة إلى التضامن والتقارب بين البلدين والشعبين، لخلق زخم جديد للتعاون في جميع المجالات، والارتقاء بالعلاقات بينهما إلى مستوى جديد. وفي الوقت نفسه، ترغب فيتنام في تعزيز وتجديد آليات التعاون السياسي والدبلوماسي والدفاعي والأمني بين الجانبين، بما في ذلك التعاون البرلماني؛ ومن الضروري مواصلة تعزيز الدور المحوري، وتعميق العلاقة بين الحزبين الحاكمين.
الرئيس لونغ كونغ ورئيسة الجمعية الوطنية الأنغولية، السيدة كارولينا سيركويرا (الصورة: شوان كي)
ثانيًا، تعزيز التعاون الاقتصادي والتجاري والاستثماري بما يتناسب مع العلاقات السياسية الجيدة وإمكانيات كل دولة ونقاط قوتها. فيتنام وأنغولا اقتصادان ناميان في المنطقتين. العديد من الشركات الفيتنامية في مجالات الاتصالات والزراعة والنفط والغاز والتعدين وغيرها موجودة وتعمل بفعالية في عدد من الدول الأفريقية. نأمل أن تهيئ الحكومة الأنغولية والجمعية الوطنية ظروفًا مواتية للشركات الفيتنامية لزيادة استثماراتها وأعمالها، مما يُسهم في تعزيز التنمية الاقتصادية في أنغولا ويدعم العلاقات بين البلدين.
ثالثا، تعزيز التبادلات بين الناس، إرساء أسس مستدامة للعلاقات بين البلدين. وبهذه المناسبة، أعرب الرئيس عن امتنانه للحكومة والجمعية الوطنية والشعب الأنغولي لدعمهم الدائم وتهيئة الظروف الملائمة للجالية الفيتنامية للعيش والعمل والمساهمة في تنمية أنغولا.
رابعًا، تعزيز وتعظيم المنصات القائمة وتنويع أشكال التعاون في المجالات التقليدية. بفضل خبرتها الواسعة في التعاون مع العديد من الدول الأفريقية، ترغب فيتنام في تكرار النماذج الناجحة في أنغولا في المجالات التي تحتاج إليها والتي تتميز فيها بنقاط قوة. ترغب فيتنام في مواصلة تعزيز التعاون والحفاظ عليه في مجال الخبراء الطبيين والتعليميين، واستعادة التعاون مع أنغولا في مجال الخبراء الزراعيين، وهي مستعدة للتعاون مع أنغولا في تدريب الموارد البشرية والكوادر الإدارية واستقبال الطلاب الأنغوليين للدراسة في فيتنام. من جانبها، في مجال الزراعة والغابات، فيتنام مستعدة لتبادل الخبرات ونقل التكنولوجيا وتوفير الخبراء والأصناف النباتية والآلات وتدريب الكوادر الزراعية لدعم أنغولا في ضمان الأمن الغذائي.
خامسًا، تعزيز التعاون والدعم المتبادل في المحافل متعددة الأطراف والدولية والإقليمية. تُقدّر فيتنام عاليًا دور أنغولا كرئيسة للاتحاد الأفريقي لعام ٢٠٢٥، والذي قدّم العديد من المبادرات لتعزيز السلام والأمن في أفريقيا. وفي عام ٢٠٢٩، ستتولى فيتنام أيضًا رئاسة رابطة دول جنوب شرق آسيا (آسيان)، إحدى أنجح المنظمات الإقليمية في العالم اليوم. أصبحت فيتنام رسميًا مراقبًا في الاتحاد الأفريقي في ديسمبر ٢٠٢٣، وتشارك في عمليات الأمم المتحدة لحفظ السلام في أفريقيا منذ عام ٢٠١٤. وقد حظيت مهمات حفظ السلام التي قامت بها فيتنام في جمهورية أفريقيا الوسطى وجنوب السودان بتقدير كبير من الأمم المتحدة، وكذلك من القادة والشعب المحليين.
وبناءً على هذا النجاح، أكد الرئيس على أمله في أن تدعم أنغولا فيتنام في تعزيز العلاقات الجوهرية مع الاتحاد الأفريقي في المجالات ذات الأولوية في أجندة رؤية الاتحاد الأفريقي 2063 مثل الأمن والسلام والزراعة والتعليم والصحة والتحول الرقمي، إلخ. ومن جانبها، أعربت فيتنام عن استعدادها لدعم أنغولا والمنظمات الإقليمية الأفريقية في تعزيز العلاقات مع رابطة دول جنوب شرق آسيا (آسيان) ودولها الأعضاء.
وأشار الرئيس إلى أنه بعد خمسة عقود من الرفقة، تغلبت فيتنام وأنجولا على كل تقلبات العصر، وأظهرتا دائمًا التضامن الثابت والراسخ والمخلص بين الأصدقاء والرفاق والإخوة، ويعتقد الرئيس بقوة أنه في الفترة القادمة، ستستمر العلاقة بين البلدين في التطور بشكل جيد ومستدام، لصالح شعبي البلدين، من أجل السلام والاستقرار والازدهار في كل منطقة والعالم.
نهاندان.فن
المصدر: https://nhandan.vn/chu-tich-nuoc-luong-cuong-dua-quan-he-viet-nam-angola-tro-thanh-hinh-mau-cho-hop-tac-nam-nam-post899335.html
تعليق (0)