التحول غير المتوقع للملياردير
أحدثت رسالة قصيرة صدمةً في الأسواق. اعترف إيلون ماسك، الملياردير المعروف بتصريحاته الجريئة، بأن بعض تغريداته الأخيرة الموجهة إلى دونالد ترامب "تجاوزت الحدود". ورغم قصر الاعتذار، إلا أنه كان له وقعٌ هائل.
بالنسبة لمستثمري تيسلا، هذا أكثر من مجرد كلام. إنه بادرة تصالحية، وخطوة استراتيجية قد تُسهم في إصلاح العلاقة بين أغنى رجل في العالم والرجل الذي قد يصبح أقوى رجل في العالم.
كانت المخاوف من أن تكون تيسلا هدفًا لانتقام إدارة ترامب المستقبلية تخيم عليها كسحابة سوداء. وكان اعتذار ماسك بمثابة شعاع شمس اخترق تلك السحابة.
كان رد فعل السوق فوريًا وواضحًا. قفزت أسهم تيسلا بنسبة 2.9% قبيل افتتاح السوق الأمريكية، بعد ارتفاعها بنسبة 5.7% في اليوم السابق. من الواضح أن تقليل المخاطر السياسية لسهمٍ رائدٍ مثل تيسلا أهم بالنسبة لوول ستريت من صفقة جيوسياسية غامضة.
يبدو أن التوترات بين دونالد ترامب وإيلون ماسك بدأت تتراجع (صورة: جيتي).
المصافحة غير المبالية بين القوتين العظميين
على النقيض تمامًا من هذا الحماس، اتسمت السوق بفتورٍ تجاه "الاتفاق الإطاري" الذي أُعلن عنه بعد يومين من المفاوضات المكثفة بين الولايات المتحدة والصين في لندن. وكانت التفاصيل محدودة للغاية، حيث اكتفى وزير التجارة الأمريكي هوارد لوتنيك بتصريح لصحيفة وول ستريت جورنال بأنه "مسرور للغاية".
يبدو أن جوهر الاتفاق يكمن في مقايضة: تريد الولايات المتحدة من الصين استئناف تصدير المعادن الأرضية النادرة والمغناطيس - وهي مواد حيوية عالية التقنية - بينما تطلب الصين من الولايات المتحدة تخفيف حظرها على رقائق أشباه الموصلات. إذا حدث ذلك، فقد يُنظر إليه على أنه انتصار استراتيجي لبكين.
وقال كريستوفر وود، كبير الاستراتيجيين في جيفريز، إن "قضية المعادن النادرة أصبحت الآن بمثابة رافعة حقيقية لبكين".
ألقى هذا التشكك بظلاله على الأسواق الأمريكية، حيث انخفضت المؤشرات الرئيسية الثلاثة انخفاضًا طفيفًا قبل الافتتاح. وقد لخّص جيم ريد من دويتشه بنك القلق السائد في وول ستريت ببراعة: فالمستثمرون يخشون سيناريو "ديجا فو" الذي شهدناه في عامي 2018 و2019، عندما انهارت المحادثات التي بدت جيدة فور عودة الوفود إلى ديارها.
دروس من السوق
يرسم تباين ردود فعل الأسواق هذا الأسبوع صورةً واضحة. ربما كانت الأسهم الآسيوية متفائلة بحذر، بينما استقرت الأسهم الأوروبية، لكن القصة الحقيقية كانت في وول ستريت.
وهذا يوضح أنه في عصر المؤثرين الكبار والسياسات غير المتوقعة، فإن المخاطر على مستوى الشركات تكون في بعض الأحيان أكثر واقعية وإلحاحا من الصفقات الجيوسياسية الكلية.
في النهاية، صوّتت وول ستريت. وأظهر تصويتها أن إيلون ماسك انتصر في المواجهة بين اعتذارٍ مُختصر واتفاقية إطارية دولية.
المصدر: https://dantri.com.vn/kinh-doanh/15-tu-cua-elon-musk-khien-pho-wall-phan-khich-hon-ca-thoa-thuan-my-trung-20250614214205129.htm
تعليق (0)